منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    Red face قراءة نقدية تحليلية في ( لا أريد ) للشاعر عاطف الجندي

    قراءة نقدية تحليلية في ( لا أريد )
    للشاعر عاطف الجندي
    ***
    بقلم محمد الزينو السلوم
    شاعر و ناقد سوري

    • مدخل : سبق لي و كنت في رحلة شائقة مع الشاعر عاطف الجندي في ديوانه الأول ( بلا عينيك لن أبحر ) و بعين مبصرة و بصيرة ركبت متن المجموعة الشعرية و مخرت بحر قصائدها ( مبنى و معنى ) و انتهيت إلى القول : ( وجدت نفسي محلقا في فضاءات الشاعر و بوحه والجميل ، و لغته العذبة و جملته الشعرية الشفيفة 00 كان محلقا مابين الخاص و العام 00 أخذني لواحاته الشعرية الخصبة و المليئة بالأحلام الوردية و الممزوجة بدموع الألم و رائحة الحزن 00 و بعض الفرح و الأمل 00 )
    في الختام قلت : لقد حملنا الشاعر في بوحه إلى البحر و تجول بنا بعيدًا عن شواطئه ، و برغم العواصف و الأمواج عاد بنا إلى بر السلام و الأمان 00 و لكنه - كرمى لعينيها - لم يبحر 00 جعلنا نبحر نحن في أعماق عيون الشعر و و كيف لا و قد جاب الهند و كوبا 00 لينشد أحلامه العشقية و كما في قوله في آخر قصيدة ( أحلام العشاق ) :
    " للهند أجوب و يشهد لي
    شعر ٌ في لحظة إطلاق ِ
    و لكوبا سرت على دمعي
    أنشد أحلام العشاق ِ "
    أعود إلى ديوان ( لا أريد ) و الذي تضمن ثلاثا و عشرين قصيدة بدأها بقصيدة ( أشواق الجازورينا ) و هي ذات مقاطع و قافية في نهاية كل مقطع فيقول :
    " شف التراب ُ
    عن التراب الحرِّ
    فارتبكت دموعي
    لم يكن إلاي َ وحدي
    و الطريق إلى القرى
    سفر ٌ و نافلة ٌ و فرض ٌ
    في صلاة الروح ِ
    أو ذكرى نبي ْ "
    يرحل بنا الشاعر في زورق أشواقه لقريته و أهله و للنوارج و المناجل التي تهمي إليه 00 لرغيف جارته الطازج 00 و كعادة الشاعر في كل مرة 00 يحلق بنا في عوالمه لفضاءاته الشعرية حيث نجده يتماهى مع القصيدة بقوله : " وجعي على وجع القصيدة ِ
    ينزفان على المدى
    قمرا طفوليا
    سقانا بسمة ً
    و سقته من عسل القلوب ِ
    قبيلتي
    و انداح في رئتي
    عبيرا سرمدي ْ 00 "
    أجمل بهذه القافية التي تفصل ما بين المد و الجزر على شواطئ القصيدة ما بين المقطع و المقطع 00 ( سرمدي – النقي – الصبي ) 0
    يلجأ الشاعر في بعض قصائده كقصيدة ( القمر السعودي ) إلى الإكثار من القافية كما في القصيدة العمودية و هو إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشاعر يغزل القصيدة العمودية و لم يزل متعلقا بها من حيث الإيقاع و القافية 0
    و في قصيدة ( قتلناك ِ ) يقول :
    " لمثلك يا ( غزتي )
    سوف يجثو الزمان انكسارا
    و يبكي على ركبتيك ِ
    الهوى و الخليلا
    و يهفو لصفح ٍ
    فهل تصفحين عن العرب يومًا
    و تمضين نحو اخضرار القوافي ؟! "
    - و أظنها لن تصفح ، بل ستصفع - نجد أن الشاعر قد تماهى مع غزة الصامدة و يبوح لها بمشاعره نحوها و نجده يسألها ألا تغفر ذنب العرب في نهاية القصيدة فيقول :
    " فلا تغفري ذنبنا و اتركينا
    فإنا اخترعنا الهروب الكبير َ
    إلى حفرة الذل
    نحمي العرينا 00 "
    نجد أن الشاعر يعود بنا للإكثار من جديد من القافية : ( ثمينا – اليقينا – العرينا ) و من قبل ( الطيوب – الذنوب – الكروب ) و لكن في هذه المرة ينوع القافية بالقصيدة 00 !
    و في قصيدة ( القسم العربي ) يصرخ الشاعر بأعلى صوته جهارًا " أنا المدعو بالعربي
    و اسمي ( عاطف الجندي )
    أتلو من شغاف القلب أبياتي
    على مهد الأسى القومي
    في ألم ٍ و قدسية ْ
    و عنواني مقاومة ٌ 00 "
