رغم تطور علم النفس الحديث إلا أن هناك الكثير من أمراض النفس البشرية قيد البحث والدراسة و لم يوجد لها حل منها :
الرهاب الاجتماعي .

الرهاب الاجتماعي مرض نفسي منتشر يجهله الكثير من الناس حتى المصابين به مما يسبب لهم الألم والمعاناة والخسائر على عدد من الأصعدة.

من الطبيعي أن نشعر بالتوتر في بعض المواقف الاجتماعية ، على سبيل المثال :
الحديث لأول مرة مع أشخاص جدد لا نعرفهم
أو عندما نشعر أننا تحت المجهر أو داخل حلقة التركيز ، و الجميع ينظر إلينا ، هنا يظهر علينا بعض الخجل أو الخوف أو قد نتلعثم في الكلام .

في بعض الأحيان قد يسبب الخروج في موعد عاطفي ، أو إلقاء عرض تقديمي الشعور بتوتر كبير ، و هذا الاضطراب يطلق عليه القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي -

قد تسبب التعاملات اليومية قلقا بالغا،وارتباكا وشعورا بالحرج بسبب الخوف من أن تكون محل مراقبة أو حكم سلبي من الآخرين .

عند الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي، يؤدي ذلك إلى الشعور بالخوف والقلق ثم الانعزال مما يؤثر على حياتك .

وقد يؤثر على علاقاتك
أو أنشطتك الروتينية اليومية أو عملك أو حتى على دراستك أو غير ذلك من الأنشطة .

إذا كان المرء مصابًا باضطراب القلق الاجتماعي فقد يكون من الصعب عليه أمور كثيرة ومنها:

- التعامل مع أشخاص غير المعتادين أو الغرباء
- حضور الحفلات أو اللقاءات الاجتماعية
الذهاب إلى العمل أو المدرسة
- بدء محادثات مع الآخرين
- التواصل البصري
المواعدة
- دخول غرفة فيها أشخاص جالسون بالفعل
- إعادة المنتجات إلى المتجر
- تناول الطعام أمام الآخرين .

يعتبر الرهاب الاجتماعي من أكثر الاضطرابات النفسية في مجتمعنا و منتشر في النساء بشكل أوضح منه من الرجال ، و يرجع ذلك إلى الحماية الزائدة عن الحد و الحنان المفرط في مرحلة الطفولة أو العكس القسوة التي تفقد الطفل حب الفضول و حب الاستطلاع و يميل إلى الخوف لتفادي النقد
أو أن بعض الآباء و الأمهات يسخرون من أولادهم فتجد الأب يقول لابنه " أنت كسول ، أنت جبان ، أنت غبي و تقول الأم لأبنتها " أنت قبيحة " " أسنانك كذا " أو " أنفك ....دون مراعاة المشاعر في فترة الطفولة خلال العشر السنوات الأولى و خلال سنين المراهقة فيصير الفرد ينظر إلى نفسه نظرة دونية .

الأعراض الشعورية والسلوكية لاضطراب القلق الاجتماعي :

- الخوف من المواقف التي قد يحكم فيها الآخرون عليك حكمًا سلبيًا
- القلق من إحراج أو إهانة نفسك
- الخوف الشديد من التعامل مع الغرباء أو الحديث معهم
- الخوف من أن يلاحظ الآخرون أنك تبدو قلقا
الخوف من الأعراض الجسدية التي قد تسبب شعورك بالإحراج مثل :
_ احمرار الوجنتين
_ تسارُع ضربات القلب
_ ارتجاف الصوت
_ التعرُّق
_ اضطراب المعدة
أو الغثيان
_ صعوبة ملاحقة الأنفاس
_ الدوخة أو الدوار
الشعور بأن عقلك قد فرغ تمامًا
_ توتر العضلات
_ تجنب فعل أشياء للآخرين أو الحديث معهم .

يمكن أن يسيطر اضطراب القلق الاجتماعي على حياة الشخص إذا تُرك دون علاج ، وقد تتعارض اضطرابات القلق مع العمل أو الدراسة أو العلاقات أو الاستمتاع بالحياة، وربما ينتج عن هذا الاضطراب ما يلي:

* تراجع الثقة بالنفس
* صعوبة التيقن من الأمور
* الحديث السلبي مع النفس
*الحساسية الشديدة للنقد
* ضعف المهارات الاجتماعية
*الانعزال وصعوبة تكوين العلاقات الاجتماعية
*ضعف الإنجازات الأكاديمية والوظيفية
الإدمان .

قد تؤثر التجارب السلبية
و الصراعات العائلية
أو الصدمات
على إحتمالية الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي

أيضا الأطفال الذين يتعرضون إلى المضايقات أو التنمر أو النبذ أو الاستهزاء أو الإهانة. فقد ترتبط هذه الأحداث السلبية في حياتهم و تؤدي في المستقبل إلى الرهاب الاجتماعي .

للمساعدة نفسك :

_ احتفظ بدفتر يوميات:
و هذا سيساعدك على تحديد أسباب التوتر والظروف التي ساهمت في شعورك بالتوتر
_ تعيين أولويات في حياتك :
يمكنك الحد من القلق عن طريق إدارة وقتك وطاقتك بعناية.
_ احرص على قضاء بعض الوقت في فعل الأنشطة التي تستمتع بها.
_ تجنب تعاطي مواد غير صحية:
يمكن أن يتسبب تعاطي الكحول والمخدرات، بل وتناول الكافيين أو النيكوتين، في حدوث القلق أو تفاقمه.
فإذا كنت مدمنًا على أي من هذه المواد، فقد تُصاب بالقلق عند الإقلاع عنها.

وإن لم تستطع الإقلاع عن التدخين بمفردك، فراجع مزود الرعاية الصحية، أو ابحث عن برنامج علاجي أو مجموعة دعم لمساعدتك.

وفي النهاية يمكن للتاريخ العائلي أن يكون سبب في ازدياد احتمالية الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي إذا كان والداك أو أشقاؤك مصابين بهذه الحالة.
لذلك عليك التأكد من ذلك حتى تستطيع معرفة الأسباب الحقيقية و معالجتها .

ندى فنري
أديبة / صحفية