مرارة أم المهالك

نتابع حديث الغربة والتغرب:

تذكركتب السيرة والتاريخ، بإن الإمام علي(ع(كان يعرف قاتله،ويراه كل يوم يصلي خلفه، فيخبر خاصته عنه!

فكانوا يسألونه لم لا تقتله ياأباالحسنين؟؟ فكان يجيبهم وكيف أقتل قاتلي؟؟!!

وعندما جلس لتبايعه الناس، ووصل الدورلعبدالرحمن بن ملجم،ومديده ليصافح الإمام (ع)، سحب الإمام يده ثلاثا، فأستغرب بن ملجم عمل الإمام(ع) وسأله:

لم فعلت بي هكذا!!! ياأميرالمومنين؟

فأجابه الإمام، لقد مددت يدك لمبايعتي ثلاثا، وسوف لن تخضب هذي(وأشارإلى لحيته الشريفة) إلى من هذي(وأشارإلى هامته الشريفة(!!!!

نعم إخوتي، لوإستعرض الفرد منا حياته، لشاهد كيف تمربعض الأحداث والمواقف، ويرى الواحد فيناقاتله(ليس بالضرورة قتلا فيزيائيا) ولايستطيع قتله.

وأقسى ماتمربه حياتي.........سكوتي حينما يجب الكلام!!!

وأمامكم مشاهدالحاضروهي تمر، والمجرمة أمريكاتستعد لذبحناونحن عاجزين حتى عن الصراخ! (الحديث كتب قبل إحتلال العراق)!!

إبن الأرض المحتلة الإستشهادي البطل،تحرك ورفض الخنوع، فوهبت له الحياة فدخل عالم الخلود، ونحن نحث السيرإلى بوارنا المحقق، فعالم النسيان والخذلان.

فنحن الميتين وهم المنتصرين!

صدق الإمام علي(ع) حينما قال: إطلبوا الموت توهب لكم الحياة.

منذوصول شلة القتل والإجرام إلى الحكم في العراق، وكل الشعب عارف بمجريات الأمور؟ وعارف من هوالحاكم؟ وماهي خلفيته؟ وماهي نواياه؟ ولكنه عاجزعن عمل ما.

يطول شرح أسباب هذا العجز! ولكن السؤال الذي يطرح نفسه:

ألم يتعلم العارقيون(عارقيون – مقصودة) الدرس بعد؟ فماالذي بقى؟؟؟ بعدأن دمرالبلد، في أكثر من ثمان سنوات من الحرب مع إيران؟ ثم جاء إحتلال الكويت، لتكتمل الصورة في الدماروالخراب، بعد حرب أم المهالك، ليكبل البلد!!! وإلى الأبد بقيود الطواغيت، وييقى الحاكم المجرم، سادرا في أوهامه وأحلامه، وهاقد مضى أكثرمن عقدمن الزمن والبلد تحت حصارمهلك وكرامة مهدورة!!!!!!!

فقبل أكثرمن عشرة سنوات، كنانتابع التليفيزيون، فنشاهد كل قوى الدماروالنار،وهي تصب على العراق وشعبه، في أبشع تمثيلية حربية جرت في التاريخ، بين أعتى قوة!!! وأركوز نصبوه ونفخوه!!! فصورواله بأنه منقذالعرب!! والمعيد لأمجاد حمورابي ونبوخذنصر!! فصدق نفسه وغامرفي قادسيته المشمؤومة، قادسية العاروالشنار، محاولا إخماد النور الإسلامي، الذي علاإيران، بإنتصارحركة الإمام الخميني رحمه الله.

وبعدأن أنهك البلد، وقتل وعوق أكثرمن مليون مغلوب على أمره، وحرق الحرث والنسل!!! إستخدموه مرة أخرى!!! ليركزوا أقدامهم في كل البلاد الإسلامية، وإلى الأبد!!! بعد تمثيلة إحتلال الكويت الهزلية.

لم إستحمل رؤية الجندي العراقي الأسير، وهويقبل أقدام الجندي الأمريكي!!!! بعدإنتهاء مهزلة أم المعارك.

شعرت بإنقباض شديد في صدري، وكأن أنفاسي قدتوقفت، فسقطت أرضا، ولكن كنت بكامل وعيي، فتشهدت الشهادتين وتيقنت قرب أجلي.

نقلت إلى المشفى بسيارة إسعاف، تحيط بي زوجتي وإبني البكر.

وفي المشفى عملوا لي كل الفحوصات، ليقررواأزمة نفسية حادة، ولم أعد إلى البيت إلى عندالفجرفحمدنا الله على إنها أزمة وعدت.

ولكن لن تنس تلك المشاهدالقاتلة المهينة، وماآلت إليه تلك التمثيلية، التي دفع العراقييون بهاأغلى ماعندهم، وهي كرامتهم وحريتهم، التي كبلت وإلى الأبد.

اللهم عجل بظهورولي أمرك المنتظر، وأجعلنامن جنده، ومن المستشهدين بين يديه.

وإلى حديث آخر.