    يعتز الشاعر هنا بعروبته و قوميته و يعلن اسمه جهارًا 00 إلى أن يقول : " و أعمل في
    سلاح الشعر ِ ممتطيا
    حروب الفكر
    فى ثقة ٍ و ثورية ْ 00 الخ "
    و برغم أن الشاعر لجأ هنا إلى المباشرة ، و لكن القصيدة بدت لنا بمثابة صرخة من الأعماق تبرر مثل هذه المباشرة و هي من القصائد الطويلة المقطعية ( 13 مقطعا ) 00 و ينهيها بقوله : " فلا أسف ٌ
    على عيش ٍ
    بلا حلم ٍ و حرية ْ "
    فقد اعتمد القافية في آخر كل مقطع ( قدسية – ثورية – وحشية 00 الخ )
    و في متابعة لقراءة القصائد نقف هذه المرة عند قصيدة ( عهود ) الوجدانية حيث يبدأها الشاعر بالقول :
    " أنا يا حلوة الحلوات ِ محتاج ٌ
    لمصباحين زرقاوين
    يخترقان أوردتي
    و يكتشفان أغواري
    فمنذ نعومة الأحلام
    لم أقرأ
    و لا عبرت ببحر مشاعري امرأة ٌ
    - كما أبغي –
    ولا عزفت على أوتار قيثاري "
    و تتجلى الفنية في القصيدة من حيث اللغة و الشعرية و الصور و الخيال مثل " ملأت حقائبي قُبُلا ً
    و أزهارًا
    و تذكارًا
    لكل جميلة عبرت على يومي
    و أرخت ليلها المحلول َ
    فوق سرير اعصاري
    و هاأنذا
    خرجت الآن من نزقي
    و عدت لحصة التعبير
    و التلوين في كراس أشعاري "
    و يجدر القول، لجوء الشاعر إلى القافية كعادته و يلجأ الشاعر في كثير من الأحايين إلى توظيف الإنزياحات اللغوية ذات الدلالات الجديدة – نسميها في سورية - كأن يقول ( بهو الحنان – قناة حلم – درب السعادة – حديثنا قمح ٌ لعصفور ٍ و ماء – نام النهار على ذراع الليل – الخ 00 )
    - نجد ظلال الشعر العمودي لا يزال يخيم على جسد القصيدة عند الشاعر عاطف الجندي 00 فعلى الرغم من أن القصيدة تلبس عباءة التفعيلة لكننا نجدها هنا قريبة جدا من العمودية : " بعض ٌ من التقبيل يشعل فرحتي
    و يكون رمزا للهوى و دليلا
    فترد بسمتك البشوشة يا فتى
    أين الوقار إذا أردت عواطفي
    فاختر لقلبك فى الغرام سبيلا
    إن الهوى ثوب ٌ نبيل ٌ فاحترس
    حتى يكون على الدوام نبيلا "
    و هكذا 000
    - حتى و بالرغم من التنويع في القافية ، في القصيدة الواحدة إلا أنه يظل متأثرا بما ذكرته من قبل فيقول مثلا :
    " إن رنَّ صوت ٌ أو بدا
    بدر ٌ بوجه ٍ و استباح جناني
    أستغفر الفيروز
    - في عين الحبيبة -
    عن ذنوب ٍ لم تزلْ
    في طي غيب ٍ حائر الأزمان ِ
    هذي حياتي ، يا حياتي لم تزلْ
    نهرا يفيض عذوبة ً بأغان ِ
    أغلقت قلبي َ عن سواك ِ محبة ً
    و فتحت بابًا للقاء الحاني "
    و كأن الشاعر يُخرج ما بين البحور و الإيقاع ( العمودي و التفعيلي ) في قصيدة " لا أريد " و هي عنوان المجموعة الشعرية 0 و القصيدة باعتقادي من أجمل روائع الشاعر عاطف الجندي 00 تألق بها و تألقت به 00 !
    و لا استغراب أو عجب فكثيرا ما حلق بنا و تألق في شعره و يقول في قصيدة ( لا أريد ) :
    " ماذا تريد ؟!
    00000000000
    ووقفت ِ في غضب ٍ عنيد ٍ
    مثل قط ٍ يخمش الأحلام َ
    في وجهي الشهيد ْ
    ماذا تريد ؟!
    و الجملة الحمقاء تعصف بالفؤاد
    و ترسل الآهات ِ
    نحو الدهشة المرسومة الأحداق ِ
    في وجهي الشهيد ْ
    ماذا تريد ؟!
    عيناك ِ أجمل ما رأيت من البحار ِ
    فكيف ثار الموج ُ
    و اشتد الوعيد ْ ؟! "
    ماذا تريد ؟! ( تأتي هنا و من قبل استفهام و تعجب من الشاعر 00 بينما في البداية جاءت من الأنثى استفهام 00 و بعد 00 و بعد 00 يسأل بل يطلب من قلبه أن يرد عليها فيقول : " قل لها أنا لا أريد
    أنا لا أريد
    شيئا سوى عينيك يا
    حبي الأكيد " 00 !
