-
باحث في علم الاجتماع
عز الدين القسام: أنت باقٍ فينا نهجاً جهادياً وفكراً وممارسة (3)
عز الدين القسام: أنت باقٍ فينا نهجاً جهادياً وفكراً وممارسة (3)
مصطفى إنشاصي
أنت باقٍ فينا على الرغم مِن أن كل مَنْ رفعوا شعار جهادك وآخر كلماتٍ نطق بها لسانك لإخوانك (إنه جهاد: نصر أو استشهاد) تخلوا عنه، إما لأنهم لم يَعُووا معناه من البداية فضعفت نفوسهم وزلت أقدامهم ومالوا إلى الدنيا، أو لأنهم لم يتمثلوا مسيرتك ونهجك ووعيك عقيدة وممارسة، أو قد يكونوا قَصُرت بهم هممهم عن بلوغ إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، أو لأنهم ضعفوا كما ضعف غيرهم مِمَنْ خذلك في سوريا وفي فلسطين، أو لأنهم لم يَصدُقوا مع الله تعالى من البداية كما صَدَقت، فغرتهم الأماني وانحرفوا عن درب الجهاد والاستشهاد، أو لأنهم لم يدركوا أنك لم تأتِ فلسطين لتبدأ تجربتك الجهادية وتتعلم من دروسها ولكنك أتيت لتطبق خلاصة تجربة تعليمية وجهادية سابقة غنية بالدروس والوعي والثورة، أنضجتها دروس تجارب أكثر من ساحة من ساحات المواجهة في الوطن ..
أنت باقٍ فينا نهجاً وفكراً وممارسة، أنت باقٍ فينا روحاً وهادياً ونبراساً، أنت باقٍ فينا جهاداً واستشهاداً، أنت باقٍ فينا دماً يجري في عروقنا لا نستطيع أن نحيا إلا كما حييت أو أن نمضي ونقضي إلا على ما مضيت وقضيت عليه، وإلا سنكون أول الخائنين لك ولنهجك وجهادك، لفكرك وممارستك، سنكون أول الخائنين للأمة والوطن، فأنت لم تعلمنا الاستكانة مع الضعف وقلة الحيلة في مواجهة قوة وجبروت العدو، ولا في حال تخاذل القادرين من الزعامات والقيادات القادرة على الفعل ولهاثها وراء هذا أو ذاك، ألم ترد على ابنتك ميمنة عندما دار حديث بينكما شبيه بحالنا اليوم ببيت الشعر الذي يقول:
وأعلم أنك عليك العار تلبسه ... من عضة الكلب لا من عضة الأسد
لقد اخترنا نهجك، لقد اخترنا أن نكون طليعيين مقدامين عندما يَعُز على الرجال التقدم ويخشوا المواجهة والجهر بالواجب المقدس بأكثر من الإمكان، ونتوارى ونتراجع عندما يختلط على الجماهير تمييز الطليعي الوطني الصادق لكثرة الخَبث الذي يطغى على الثورات بعد انطلاقتها، حتى لا يختلط الطليعي بالانتهازي، حتى لا يختلط الطليعي بالمخبر والعميل، حتى لا يختلط الطليعي الشجاع بالرعديد الجبان، ألم تكن تقول دائماً: "أن المجاهد رائد قومه والرائد لا يكذب أهله"؟!
لقد اخترنا أن نكون فقراء خيرٌ من أن نكون أغنياء، لقد اخترنا أن نكون عالمين عاملين خيرُ من أن نكون عالمين قاعدين أو منافقين كذابين وانتهازيين، اخترنا أن نكون أوفياء لِمَنْ سبق على أن نكون عبيد متملقين لمن ملك، لقد اخترنا النوم على الأرض لنكون أقرب إليها كما ربيت تلامذتك وإخوانك، ليهجروا الحضن الدافئ والفراش الوتير أو المريح، لتنتزع من القلوب حب الدنيا والارتباط والتعلق بالأسرة والولد، حتى لا يثبطهم ذلك في لحظة ضعف عن نهج (النصر أو الشهادة)، حتى لا يركنوا إلى ما حذر منه رسولنا الكريم صلَ الله عليه وعلى آله وسلم صحابته: إنما أخشى عليكم إقبال الدنيا، لقد اخترنا أن نكون مجاهدين بالمال والنفس على أن نكون موظفين ومرتزقة، أن ندفع اشتراكات شهرية وننفق باقي مرتباتنا على تحركاتنا وعملنا لله، أن نشتري سلاحنا بأموالنا لنعرف قيمته ومكانته ودوره، أن نبيع صيغة زوجاتنا لننفق على جهادنا ونخفف عن إخواننا نفقاتنا، لا ننتظر مرتب آخر الشهر الذي حول مقاومينا إلى موظفين ومرتزقة .. ألم يكن هذا نهجك ..؟ ألم تكن تلك هذه مدرستك الجهادية؟!
-
من المتابعين جزاكم الله خيرا ونفع بكم، وماأعرفه عنه انه سوري مهاجر دخل فلسطين ورهن حياته فداءها. رحمه الله.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى