كثيرة هي تلك الصور العنيفة التي بتنا نراها بشكل يومي على شاشات التلفاز.
وتعدُّ هذه المشاهد من أكثر الأزمات البشرية فظاعة وقسوة، ولا يمكن لأحد ألا يتأثر أبداً بالمشاهد الرهيبة، التي باتت مادة إعلامية دسمة تقدمها النشرات الإخبارية.
إذ تعدُّ معرفتنا بما يحدث من جرائم وعدوانية أمراً ضرورياً وهاماً للغاية؛ فمن الأهمية والضرورة أن يتمّ إعلامنا نحن العرب والعالم بأسره أيضاً بالأحداث والجرائم المرتكبة بحق البشرية.
ولكن على الرغم من الأهمية الإعلامية والإنسانية لضرورة نقل ما يحدث على أرض الواقع إلى جميع العالم، إلا أنّ هذه الصور لها تأثير سلبي على الحالة النفسية.
وتظهر آثار مشاهدة مثل هذه الصور العنيفة بشكل واضح على طريقة النوم لدينا.
ولا يعدُّ القلق والانزعاج النفسي قبل التوجه إلى النوم وأثناء النوم نفسه بشكل عام من الأصدقاء المقربين، حيث إنّ من ألد أعداء النوم المريح هو القلق والانزعاج النفسي.
وهذا يعني أنّه عندما يواجهنا قلق على الصعيد العالمي بأسره، كالحالة العامة التي نمر بها الآن، فإن أعداداً متزايدة من البشر يمكن أن تشعر بالإنهاك النفسي والتعب.
كيف يمكن لنا أن ننام بسلام؟
عند استلقائك على السرير حاول أن تغمض عينيك بهدوء، وأن تبدأ بالاسترخاء، وذلك من خلال التنفس بعمق قليلاً.
وللتخفيف من التوتر، عليك أن تقوم بتمديد كامل جسمك، وتحرير كلّ قسم منه على حدة للتخفيف من التشنج.
ويمكن أن تبدأ أولاً بمنطقة الوجه، وأن تحاول تحريرها من التشنج، وبعدها منطقة الرقبة والأكتاف، ومن ثمّ حاول أن ترخي منطقة الصدر والظهر والمعدة واليدين والكفين.
وبعد ذلك انتقل إلى تحرير الأرجل والأقدام من التوتر، ودع الاسترخاء يسيطر على كافة جسمك.
وعند استرخائك يمكنك أن تلاحظ طريقة تنفسك الهادئة، ومع كل تنفس تأخذه حاول أن تشعر بالاسترخاء في كافة أنحاء جسمك ابتداءً من الوجه وانتهاءً بالأقدام.
وكلما شعرت كافة أجزاء جسمك بالاسترخاء فإنّ كل عضلة من عضلات جسمك يمكن أن تتحرر من التوتر والإجهاد.
وعندما تحرر جسمك من التوتر، فإنك بالتالي ترى جميع الصور والأفكار، التي مرت معك خلال اليوم، تبتعد عنك، كالفقاعات التي تخرج منك عندما تتنفس.
ومن الضروري أن تؤكد لنفسك أنك مستلقٍ ومرتاح، وأنك تشعر بالاسترخاء الرائع، وأنك في أمان.
ولكي تضمن نوماً هانئاً حاول أن تتنبّه إلى الخطوات التي حددها الخبراء ونصحوا بها.
تأكد من أنك متعب فعلاً
عندما تتوجه إلى النوم، فإنه من الضروري أن يكون جسمك بحاجة إلى النوم.
وكما أنّ الطفل الذي لعب طوال النهار وركض وتحرك كثيراً يمكن أن ينام بهدوء أفضل من غيره من الأطفال، فإن الطفل الذي يكون قد أمضى يومه أمام شاشة الكمبيوتر لن ينام جيداً.
والأمر نفسه يمكن أن ينطبق على البالغين أيضاً.
ويمكن للتمارين الفيزيولوجية أن تواجه حالات القلق، وبالتالي تساعدك على النوم الهانئ.
أما في حال لم تكن تحبّ القيام بأيّ من الهوايات الرياضية، فإن تمديد العضلات بلطف يمكن أن يخفف من التوتر والتشنج.
اخلق غرفة نوم إيجابية
عندما تودّ الخلود إلى النوم فإنك تكون بحاجة إلى جوٍّ هادئ.
وهنا عليك أن تخرج التلفزيون والكمبيوتر من غرفة النوم، حيث إن هاتين الوسيلتين لا تساعدان أبداً على تسهيل عملية النوم.
التعامل مع القلق
لا تدع الأفكار التي تقلقك تستولي على فكرك قبل الذهاب إلى النوم.
ويجب أن تكون الفترة التي تتوجه فيها إلى النوم من الفترات التي تنعم فيها بالهدوء والصفاء الذهني.