السلام عليكم
الفلسفة معجميا(لسان العرب):
الفَلْسفة: الحِكْمة، أَعجمي، وهو الفَيْلسوف وقد تَفَلْسَفَ.
الهزيمة معجميا(لسان العرب):
وبئرٌ هَزِيمة إذا خِسِفَت وكُسِر جَبَلُها ففاض الماءُ الرَّواء، ومن هذا أُخذ هَزِيمةُ الفَرسِ، وهو تصبُّبُ عرَفِه عند شدَّة جَرْيِه؛ قال الجعدي: فلمَّا جرَى الماءُ الحَمِيمُ، وأُدْركتْ هَزِيمتُه الأُولى التي كنتُ أَطلُبُ وكلُّ نُقْرةٍ في الجسد هَزْمةٌ، والجمع كالجمع.
والهَزْمةُ: النُّقْرةُ في الصَّدْر، وفي التُّفّاحة إذا غمزْتَها بيدِك ونحو ذلك.
وفي حديث ابن عمر: في قِدْرٍ هَزِمة، من الهَزيم وهو صوتُ الرعد، يريد صوتَ غَلَيانِها.
للفلسفة فن قائم بذاته يزين لك الأمور حتى لتعتقد أنك انتصرت وما انتصرت...
وهناك من لا يستطيعون المناورة من أبواب معينة فيلجؤون لأبواب أخرى يلمسون ضعفا في أقفالها عند بعض الناس فيدخلونها ثقة بأنهم سينتصرون لكنهم يقدمون انفسهم بصورة مخزية ومنفرة,
للأسف يعتقدون ان انتصروا وهم قد جففوا منابع الخير حولهم...نعم لم ينتصروا إلا على من كان يريد لهم الخير..فقلبوه شرا ظاهرا...ومنافسا خطير ومنابذا ومبارزا..
نقتبس من هنا الفكرة :
ليس النصر وحده له نظريات وفلسفات، وإنما للهزيمة فلسفة أيضا، لكن هناك من كتبوا ويكتبون في نظرية النصر، ولا يوجد من يكتب في نظرية الهزيمة أو فلسفتها علما أن من واجب المفكرين الذين تعاني أمتهم من الهزائم أن يبرزوا أسباب وأصول الهزيمة لكي يتم تلافيها.
هناك أسباب للنصر، وهناك أسباب للهزيمة، مثلما هناك أسباب لتلافي الهزيمة، وهناك فلسفة للنصر وأخرى للهزيمة.
الهزيمة لا تحل بالناس هكذا بدون توطئة وبدون أسباب، بل لا بد من وجود معطيات كثيرة وعديدة تؤدي في النهاية إلى الفشل والهزيمة.
هي ليست نصيبا ولا قدرا، ولا تقع مصادفة أو على حين غرة، وإنما هي من صنع أيدي المهزومين ومن صلب تعبهم (أو غياب تعبهم) ومن نتاج ما فعلوا (أو ما لم يفعلوا).
نحن العرب من أحق الناس في الكتابة عن فلسفة الهزيمة لأن الهزائم تلاحقنا على مختلف المستويات وفي مختلف المجالات. بالرغم من ذلك لا نكتب بصراحة ووضوح، ويبدو أننا نفضل تحويل كل هزيمة إلى نصر بحيث تضيع الهزائم في زخم الخطابات الرنانة المليئة بالأكاذيب والتضليل. [1]
نص يختزل الكثير مما نضمر ونعرف ونفهم..ولا ينطق به لسان حالنا لاننا لا نحسن تحليل الأمور إلا بعد أن ينقضي زمنها!.
وهاك مثال بسيط اجتماعي محصور بعالمنا:
عندما تبسط فكرة ما إيجابية تريد أن تخدم بها من يهمك أمره, فمن الطبيعي أن يقتبسها الآخر والذي تهديه نصيحتك ليفيد منها ويحولها لصالحه إما بصمت أو بعرفان للجميل أو بطريقة أمينة..
لكن عندما تكتشف أنه سارق, نصاب, استغلالي ويحاول أن يظهر لك أنه الأكثر فهما ورفعة وسيطرة, بسخريته من أفكارك رغم أنه أفاد منها.. هنا عليك ان تقف وترى معالم طريقك جيدا.. تتركه وتمضي لأنه تحول من مستفيد لمحطم...
إنه يشرب من إناءك ثم يولغ فيه...
فهو يحملك كامل المسؤولية عما قدمت من نصح وإرشاد, وفي حال فشل مشروعك العظيم يرمي عليك بثقل وربقة السبب!!!
هو مكرس للهزيمة وصانع لها , بقدر ما فيه ميل للاتكالية وإكمال طريق التواكل...
ماذا يوحي لك هذا الموضوع؟
هؤلاء البشر في مجتمعنا كانوا ام في عالم السياسة او الأمور الهامة, يبدون لنا بحلة طبيعية جدا, عادية جدا ,كأخبار المحطات الإذاعية والتلفازية ,من الصعب أن تبقى متسمرا أمامها وأنت تبتلع أكاذيبها...المفبركة..
هؤلاء يحملون من الشفافية عوامل عدة, لكن داخلهم يجمل مناورة شرسة يريدون إثبات أنهم الأفضل والأهم والأكثر إيجابية.
هذه من الأنواع الثقافية التي تفرض نفسها على الساحة بقوة ووقاحة, بطريقة لا تبدو بسرعة انها كذلك, لكن لو قرانا مبين سطورها لوجدنا سما زعافا...
هم فلاسفة الهزيمة ,ومخططوها, منظمو عالم الفشل ومكرسوه, سجانو التطور والتحول, لكنهم سارقون محترفون ونصابون بامتياز.
الحلال بين والحرام بين مثلا.. فلم نذهب من الطريق الوعرة؟.
هل نظرنا تراجع؟ أم حدسنا على غير ما يرام؟ ام هناك عيوب اخرى في الكاريزما التي نملك؟
وإذن:
فإن فلسفة الهزيمة تعني:تقبل الهزيمة سواء أكانت من صنع إيدينا ,او بسبب خارجي اخفقنا عن مقاومه,وهي من أسباب التراجع الحضاري الاجتماعي أولا وعبر بقية القنوات الاخرى .
ريمه الخاني 1-6-2013
[1] http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=279145