    و يا للعيون من سحر ، يتماهى الشاعر بالعيون و كأنه ممسوس بهما 00 !
    - أتجاوز بعض القصائد من حيث التحليل و ليس القراءة 00 كقصيدة الصقر المهاجر و أحاديث غادة و بعض القصائد الأخرى لضيق الوقت 00 "
    لأقف عند حالة نجدها عند الشاعر تتجلى في العديد من القصائد و هي طرح الأسئلة الحيرى و الأمثلة كثيرة على ذلك فى قصيدة الصقر المهاجر يقول :
    هل يا ترى
    فرغت حقائبك المليئة بالحكايا ؟
    و في قصيدة أحاديث غادة يقول :
    و أسألُ يا منية السهد
    كيف الحياة إذا ما افترقنا ؟!
    و أيضا 000" لماذا العصافير
    ترحل تاركة ً فى العيون
    اخضرار الفصول
    و أعشاش دفء ٍ
    و قوسًا من الزعفران ِ ؟!
    لماذا العصافير تُغتال ُ
    في مفرق الوقت ِ
    نازفة ً وردة ً من عبير ٍ
    و أحلام قمح ٍ
    و حقلا من الغيم ِ
    في بسمة الأقحوان ِ
    لماذا 00 و ألف ٌ أتت مثل ماذا 00 "
    و في قصيدة ( مُريد النار ) نجد الشاعر يكرر بعض كلمات القصيدة و كأنها اللازمة 00 كأن يقول :
    " نامت و ألقت فوق شوقي معطفا "
    و في مقطع آخر من القصيدة يقول :
    " نامت و تعلم أنني
    آت ٍ إليها بالوعود ِ "
    و في مقطع آخر يقول في نفس القصيدة :
    " نامي فلست من الذين تعودوا
    أن يذبحوا الأحلام قربانا
    لرب الشهوة ِ
    نامي ، فإني
    لست من يهوى اقتناص الورد ِ
    من خد ِّ الوجود النائم ِ
    نامي بحبة قلب من يهواك ِ
    إني لن أبارح دوحتي
    نامي "
    - و أتوقف من جديد عند قصيدة " سيناريو جديد 00 لقصة قديمة " و التي يقول في مطلعها :
    " أنا من نبا ت الحلم أطلع برعما
    يقتات من ضوء الندى
    و يضاجع السحب البعيدة َ
    في انهمار الدمع
    من جفن الشتاءْ "
    و نلمح في هذه القصيدة حزنا شفيفا كما في قوله
    " يلوك أحزان السنابل
    لانتظار البؤس ِ في سبع ٍ عجاف ْ
    و يرد أسئلة الجفاف
    إلى زمان لا يبين "
    يتجلى الشاعر عاطف الجندي برقة مشاعره و أحاسيس و شفافية ما بعدها شفافية ، نجدها في شعرية و سرد حكائي أحيانا من خلال القصيدة و كثيرا ما نحس بمثل هذا في قصائده 00 و هي من القصائد الطويلة الشائقة 0
    و لو تابعتم معي قراءة المجموعة الشعرية لوجدتم في كل قصيدة ألق شعري جميل فهو يلون و ينوع في الشكل و المضمون 00 و كأن قصيدة التفعيلة تسِّلم نفسها له 00 فيفتح شرفاتها و يدخلها متى شاء و كيف شاء 0
    - و أقرأ باقي قصائد المجموعة ( وصية – بطل من ورق – استجواب – سؤال اعتراضي – لو كان حبك صادقا – أنت ِ
    00 إلى آخر المجموعة و ما قلته من قبل ينسحب على باقي القصائد 00 و أشير إلى بعض القصائد و كأنها عمودية و لكنها مكتوبة بطريقة الشعر التفعيلي 0
    كما نجد أن الشاعر يماهي ما بين الذات و الوطن و آلامه ِ في عطاء ثر ، متدفق و يلون و ينوع في الشكل و المضمون و يجدد بالإسلوب قياسًا إلى مجموعته الشعرية الأولى و يطور تجربته ليستقر على صوت و لون و لغة معجمية خاصة به 00 قياسا لمجموعته الأولى ( بلا عينيك لن أبحر ) التي اطلعت عليها من قبل و هي ضمن مخطوط بعنوان وجوه مصرية في الذاكرة و هو مقدم إلى مكتبة الأسرة لطباعته 00 و الذي يشمل العديد من الدراسات النقدية لوجوه مصرية جديرة بالقراءة و الاهتمام
    - في الختام : أتمنى على الشاعر عاطف الجندي أن يواصل مسيرته الشعرية الرائعة و الرائقة في تطوير و تجديد شعره مع المحافظة على تراثنا و أصالته ، كما أتمنى أن يخرج من أسر القافية و يتحرر منها ما أمكن 00 و جميعا يعلم أن القافية من الأسباب الرئيسية التى دفعت السياب و نازك إلى قصيدة التفعيلة 0
    ****
    * ناقد و شاعر سوري

