الفنان التشكيلي بشير بشير
لا أريد أن أكون رقماً..

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

في معرضه الاخير الذي أقيم في المركز الثقافي الروسي بدمشق عمل الفنان بشير بشير على تقديم تجربة فنية جديدة حاول من خلالها الخروج عن المألوف للشكل التقليدي للوحة من حيث الشكل الفني لها...حيث ضم معرضه حوالي/40/ لوحة أخذت اشكالاً هندسية مختلفة بحيث يمكن للمتلقي قراءتها بأكثر من اتجاه أو زاوية..أطلق عليها الفنان بشير «طائر الورق» حيث أثنى العديد من الفنانين والنقاد على هذه التجربة ووصفها د.حيدر اليازجي:« إنها فضاءات ملونة فيها الفعل ومدلوله اللوني، والحركي...انتفعت من مختلف الملونات لتشكل تنوعات ذات ايقاعات حارة سهلة الرؤية...صعبة القراءة..».
تجربة طائر الورق كما رأيناها تحمل في طياتها عبث الطفولة وذكرياتها المليئة بالحركة من خلال تركيز الفنان على تعدد الألوان في اللوحة الواحدة مدللاً على أهمية اللون في حياتنا لا سيما في مرحلة الطفولة..لكن ما مدى أهمية هذه التجربة في مسيرة الفن التشكيلي السوري والى أي حد يمكن الوقوف عندها..؟ إنها تجربة تعني التجديد والتغيير للخروج بما هو أفضل لكنها أولاً وأخيراً تعبر عن روح الفنان التي ما زالت تحافظ على نقاء وصفاء داخلي افتقده العالم..؟
يتجلى التجريد في اعمال بشير بشير عبر التشكيل الحروفي ان صح التعبير لتضفي خصوصية تجربته مع الحرف في نقل مفردات الحياة عبر ذاكرة فنية تعتمد على الحركية اللونية وتوظيف مساراتها لتشكيل لوحة لا تدخل في الأنماط التقليدية للشكل الحروفي...؟! وهي مؤشر هام على التأثير الواضح لمرحلة الطفولة لديه وهي دعوة صريحة من الفنان الى الآخر للعودة الى الذات، ذات متجردة عن الماديات والمصالح ليكون اكثر صدقاً مع نفسه ومع الآخرين وبالتالي كما قلت هو عبّر عن روح الفنان الذي مهما انتج وقدم أعمالاً فنية من مختلف المشارب والمدارس يبقى «طفل يرسم ويلعب» ليعبر عن واقعه كما يرغب..؟





حول تأثير الطبيعة في أعماله يقول الفنان لقد تعلمت من الطبيعة التناسق، والتناغم اللوني البديع في اللون الواحد لتشكيل كتلة لونية لها مدلولاتها.
أما خصوصية تجربته هذه فيضيف ان ما أقدمت عليه ما هو إلا حالة شكلت فضاءات ملونة لما تحمله الذاكرة من أشياء وحروف غير مقروءة أما اللون بالنسبة له فهو «الاحساس» مشيراً ان اللون الفني الواحد يجعل الحوار أكثر نشاطاً وحيوية ويرى ان اللوحة بالنسبة للفنان عالم آخر أكثر اتساعاً وانفتاحاً ليصنع هو عالمه الخاص بالاسلوب الذي يرغب..
وعن دور النقد في ايجاد مكانة فنية له يرى ان النقد يجعل المتلقي أكثر متعة وفائدة ومحاولة تصحيحية لا غنى عنها وهو يعين الفنان على كشف نقاط القوة والضعف في العمل ويحرضه على تقديم ابداعه بالطريقة الافضل...وأنا لا أريد ان أكون رقماً وإنما مساحة جميلة في حالات الابداع.
الفنان بشير بشير من مواليد 1961 وعضو في اتحاد الفنانين التشكيليين أقام ثلاثة معارض فردية كان أولها عام 2005 في الثقافي الروسي بدمشق كما شارك في عدد من المعارض محلية وخارجية.
درس الفن دراسة خاصة فهو خريج مركز أدهم اسماعيل والمركز الثقافي الروسي بدمشق عمل على صقل موهبته من خلال كبار الفنانين التشكيليين السوريين امثال: أنور الرحبي ،أحمد ابراهيم، د.علي السرميني.

نعيمة الإبراهيم



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

جريدة البعث
العدد: 13350 - تاريخ: 2008-02-21