نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



العلماء يعجزون عن تقدير الارتفاع في مستوى مياه البحار الناتج عن ذوبان جليد القارة القطبية الجنوبية


محطة ترول -أنتاركتيكا..
تعدُّ القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا" التي بها 90 في المئة من جليد العالم نتيجة درجات الحرارة الشديدة الانخفاض واحدة من أكبر الالغاز التي تدور بشأنها مناقشات متعلقة بظاهرة الاحتباس الحراري ومخاطر محتملة لذوبان الجليد ترفع مستوى المياه في البحار وتغرق مزيداً من اليابسة بسرعة تفوق توقعات الأمم المتحدة.
وحتى اذا ذاب جزء ضئيل من جليد القارة القطبية الجنوبية فذلك يمكن ان يحدث أضراراً تمتد من بنغلادش الى توفالو في المحيط الهادي ومن مدينة شنغهاي في الصين الى نيويورك في أميركا. فهذه القارة القطبية بها جليد يكفي في حالة ذوبانه على مدى آلاف السنين لرفع مستوى مياه البحار بمقدار 57 متراً.
وبعد عام من توقع لجنة تشارك فيها حكومات العالم المعنية بتغير المناخ والتابعة للامم المتحدة ارتفاع مستويات مياه البحار بحلول عام 2100 بما يتراوح بين 20 و80 سنتيمتراً أظهر استطلاع شمل اكبر عشرة خبراء مناخ في العالم انه لا أحد منهم يرى ان هذا المعدل مثير للقلق. وتمسَّك ستة خبراء بالتوقعات السابقة قائلين ان رد فعل طبقات الجليد في القارة القطبية وغرينلاند ما زال غير واضح بينما قال الخبراء الاربعة الاخرون ان الزيادة ستكون بين متر ومترين بحلول عام 2100. وقال جون مور الباحث بمركز الدراسات القطبية بجامعة لابلاند "معظم الناس الذين ينظرون في الامر يفكرون في الزيادة بالمتر". واضاف "شركات التأمين...لا تعرف أياً من العوامل تختار من بين 100 عامل عند تحديد اقساط التأمين للمناطق الساحلية في فلوريدا".
وبعض الدول المكونة من جزر مثل المالديف في المحيط الهندي تبني دفاعات تتكلف ملايين الدولارات وتريد ان تعرف الارتفاع الذي يجب ان تصل اليه في بناء هذه الدفاعات. وقال كيم هولمن مدير الابحاث بالمعهد القطبي النرويجي في محطة ترول التي تبعد 250 كيلومتراً عن الساحل في القارة القطبية الجنوبية "أعتقد انه سيكون...بالتأكيد عند أعلى ارتفاع" في نطاق التوقعات. وهذا الجزء في شرق القارة القطبية الذي تحيط به جبال مكسوة بالجليد هو أكثر الاماكن برودة في العالم ولا توجد علامة على ذوبان منتظر للجليد. وتصل درجات الحرارة فيه الى 15 درجة مئوية تحت الصفر في ذروة فصل الصيف في القارة القطبية.
وقال ستيفان رامستورف الخبير بمعهد بوتسدام لابحاث آثار المناخ في ألمانيا "انني ارى انه لا يمكن استبعاد ارتفاع مستوى المياه في البحار لاكثر من متر". وأضاف ان الكثير من الخبراء "يعتقدون ان المدى الذي وضعته لجنة الحكومات الدولية المعنية بتغيرات المناخ التابعة للامم المتحدة لا يعكس الرواية بأكملها".
لكن رغم ذلك قال معظم الخبراء انه ما زال من المستحيل وضع نموذج لكيفية رد فعل الجليد. فقد يتراكم مزيد من الجليد في القارة القطبية الجنوبية هذا القرن بسبب الاحتباس الحراري الذي تنسبه اللجنة بصفة اساسية الى استخدام الوقود الحفري وليس انزلاق كتل جليد الى البحر. وقال جيرالد ميهل من المركز القومي الاميركي لابحاث الجو "لب هذه المشكلة هو اننا ندخل الى عصر نشهد فيه تغيرات في نظام المناخ لم تحدث من قبل في التاريخ الانساني".
وقال "طبقات الجليد تدخل ضمن هذه الفئة. ببساطة في الوقت الراهن ليس لدينا تقديرات جيدة لاعلى مدى بشأن مقدار الزيادة في مستوى البحر وسرعة هذه الزيادة".
والتوقع الرئيسي لزيادة مستوى البحر الذي وضعته لجنة الحكومات الدولية المعنية بتغيرات المناخ التابعة للامم المتحدة التي اقتسمت جائزة نوبل للسلام عام 2007 مع آل غور نائب الرئيس الاميركي السابق هو ان مستوى البحر سيزيد بين 18 و59 سنتيمتراً في القرن الواحد والعشرين بعد زيادة بلغت 17 سنتيمتراً في القرن العشرين. ومن بين السيناريوهات المثيرة للقلق هي ان تكون هناك فرصة لانزلاق كتل جليد من القارة القطبية بسرعة أكبر في البحر اذا ذاب جزء من جليد البحار في المحيطات الاكثر دفئاً. أو احتمال ان تتدفق المياه التي ذابت أسفل طبقات الجليد في القارة القطبية وغرينلاند وتقوم بعمل المادة الزلقة التي تسرع من عملية الانزلاق.
وهناك عامل اخر يمكن ان يعطل أي زيادة وهو ان الهواء الاكثر دفئاً يمكن ان يمتص مزيداً من الرطوبة وفي تناقض ظاهري قد يجلب المزيد من الثلوج الى القارة القطبية ليزيد من سمك طبقة الجليد ويسهم في انخفاض مستويات البحار هذا القرن


شام برس