القابلية للاستحمار!
القابلية للاستعمار مصطلح شائع ومعروف للمفكر الجزائري ما لك بن نبي يشير فيه إلى تلك الفئة التي تستسلم للمحتل ولا تفكر في مقاومته وتتأقلم نفسيا وعقليا وحياتيا مع وجوده...
وفي ثمانينات القرن الماضي قضيت سنوات في الجزائر وكان هناك مؤرخ ومفكر له مقابلات كثيرة على التفاز الجزائري وكان يكثر في حديثه بانفعال وهو يصحح احداث تاريخية توثيقيا ويتحدث عن الواقع من تكرار مصطلح القابلية للاستحمار!
وعلى الرغم من أنه المصطلح الأنسب والأدق لوصف الحزبيين الذين يتعصبون لأحزابهم على الصواب والخطأ، ولعامة الشعب الذين يدافعون عن حكامهم الظلمة، ويسوقهم الإعلام المضلل مستغلا غباءهم وإلغاء عقولهم عن رؤية الحقيقة الواضحة، إلا أنني أتجنب استخدامه في الرد على أولئك الذين يسيئون في تعليقاتهم...
والمستحمرين نوعان:
الأول: أولئك الذين ذكرهم الله تعالىنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا) (الجمعة:5). المثقفين الذين علمهم لم ينفهم واستحمروا للحاكم أو للحزب ويضللون الناس بأكاذيب...
الثاني: هم عوام الناس اللاغين عقولهم ويساقون كالأنعام الذين ذكرهم الله: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف:179). وهؤلاء يأكلون ويشربون ويسمعون ويبصرون لكنهم لا يميزوا الخير من الشر والصواب من الخطأ أو الغافلون وهم عامة الشعب...
لذلك حذر الله المسلم من الاستحمار والاستغفال، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 36] حث الإنسان على الفهم والوعي والعلم والبحث وألا يلغي عقله ويساق من آخرين كالأنعام...
عن نفسي أكتب حقائق ومعلومات موثقة لمخططات لتصفية القضية نعيش نهاياتها الآن ومازال المتصدرين للقيادة لم يدركوا أنهم ينهون وجودهم ويصفون القضية بتقديم المصالح الحزبية على المصالح العامة، فمن لا يفهم ما أكتب من العامة لا يسيء الظن، ومن قبل من المثقفين والحزبيين والانتهازيين إلغاء عقله لن أحاسب عنه ولن يحاسب عني...