المكتشف الحقيقي لأمريكا ..

علي مدار خمسمائة عام كان يتم تدريس ان كريستوفر كولومبوس هو من قام باستكشاف الاراضي الجديدة او امريكا للمرة الاولي..

بالتاكيد سيطر الاوربيون علي التاريخ، عملوا علي تضخيم كل ما هو اوروبي الاصل، وان لم تروق لهم حقائق فهم سيعملون علي حذفها وتهميشها..

هذا بالضبط ما حدث فيما سنعرضه الان..

في اثناء القرن الرابع عشر الميلادي، كان مانسا ابو بكر الثاني سلطانا وملكا لمملكة مالي العظمي

(مانسا تعني حاكم او ملك في لهجات افريقية)

خلال هذه الفترة كانت مملكة مالي واحدة من اكبر واعظم الممالك في افريقيا..

كان الملك ابو بكر الثاني حاكما علي اكبر مملكة في افريقيا ولن تكون مبالغة اذا كنا نعتقد انها كانت اكبر مملكة علي الارض وقتها..

كان يغطي ملكه كامل غرب افريقيا،

كان مانسا موسي هو خليفة ابو بكر الثاني،و الذي عرف وذاعت شهرته بانه اغني رجل علي الارض والتاريخ..

عمل ابو بكر علي توسيع امبراطوريته الي سواحل المحيط الاطلسي علي طول نهر النيجر.

اصبح بعد ذلك منشغلا بما وراء بحر الضباب او بحر الظلام كما كان يسمي المحيط الاطلسي.

كان مهتما بمعرفة ان كان يوجد اراضي خلف هذا المحيط..

قام ابو بكر بتجهيز حملة استكشافية كبيرة، تتكون من مائتي سفينة كبيرة للابحار عبر المحيط وذلك لاستكشاف و معرفة ماذا يوجد في الجانب الاخر من البحر.

استعان في ذلك الوقت بالمهندسين من تشاد فهم كانوا اكثر خبرة في كيفية صناعة السفن الكبيرة.

كانت السفن مليئة بالمياه والطعام والمؤن والذهب ايضا، بالاضافة الي مواد اساسية تكفي الحملة عدة سنوات..

كلف ابو بكر قائد الحملة بالابحار ومعرفة ماذا يوجد في الجانب الاخر من البحر وأمره ان لا يعود حتي يعرف ان كان هناك اراضي اخري، ام لا، او ان تنفذ مؤنتهم.. وكان يتم التواصل بين السفن بعضها ببعض بواسطة الطبول، لمعرفة مكانها اثناء الليل والضباب..

مرت عدة سنوات ولم يصل اي خبر الي السلطان ابو بكر عن مصير هذه الحملة.
فقط عادت سفينة واحدة من اصل المائتي سفينة.. وقام ابو بكر باستجواب قبطان السفينة الذي قال ان جميع السفن قد اختفت في البحر ولم يستطيع ان يصل اليها وانه نجا باعجوبة من الغرق في الدوامات المتدفقة في المحيط.

ولم يتمكن من رؤية السفن الاخرى و لم يعد يسمع صوت الطبول لتوجيهه.. وبالكاد استطاع الابحار والعودة الي بلاده..

عندما سمع الملك هذا الخبر اتخذ قرارا باعداد رحلة استكشافية اخرى مكونة من الفي سفينة،

لكن هذه المرة سيذهب في الرحلة بنفسه.

قام ابو بكر بتسليم السلطة والتنازل عنها الي اخيه الاصغر مانسا موسي ، و عندما اصبح الاسطول جاهزا بدأ رحلته الي الاراضي المجهولة و ذلك في عام 1311 او 1312..

تخلى سلطان مالي عن كل الرفاهية و كل مالديه من قوة وكنوز وذهب، وذلك من اجل اكتشاف و معرفة ان كان هناك اراضي اخري وراء المحيط..

كان الاسطول المجهز عبارة عن الف سفينه من البحارة والمستكشفين والقادة و الف سفينة فيها المؤن والمواد الاساسية التي سيحتاجونها،
وقام بربط كل سفينة من المستكشفين والبحارة والجنود، بسفينة اخري مجهزة بالمؤن والغذاء..

