منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قلب من جهنم

  1. #1

    قلب من جهنم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    في تلك الواحة هناك، في ذات المكان الساحر ،عند ينابيع الحياة، بين ثمار الحروف، وأريج المعاني ،على ضفاف أنهار الحب، المحاذية لتلال الشوق، في ساعة السحر ،في هدأة الليل ،انتعلتُ أحذية التأمل ومشيت.
    أبحث عن شئ ، يثير اهتمامي، يرضي فضولي، أو يسرق مني الوقت .
    كلما تخطيت بقعة جذبني سحر المكان ،وكلما حاولت الرجوع تقدمت .
    إذا بعيني ترصد هذا الشعاع المضئ في أفق الواحة ،والذي يحمل كثيرا من ألوان الطيف ، لكل لون فيه اسم ، وكل اسم بداخله حكاية حرف.
    اخترتُ( ملاك يئن)
    نعم كان هذا هو الاسم ، أو شبيه بالاسم ، جذبني الفضول وذهبت،فإذا بهذا الصوت يشق هدوء الصمت .
    يا إلهي أهناك في هذه الواحة من يئن !!!
    ارتبت بعض الشئ لكنِّي أكملت ، لقد كان لأنينها ألف سبب يشد، ما هذا الجمال ؟!
    أهذه الأنثى ملكت مفاتيح الحسن ؟!!!
    لكي تكون بهذا الألق؟!!!
    أظن أنِّي رأيتها من قبل !
    نعم تذكرت، إنها سيدة الحُلْم !
    اقتربت ...سألت...حاولتُ أن أفهم لكنّي فشلت أخذت أمسح دمعتها برفق ... تَنَهَدَت ...صَمَتَت ....وكلما ازداد الصمت ازداد الشوق، تركتها ومشيت ، وبداخلي ألف سؤال وسؤال ما سبب الخوف ؟!
    رجعت ...حاولت..استفسرت...
    قالت:
    إنه جحود الحرف ، ما اقتنعت لكنِّي قبلت...
    وسألت: أيعقل أن تهربي من أجل هذا السبب؟!!
    رَجعْتُ إلى مَخْدَعِي ، حاولت أن أغفُو لكني ما استطعتُ
    مازال أنينها يفطر قلبي ، يذيبُ جسدي، أتقلبُ كأني على سرير من شوك.
    فاتت تلك الليلة وتلتها ليالٍ، إلى أن رَأيتُ اسمها في الأفق من جديد، ابْتَهَجتُ هَرْوَلتُ ، بكل ما استطعتُ من قوة وَذَهَبْتُ أمتطي أجنحة الطرقات ِتارة ، وتارة أختفي في الضوءِ،وما أن وصلتُ ،حتى تعانقت الأنامل بالبوح .
    رحَّبتُ...هَلَّلتُ...فإذا بي أرى ضحكة عذراء مصحوبة بخجلٍ في الوجه ، ونظرة سَكْرَى ترمق الأرض.
    تركتني أتناثر بداخلها ،أتلاشى في وجهها... أغرق في ليلها ... أصحُو على فجرها....أُشْرِقُ صُبْحَا ًمن ثغرها.... أتدفق كالبركان في وصفها....تقرأ كل ذرة بجسدي حروف اسمها.... أنتحر على صدرها....
    وفي ليلة أتت ووجهها أسراب جراد، تلتهم حروفي ،تقتل ليلة ميلادي، تُطفئ الشمعة في عيني،أراها على الجدران ، أراها في وجهي ، إنها تُحاصرني ،تختفي في ظلمة الليل مرة،ومرة في عين القمر، وأنا جريح لا أقوى على الهرب، أحاول أن أجمع نفسي خلف الصمت، أبحث عن طريقٍ خاصم أقدامي في لحظة خوف.
    استحال المكان خريفا يلفظ كل أسباب الحياة، حَطَّمَت كل شئ ، لم تُبْقِ شيئا، ما السبب؟!!!.........لا أدري!
    كم من القسوة أن تُقْتَادَ إلى الموتِ على يد حبيب ، أو من تظنه حبيبا ولا تدري ما السبب!!!
    يبدو أن فراشتي اعتادت النار، أو أن لهيبها الآن يُسْكرها ، فما عادت تهاب الموت.
    تناثرت الصور بفكري، تشتت عقلي، أرسم هذه وتلك ،وأقارن ألوان الحرف، نعم الآن فهمت،لقد مارست حيل الكهَّان، أرادتني قرباناً للشيطان.
    لكن صدقيني: لن أكون قطعة لحم طرية على موائد الهذيان وسط الجماجم والعظام.
    سأتخلص من تلك القلادة المسحورة المعقودة بيد وحش تتهشم بين راحتيه جماجم الأحياء.
    يا لها من امرأة تعرف ضعف الرجال، اقتطعت لنفسها قلباً من جهنم ، تعرف كيف تحرق به أفئدة الرجال،
    رجاءً يا عقلي لي سؤال.
    لِمَ كانتِ تنظر بلهفة إلى دموع قصائدي !!!
    لِمَ كان طيفها يطاردني في كل مكان!!!
    هل أخطأ قلبي حين التقينا ...أم أخطأت عندما ظننتها من بني الإنسان.
    لا لن تموت عيني ، سأسحق يأسي بقدمي، أصلي لربي ففيه يقيني،لن أتعبد أبداً لهذه الحمقاء، قاتلة الأماني، المُعْتِمَةُ لضياءِ الفجر،الباترة لأشجاري الظليلة الممتدة لكل من أراد البوح ، لن أدعها تطفئ نار الفكر.
    ظننتها يوما مرآتي، ظننتها حضناً لثوراتي،وما علمت أنها شبح من الموت.
    هل كان نبضي ضعيفا حين رأيتها؟!
    أم أن أناملي كانت مغلوبة على أمرها حين خطت لها آيات من الإبداع تُنْثَرُ اللآلئ تحت أقدامها ،أهذا كان ذنبي ؟!!!....
    نعم كل ذنبي أنِّي أحببتها!!!
    إنها هناك تجهز الشمع كي تحنط روحي ، المحتجزة لديها، تَدُسُ يدها السوداء في جرحي لِتُنْزِف دمي ، ها هو القناع يسقط عن وجهها ، لأرى هذا المسخ الذي يُخرجُ من فمه ألف سهم ليمزق قلبي ، لينثر أشلائي في محيط الأرض.
    يا شريط أحلامي لا تدر ،فقد سرقت كل شئ ،هَدَّمَت واحة الخير، جعلت من الحروف غرباناً تحوم فوق أطلال القلب.
    يا لها من خاسرة!
    اعتقدت أنها هزمتني ،أو توَّهتني في ليالي الحزن .
    أما علمت أنني قطعت أرجلها ، فما عادت ترقص في خيالي بعد اليوم ،وأنِّي ما زلتُ أركض في حروفي ، وأنشرُ دعوتي للحب.
    أما علمت أنني عدتُ لمرآتي، أداعب وجه الحنان بداخلي من جديد، أناضل على الرغم من بعض هزائمي في سبيل الحب.
    بقلم
    طه عاصم
    بقدر الرأي تُعتبر الرجال

