منقول من صفحة الشيخ محمد الشماع
المخرج السينمائي يوسف شاهين من رواد تزييف التاريخ الاسلامي .

يوسف شاهين حاول في فيلم الناصر صلاح الدين أن يجعل رينو أو أرناط يموت موتة شريفة !

جعله يموت بعد أن بارز صلاح الدين بالسيف رجل لرجل وجعله يموت وهو يبارز الملك المنتصر صلاح الدين !

وهذه ميتة عند الغرب والشرق ميتة كلها عزة وفخر وشرف ولا تجعل أهل الميت ومن يحبه يحزنون عليه كثيرا بل يسعدون أنه مات وسيفه بيده .

وهذا لم يحدث لأن أرناط كان يقاد مثل اي اسير عادي ولم ينل أي قدر من الإحترام أو التقدير في مجلس صلاح الدين الأيوبي .

وأظهر المخرج النصراني شخصية "أرناط" وهو يجلس على كرسي على يمين صلاح الدين وكأنه ملك معظم وهذا لم يحدث , بل كان يركع في الأرض ذليلا مهانا .

ثم أظهر يوسف شاهين أرناط وهو يخطف ابريق الماء من الجندي المسلم ويشرب بنهم .
ثم يظهر صلاح الدين وهو يقول له أنت شربت الماء دون إرادتي .

وهنا يظهر أرناط انه شرب الماء بقوة يديه وليس بمنة ولا تفضل من صلاح الدين وهذا لم يحدث ايضا .

ثم بعد أن يشرب أرناط يتحدث بكل عظمة وهو يرفع راسه ويقول ( أنا أسير أعزل ويجب أن أعامل باحترام كملك ) .

وهذا لم يحدث , بل كان لا يستطيع أن ينطق كلمة من فرط الذل والتعب ومما ناله من ضرب الجنود له أثناء اقتياده لخيمة السلطان ولا يتكلم الأسير في حضرة الملك دون اذن .

ثم يظهره وهو يعلن التحدي لصلاح الدين ويطلب مبارزته ملك مقابل ملك .

وكان (أرناط يوسف شاهين) يتحدث وفي صوته نبرة العظمة والتكبر وهذا فعل متعمد من يوسف شاهين ولا تفوته هذه التفصيلات الفنية المؤثرة .

ثم يظهر يوسف شاهين ارناط وهو يبارز صلاح الدين وان نار الشمعة أحرق يده فسقط السلاح منه فاستغلها صلاح الدين وقتله .

لكن الحقيقة التي اجمعت عليها المصادر تختلف عن تدليس فيلم يوسف شاهين كثيرا :
كان من ملوك النصارى في اسر صلاح الدين ( الملك جايك وارناط وهنكري بن الهنكري وابن صاحب طبرية وجرار مقدم الداويه وغيرهم من أكابر الصليبيين) .

فأجلس صلاح الدين ملوك النصارى بجانبه وبدأ بالملك جايك فأعطاه الماء البارد ليشرب فلما انتهى من الشرب ناول الإناء لأرناط فغضب صلاح الدين وقال للملك الأسير لم اسمح لك أن تسقيه لأنه لا يشرب عندي الخائن .

ثم تحول صلاح الدين إلى خيمة من داخل الخيمة الكبيرة وامر الجنود بجر أرناط إلى الخيمة الداخلية ثم عرض عليه الإسلام أولا "فرفض أرناط أن يسلم"وهذه أخفاها يوسف شاهين من الفيلم مع أنها مهمة جدا وكانت تظهر فرصة كبيرة أن يعيش ارناط .

ثم قتل صلاح الدين أرناط مثل اي أسير مهزوم , منكس الرأس مذلولا مهانا وليس مبارزا بالسيف كما أوهمنا يوسف شاهين .

ولما رفض أرناط الإسلام قال له صلاح الدين أنت قلت لقافلة الحجاج التي نهبتها ( هاتوا محمدا يخلصكم) من يدي ثم قال له صلاح الدين ( أنا الآن أنوب عن رسول الله ﷺ واقتلك) .

وهذه أيضا أخفاها يوسف شاهين من الفيلم لأنها تظهر السبب الحقيقي الذي من أجله انتقم صلاح الدين من أرناط .
فهل نأخذ بعد ذلك ديننا وتاريخنا من الأفلام والمسلسلات !!!
سير اعلام العظماء