يقول ابراهيم الفقي :
عقلك مثل حديقة ، إما أن تزرعها بورود الأمل و التفاؤل أو تملأها بشوك اليأس و التشاؤم ..تفاؤلوا بالخير تجدوه .

ما هو التفاؤل؟

التفاؤل عبارة عن ميل أو نزوع نحو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث أو الأحوال، وتوقع أفضل النتائج.

هو وجهة نظر في الحياة.

عندما ينظر الإنسان إلى الجانب الإيجابي والزاوية الأفضل للأحداث، يكون قادراً على مواجهة الحياة بصورة أجمل مبتعداً عن كونه أسيراً للوقائع السلبية وألوانها السوداوية.

التفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز، لا شيء يمكن أن يتم دون الأمل و الثقة بالله .

الثقة بالله أزكى أمل، والتوكل عليه أوفى عمل.

فالإنسان دون أمل كنبات دون ماء،
ودون ابتسامة كوردة دون رائحة .

الإنسان دون إيمان بالله يصبح إنسان غريزي يتبع هواه ، فالإيمان بالله منهج وروح وحياة ينبغي أن يتعلمه الإنسان ويدركه ويمتلكه لأن بدون إيمان يصبح كالشجرة اليابسة ليس لها روح ولا حياة سوى أنها تصلح حطبا للنار .

فالإيمان بالله هو الرجاء والخوف في آن واحد والهروب من الله وإليه في ذات الوقت ،فلا هنأ عيش من لا يؤمن به ويتنعم بمعرفته ويشعر بلطفه ورحمته ولا يمكن أن يشعر بلذة الإيمان بالله إلا من جربه وعاش في كنفه وشعر بقربه –عز وجل-.

التفاؤل هو النظير الفلسفي للتشاؤم.

أي يأتي التشاؤم مضاداً للتفاؤل .

يعرف التشاؤم بأنه حالة نفسية تقوم على اليأس وتدفعك نحو التفكير السلبي فقط، والنظر إلى القضايا من زواياها السيئة فقط، لتسيطر عليك أفكار سوداوية تجعلك مجبراً على رؤية الأمور كافة كأنها تسير على غير ما يرام.

ما موقف الإسلام من التفاؤل ؟

لقد دعا الإسلام أتباعه إلى التفاؤل والابتعاد عن التشاؤم .
فالقرآن الكريم ذم بالمتطيرين بقوله تعالى : ” قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ” والتطير هنا يأتي بمعنى التشاؤم.

ولم يتوقف الأمر عند كتاب الله عز وجل، فقد حذر الرسول الكريم صـلى الله عليه وسلم من التشاؤم والتطوير بقوله “لاَ طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ”.

ويتضح من هذا الحديث دعوة وجهها الرسول صلى الله عليه و سلم إلى عموم المسلمين من أجل نبذ التشاؤم وأشكاله السلبية.

لماذا يدعو الإسلام إلى التفاؤل ؟

إن دعوة الإسلام للتفاؤل تأتي من منطلق ” حُسن ظن العبد بربه “، فإيمان الإنسان بالقضاء والقدر، وقناعته التامة أن ما يجري في حياته من خير وشر هو قدر خطه العزيز القدير، وأن ما يراه شراً هو في باطنه خير، كلها علامات تدعوك إلى التفاؤل وعدم التطير .

تذكر جيداً لو أردت أن ترسم بيديك طريق حياتك لما خرج جميلاً بالشكل الذي وضعه الله سبحانه وتعالى، فقط كن متفائلاً.

أنواع التفاؤل :

هناك نوعان من التفاؤل يجب التفريق بينهما، الأول هو التفاؤل الغافل: أو بمعنى آخر الاستهتار، أي الإفراط في الثقة دون العمل الجاد من أجل تحقيق أهدافك المنتظرة، وهو نوع يشبه تلك الأحلام التي تسيطر عليك، لكنها بالتأكيد لن تتحقق فأنت مجرد شخص لا يفعل أي شيء من أجل تحويل أحلامك إلى واقع.

أما النوع الثاني فهو التفاؤل الواعي:
ويعني أنك شخص قادر على تقييم نفسه بطريقة موضوعية تحدد من خلالها نقاط الضعف الخاصة بك، وتعمل على تقويتها مستنداً في ذلك إلى تفاؤل يوصلك إلى تحقيق أحلامك، هذا النوع سيجعلك أقرب أكثر من أي وقت مضى نحو تحقيق أحلامك، وتذكر جيداً التحلي بالموضوعية صفة تصاحبها الكثير من النتائج المذهلة في النهاية .

فوائد التفاؤل :

_ المتفائل شخص يتوكل على الله دائما
_ التفاؤل يدفع الشخص إلى التقدم والنجاح والارتقاء مهما كانت الظروف
_ الشخص المتفائل ينثر الراحة والطمأنينة على نفسه وعلى المحيطين به
_ يعتاد الشخص المتفائل على النظر إلى الأمور بإيجابية مهما كانت
_ الشعور بالتفاؤل ينعكس على صحة الفرد بشكل إيجابي

لا تبك إذا ذهبت الشمس، فدموعك ستحجب عنك رؤية النجوم.

ما أهمية التفاؤل في حياتنا :

إن الشخص المتفائل أكثر طمأنينة وراحة نفسية من المتشائم، فهو يشعر بالرضا والقناعة، وهو ينشر الطمأنينة لأسرته ومجتمعه.

التفاؤل والثقة بالله هو النّور الذي يُعطي للحياة طعمها ولونها الجميل، وهما نبراس الأمل الذي يجب أن يحمله الشخص أينما ذهب واتجه.

– يمنح التفاؤل شعور بالسعادة التي تؤثر إيجابياً على صحة الفرد.
– يساعد التفاؤل الإنسان لبناء علاقات جديدة مع أفراد آخرين وعادة الشخص المتفائل يجذب بسهولة إليه الأفراد بينما ينفرون من المتشائم. كما أنّ التشاؤم يهلك صاحبه، ويعرضه للإصابة بالأمراض .

الحاجة للتفاؤل والثقة بالله غريزة في أنفس الجميع، وهي حاجة إنسانيّة حتى تستمر الحياة ويمضي الشخص قدمًا.

التفاؤل والثقة بالله يجلب للإنسان الخير، ويفتح له أبواب الرزق المغلقة، فقط عليه أن يتفاءل ولتكن ثقته بالله عمياء فالمؤمن كالورقة الخضراء، لا يسقط مهما هبت العواصف .

يتصف المتفائل بالثقة بالنفس وهدوء الأعصاب في كل الظروف والأحداث والقدرة على التعامل مع المشاكل بقدرة وكفاءة

من صفات الشخص المتفائل:
- عدم حصوله على ما يطلبه يعني له خيراُ يريده الله له ، يرى الجوانب المضيئة والسعيدة والجميلة في الحياة. - يبحث عن الجمال في كل مكان حتى في الأشياء القبيحة .

صفات الأشخاص المتفائلين
- تُقدر الأمور والظروف تقدير صحيح
- تتعامل مع الآخرين بمودة وثقه
-الإقبال علي الحياة والتأمل
- الاتزان الانفعالي
- مواجه المشاكل بمرونه
المشاركة الفعالة

أجمل ما قيل في التفاؤل:

كن متفائلا بالخير دائما تجده*
‏*مهما كانت حياتك معقدة و أهدافك غير
‏واضحة المعالم تيقن أن تفاؤلك بالخير هو
‏ الذي يجعلك تستمر مهما سقطت و تعثرت
‏*ضع في قلبك أن القادم أفضل*
‏*لأن التفاؤل هو سر استمرار الحياة

تُعتبر الابتسامة الدائمة أولى خطوات التفاؤل، فعندما يُقنع الفرد نفسه بأنه سعيد، سيحصد السعادة الحقيقية بسبب هذه التوقعات، وعندما يبتسم الفرد دائمًا، سيحظى بابتسامة كل من حوله، وسيكون سببًا بابتسامة كل من يراه، فيكون عنوانًا للتفاؤل، والمحبة

إذا أردت أن تصبح شخص متفائل يجب أن تتخلى عن الفكرة القائلة أنّ الأشياء السيئة ستبقى سيئة، فهذه الأفكار هي التي تمنعنا من التفاؤل وهي التي تمنعنا من تحقيق النجاح .

إن الأحداث المحزنة التي تعترضنا خلال حياتنا ما هي سوى تجارب تمنحنا الخبرة والتجربة لذلك يجب أن تحول كل ما هو سيء ومحزن لقوة تزيد من إصرارك وعزيمتك على تحقيق .

الكاتبة : ندى فنري
أديبة / صحفيةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي