حياك الله أخي عبد الرحيم
معك حق فماذا ننتظر من عدونا غير ما ذكرت؟ أننتظر منه أن يوحدنا أو يطورنا أو ... مما يشكل خطورة على تحقيقه أهدافه ضد الأمة والوطن؟
وما دام يجد أمة كما ذكرت لماذا لا يركبها ويدلي رجليه وهو مسترخي ومطمئن؟
نعم هو خطط لموضوع القدس وحاصرها من قبل الاحتلال البريطاني لفلسطين بحيث يحصر شرق القدس ويبقيها في حدودها الحالية ويسمح بتوسه غرب القدس وتطويرها ونبقَ نحن محصور تفكيرنا في أن القدس هي الجزء الشرقي الذي كما ذكرت لا يزيد عن 144 دونم
وإليك هذه الإضافة حول ما ذكرت:
إعادة تخطيط مدينة القدس
ولأهمية القدس في المخططات اليهودية - الغربية، وحرصهم على إخراجها من أيدي المسلمين نهائياً، فإن قائد القوات البريطانية في الحرب العالمية الثانية الذي كان من ضمن مهامه احتلال فلسطين (سلفادور اللنبي) قبل احتلاله لبلاد الشام والقدس، استدعى "مالكين" مهندس الإسكندرية ليضع تخطيطاً للمدينة يحقق الهدف الصهيوني. وقد قام الأخير بذلك خير قيام في مخططه الذي وضعه في عام 1918م، فقد قسم المدينة إلى أربعة أقسام: البلدة القديمة وأسوارها.. المناطق المحيطة بالبلدة القديمة، القدس الشرقية "العربية"، القدس الغربية "اليهودية" وسمحت هذه الخطة بالبناء في القدس الغربية وجعلها منطقة صالحة للتطوير بينما منعت ذلك تماماً في البلدة القديمة وقيدته بشدة في القدس الشرقية وبذلك سمحت هذه الخطة بتعزيز الوجود الصهيوني في القدس، وإحكام تطويقها واستيطانها، لمنع أي توسع عربي محتمل ومحاولة السيطرة على الحكم البلدي للمدينة، ليتسنى السيطرة تماماً على المدينة وتحويلها إلى عاصمة "للدولة اليهودية"[i].واستكمالاً لتنفيذ المشروع المتعلق بالقدس، حضر إليها وفد يمثل اللجنة الصهيونية في لندن برئاسة حاييم وايزمان وذلك في شهر نيسان 1918م. وفي أيار من عام 1918م طلب وايزمان من السلطة العسكرية التوسط لشراء الممر المؤدي لما يسمى حائط المبكى. وقدم ثمانين ألف جنيه ثمناً ولكن أهل القدس رفضوا ذلك بالإجماع[ii].كما تحولت القدس تدريجياً وبفضل التواطؤ بين الحركة الصهيونية والاحتلال البريطاني إلى مركز لنشاطات الحركة الصهيونية، فأصبحت مقراً للجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية العالمية، والوكالة اليهودية، والصندوق التأسيسي "كيرن هيود"، والصندوق القومي اليهودي "هيكرن هكمت"، والمجلس الوطني للتشوف، أي الاستيطان، ومركز اللجنة القومية اليهودية عام 1920م ، والتي كانت أعلى سلطة يهودية سياسية إدارية في فلسطين، والحاخامية الكبرى ثم كنيست "يسرائيل" الهيئة التمثيلية "للمستوطنين" اليهود في القدس، ثم افتتحت الجامعة العربية في القدس سنة 1925م، ومستشفى هداسة الجامعي عام 1939م. وقد كان الهدف من عمليات التهويد طمس هوية القدس الحقيقية التي يمثلها أهلها الذين استقروا فيها عبر العصور ولاسيما بعد الفتح الإسلامي وسيطرة الحضارة الإسلامي[iii].وفي مطلع الثلاثينات كان الوزير البريطاني اليهودي اللورد (ميلشيت) قد كشف عن النوايا الصهيونية الحقيقية تجاه المسجد الأقصى عندما قال: (عن يوم إعادة بناء هيكل سليمان قد اقتربت، وسأصرف بقية حياتي في السعي لإعادة بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى)[iv].
[i] خالد محمد غازي، القدس.. سيرة مدينة، دار القبس للطباعة-دار الهدى للنشر والتوزيع،القاهرة، الطبعة الأولى، 1998م، ص154، 155.
[ii] حسن مصطفى الباش، القدس بين رؤيتين، دار قتيبة للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، الطبعة الأولى 1408هـ-1997م، ص83.
[iii] قضية القدس ومستقبلها في القرن الحادي والعشرين، مجموعة من الكتاب، مركز دراسات الشرق الأوسط، دراسات (24)، عمان-الأردن، الطبعة الثانية، 2002م، ص68.
[iv] خالد محمد غازي، مرجع سابق، ص192.