ثم ابحر لاستكشاف الجانب البعيد من المحيط الاطلسي.

كان من المفترض ان تعيين مانسا موسي مسئولا عن مالي الي ان يعود السلطان ابو بكر من رحلته.

لكن مع الاسف لم يعد ابدا. ويعتبر اختفاؤه الي وقتنا الحالي لغزا كبيرا.

وفقا للمؤرخين والباحثين الافارقة، فمن المفترض ان ابو بكر وحملته قد وصلت الي البحر الكاريبي ومنها الي قارات امريكا الوسطي والجنوبية..

كما ان هناك روايات لامريكيين اصليين تفيد ان الافارقة قاموا بالابحار والوصول الي الامريكتين ومعهم الذهب والكنوز..

و ايضا روايات كريستوفر كولومبوس و بارتولومي دي لاس انه بعد وصوله للامريكتين كان يري هناك الرماح الافريقية والذهب والعديد من القطع الاثرية الافريقية..

مما يدل علي ان ابوبكر وحملته الاستكشافية قد نجحت في الوصول الي الاراضي الجديدة واعمارها قبل الاوروبيين.

يعتقد ان ابو بكر وصل الي الاراضي الجديدة في عام 1312، وقام الماليين بتسمية اماكن هناك مازالت الي يومنا هذا تحمل نفس الاسم، و خصوصا في هايتي علي سبيل المثال ميناء ماندينجا و خليج ماندينجا، وسيير دي مالي..

هناك بعض الادلة المحيرة على وصول أبو بكر الثاني الي الامريكتيين.

. يقال انه قام بتسمية هذه الأرض اسم بور بامبوك وهو على اسم حقول الذهب الغنية في مالي وقرر الحكم هنا و ترك حكم مالي لاخيه مانسا موسي..


مرت ثلاث سنوات داخل الاراضي الجديدة المكتشفة تحت حكم ابو بكر الثاني..

في غضون هذه السنوات الثلاث قام بنجاح في تاسيس واعمار على الساحل البرازيلي.

كما يعتقد ان بيرنامبوكو في البرازيل هو بور بامبوك.


بعد ذلك و في عام 1314 ، ارسل ابو بكر سفنا الي مالي لارسال المزيد من الدعم والمستوطنين الي بوري بامبوك في العالم الجديد..

و اصبح المحيط الاطلسي او بحر الظلمات لا يشكل اي عقبة امامهم في الوصول الي الاراضي الجديدة.

هناك ايضا الكثير من الحكايات الشعبية في مالي والتي تؤكد وصول الحملة الي هناك..

يؤكد المؤرخين علي ان ابو بكر كان يستعين في رحلته بخبراء في اتجاهات وتيارات المياه في المحيط الاطلسي،.

هناك تياران بحريان، تيار الكناري، وتيار غينيا، والتي قد تسحب السفن بقوة من غرب افريقيا، الي شرق الامريكتين، كما يؤكد الكثير من المؤرخون ان هذا ما قام به كولومبوس ايضا، حيث استعان بخبراء لتحديد اماكن ومواعيد تلك التيارات للقيام بحملته و ما نسب اليه من اكتشافه الامريكتين،.

وكان كولومبوس قد ذكر ان قائد سفينته كان بحارا افريقيا مسلما، لانه! كان علي دراية بهذا الطريق من قبل.
في النهاية يوجد الكثير من العلماء البيض الذين يؤكدون ان كولومبوس هو اول من قام باستكشاف امريكا..

و لكن تذكر جيدا ان الاوروبيين لديهم تاريخ طويل في اعادة ترتيب وكتابة التاريخ باكمله ليظهروا انفسهم انهم المتفوقون واصحاب الاستكشافات.. خصوصا فيما بتعلق بالشعوب الافريقية..

اما نحن سنذكر دائما الرواد المستكشفين من المسلمين الذين كانت لهم الريادة في استكشاف ونشر الدين الاسلامي في الامريكتين.
مثل الحاكم و الامبراطور المسلم العظيم مانسا ابو بكر الثاني.