    القاهرة في 27 / 5 / 2010

  2. #2

    رد: قراءة نقدية تحليلية في ( لا أريد ) للشاعر عاطف الجندي

    السلام عليكم
    حقيقة شرح وتحليل جميل ربما احتاج الإضافة :كما رايته لتحليل البلاغة واللغة والنحو الخ...
    وفقك الله استاذنا الكريم ولك التحية.
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  3. #3

    رد: قراءة نقدية تحليلية في ( لا أريد ) للشاعر عاطف الجندي

    مرور وتحية واهلا بك بيننا دوما كاديب مميز نعتز بانه من آل الفرسان
    دراسة قيمة...
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4

    رد: قراءة نقدية تحليلية في ( لا أريد ) للشاعر عاطف الجندي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغد قصاب مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    حقيقة شرح وتحليل جميل ربما احتاج الإضافة :كما رايته لتحليل البلاغة واللغة والنحو الخ...
    وفقك الله استاذنا الكريم ولك التحية.

    رغد
    شكرا لجمال مرورك
    و عبير عطرك
    دمت لأخيك

المواضيع المتشابهه

  1. العيون السود الديوان السابع للشاعر عاطف الجندي
    بواسطة عاطف الجندى في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-06-2012, 01:28 PM
  2. أنت ِ القصيدة .. ديوان جديد للشاعر عاطف الجندى
    بواسطة ابراهيم خليل ابراهيم في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-25-2010, 11:09 AM
  3. قراءة في ديوان "مرايا النفس" للشاعر عاطف الجندي
    بواسطة محمد الشحات محمد في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-10-2010, 05:45 AM
  4. لاأريد ديوان جديد للشاعر عاطف الجندى
    بواسطة ابراهيم خليل ابراهيم في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-04-2010, 11:02 PM
  5. إحتفاءً بشاعرية التمرد قراءة فى ديوان عاطف الجندي
    بواسطة عاطف الجندى في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-09-2009, 10:02 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •