كل إنسان لديه قدرات ذهنية تختلف عن غيره.

عقول الناس الذين تتعامل معهم، وعقلك أنت أيضاً، لابد أن تنتمي إلى أحد مستويات أربعة:

المستوى الأول من العقول، ما يعرف بـ العقول المقفلة :
وهي التي يعارض أصحابها كل اقتراح يعرض عليهم. مهما كان ذلك الاقتراح.

المستوى الثاني من العقول، العقول المفتوحة :
وهي تلك التي يصغي أصحابها لكل اقتراح يعرض عليهم مهما كان ذلك الاقتراح

المستوى الثالث من العقول، هي تلك التي يثق أصحابها بما يعرض عليهم، وهم مستعدون عند أول برهان تبديه، أن يتقبلوه ، فعقولهم طيعة.

والمستوى الرابع من العقول, هي تلك التي يتابعك أصحابها من غير مناقشة أو تردد وبغير حاجة منك، فعقولهم مؤمنة.

فالنمط الرابع لا يثير لك أية مشكلة، ولو كان الناس كلهم على هذا المنوال ما أصابك قلق. وإنما مصدر القلق العقول المقفلة ،فما لم تعرف مفتاح تلك العقول فلن تحظى منها بطائل.

كل شخص له مفتاح. فهذا مفتاحه الاطراء، وذاك مفتاحه المتابعة فيتابعك بعد ذلك وقد أنس إليك .

عليك بدراسة شخصية ذي العقل المقفل كي تعرف مفتاحه الصحيح وإلا فشلت.

وأما النمط الثاني وهو العقل المفتوح، والثالث وهو العقل الطيع، فكل ما تحتاجه إليه معهما هو قوة الحجة والقدرة على الاقناع.

في القرآن الكريم أية تقول: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين»

وعندما تبدأ الآية في السورة المذكورة بصيغة «ولو شاء ربك» فالمعنى البديهي الذي يقفز إلى عقلك على الفور، هو أن الله - تعالى - جعل ذلك الاختلاف لحكمة محددة أرادنا أن نلتفت إليها.

الحكمة هي في ثراء التنوع، وهي في قدرة التنوع الذي هو ابن أصيل للاختلاف، على أن يجعل من حياة الإنسان على الأرض حياة فيها من الثراء، بقدر ما فيها بالضبط من الاختلاف ذاته على مستوى الرؤى، ومستوى الأفكار، ومستوى التصورات، ومستوى وجهات النظر بين البشر!

الاختلاف الذي رسخت له الآية، ليس من أجل وقوع الخلاف بين أصحاب العقول، ولكنه في سبيل أن تتكامل الحياة فوق ظهر هذا الكوكب، وأن يكون ما لديك من تقدير، أو رأي، أو تخيل، هو مما يكمل ما لدى الآخرين على السواء!

إن الإدراك بين البشر ودرجات معارفهم ليس متساوي ، فالعقل الكلي غير الجزئي، والنظري غير العملي وغير العلمي، والغريزي غير الفاعل، والفاعل غير المنفعل، والمنفعل غير الفعّال.

روي عن رسول الله (ص) أنه كان يخاطب القبائل العربية على قدر حالها. فالهدف كان التبليغ وإيصال الرسالة. وحتى لا تنفر القبائل اتجهت الدعوة إلى مخاطبة الناس من دون تعقيد وتكلف لكسب عقولهم التي جبلت على الفطرة. فالناس على درجات وكل فئة جاءت من بيئة مختلفة، لذلك انتبه المبلغون إلى ضرورة مراعاة هذا التفاوت في نسب الإدراك واختلاف العقول وتنوع مستوياتها.

وحين انتشر الإسلام واكتسب ثقة الناس وإيمانهم بالعقيدة اتجه المسلمون نحو الفتح لتبليغ رسالة التوحيد. ومع الفتوحات ازدادت الاختلافات وتنوعت البيئات والعقول بين بسيطة ومركبة، وبين منفعلة وفاعلة، وبين جزئية وكلية، وبين نظرية وعملية... وهكذا.

علماء النفس متفقون على أن عشرين في المائة من الناس في كل بلد أذكياء، ومثلهم أغبياء، بينما يقع ستون في المائة في المنطقة متوسطة الذكاء، وهذه هي قسمة الله التي قسم عليها الخلق، ومن النادر أن تختلف هذه النسب بين بلد وآخر، صعوداً في نسبة منها أو هبوطاً في أخرى!

والعبارة التي تقول إنه «لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع»، هي عبارة لها شق آخر أهم، يقول إنه لولا اختلاف العقول، لغاب عن الحياة سرها الأكبر الذي أودعه فيها خالق الكون. هذا الشق الآخر هو شق غائب عنا، ولا بد من أن نظل نردده لنستحضر معناه ونستدعيه!

وذكر أن الكثير من الناس لا يتعلمون كيفية استخدام عقولهم بطريقة تطلق العنان لإمكاناتها الكاملة، وبدلاً من الانخراط في الأمور الأكثر أهمية، فإنهم يركزون انتباههم دون قصد على الأنشطة التي تعيق أداء أعمالهم بدلا من مساعدتها

تخيل رجل أعمال ناجحا يدخل المصعد الذي سيأخذه إلى اجتماع عمل مهم، يتوج سنوات من العمل الإستراتيجي والتخطيط في فرصة قد لا تتكرر في العمر، وهو الآن واقف في تلك الغرفة وأمام أشخاص مهمين للغاية على وشك اتخاذ قرار مصيري في حياته. ومع ذلك، بدلا من الشعور بالحماس، فإنه يشعر بالحزن. عقله يتسابق، لكن ليس بالأفكار التي ستساعده، بل بضغوط تجعله غارقا في القلق. إلى أي مدى ستكون فرصه في النجاح أقوى إذا كان عقله يركز على طمأنة الأفكار وتهدئتها وتمكينها بدلا من سيناريوهات "ماذا لو" وما أسوأ الحالات؟

لحسن الحظ، يمكنك تغيير هذا الاتجاه داخل عقلك، وأن تدريب عقلك للنجاح ليس أمرا صعبًا، إذ يكمن نجاح تلك المهمة في اكتشاف كيفية صقل طاقتك العقلية في المهمة التي تقوم بها.

ولكي تنجح في ذلك هناك عدة ممارسات يجب أن تقوم بها

- القضاء على الأفكار الداخلية غير الصحية
- تعلّم إطلاق العنان لقدرات عقلك الكاملة
- حفز كل إمكانياتك لتنمية عقلك

يجب عليك تقليل الأفكار والعواطف التي تعمل ضد عقلك لتحسين أدائه.

إن تسخير كامل قدرة عقلك يجعلك أسرع وأكثر وضوحًا وذكاءً.

إذا كنت تسعى إلى التفوق في الحياة من خلال إطلاق العنان لإمكانياتك، فالتزم بالعناية بصحة عقلك وبذل قصارى جهدك لتحسين وظائفها.

تدريب العقل على العمل ليس أمرا صعبا، بل هو المفتاح لإطلاق العنان لكافة إمكاناتك الذهنية لتعمل بلا حدود.

تشيع فكرة خاطئة وهي أننا لا نستطيع أن نستخدم أكثر من 10% فقط من عقولنا. في حقيقة الأمر هذا اعتقاد غير صحيح، حيث يكشف التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أن غالبية دماغنا قيد الاستخدام، حتى أثناء المهام البسيطة جدا.

عندما يصبح إطلاق العنان لعقلك من أولوياتك، فإنك تحقق وضوحًا عقليًا عاليًا، وإبداعًا محسنًا ومهارات متقدمة في حل المشكلات.

أنت تضاعف إمكاناتك وتغتنم الفرص وتتجنب خسارة الأموال في المفاوضات ،إذا كان هدفك هو تحقيق نجاح أكبر في العمل، فامنح الأولوية لأهم أصولك..
و هو عقلك.

ندى فنري ❤️