  2. #2
    قصه قويه ووصف رنان لمعاناة من صميم القلب الذي ينزف...
    صعب ان نهب كل مانستطيع ولايفهمنا احد...
    وصعب ان نكون لغزا يصعب حله...
    والاصعب ان نعاني وحدنا....
    لكن مؤكد ان هناك امرا ما وحلقه مفقودة لم نعيها ...
    والا لم نكن لنصل الى ذلك الالم...
    قصه رائعه فعلا
    تحيه وتقدير
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    قويه جدا
    حتى الصورة اخذتني بعيدا جدا...
    فعلا انه قلب من جهنم...
    لكن كيف نعوض الخطا ونعود من جديد؟
    تحيه لك
    ملدا

المواضيع المتشابهه

  1. الطريق ُ إلى جهنم....
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-05-2010, 02:01 PM
  2. يا جبريل صِف لي جهنم
    بواسطة حسين خلف موسى في المنتدى فرسان الحديث
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-25-2009, 05:42 PM
  3. جهنم
    بواسطة محمد بوغابة في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-12-2009, 04:54 AM
  4. صور من جهنم
    بواسطة مصطفى الطنطاوى في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-26-2007, 04:39 PM
  5. ابواب جهنم
    بواسطة فاطمه الصباغ في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-08-2006, 01:46 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •