انشراح الصدر

عندمـا يحبس الضيق أنفاسك ..
ارتشف ماء الإطمئنان وأنت تردد
ـ" رَبِ اشرحْ لِي صَدْرِي وَ يَسّر لِي أَمْري "ـ ♥

انشراح الصدر، وطيب العيش، وقرة العين، وراحة القلب، ونعيم الروح ، تأتي بالاستقامة على دين الله، والمتابعة لشريعته، والمسارعة إلى مرضاته والإكثار من ذكره، والوقوف عند حدوده .

من أعظم الأدوية:
الإقبال على القرآن العظيم ، والاستكثار من تلاوته بالتدبر والتعقل في الأوقات المناسبة التي فيها فراغُ القلب من الأشغال .

هذا من أعظم الأسباب لصلاح القلب ونوره وإشراقه وسعته وطمأنينته:

[ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ .]
[إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ]
[ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء ]

من أسباب شرح الصدر
دوام ذكره على كل حال وفي كل موطن .

فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب و للغفلة تأثير عجيب فِي ضيقه وحبسه.

من أساب انشراح الصدر الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكن من المال والجاه والنفع بالبدن وأنواع الإحسان .

فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدرا واطيبهم نفسا و أنعمهم قلبا والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدرا و أنكدهم عيشا
و أعظمهم هما وغماً .

لقد جعل الله في قلب السخي من محبة الإحسان والجود والسماح بالمال، وعدم عظمته في قلبه، فهو في راحة بما يرى من إحسان للناس، ومواساة وشفاعة ونحو ذلك .

ومن أعظم أسباب ضيق الصدر:
الإعراض عن الله تعالى ،
وتعلق القلب بغيره ،
والغفلة عن ذكره ومحبة سواه ،فإن من أحب شيئا غير الله عذب به ، وسجن قلبه فِي محبة ذلك الغير ، فما في الأرض أَشقى منه ولا أكسف بالاً ولا أنكد عيشا و لا أتعب قلباً .

القرآن يشرح الصدور، ويُورث القلب الهداية والبصيرة والنُّور والسَّعادة بتوفيق من الله.

فأهله أشرح الناس صدرا و أوسعهم قلوباً وأحسنهم أخلاقا و أطيبهم عيشا وراحة.

يعني: من ثمرات هذا الانشراح -انشراح الصدر- ما يحصل من النور:
نور العلم والبصيرة والهدى ، أن العبد بسبب ذلك ينيب إلى الله، ويكون في غاية من العناية بأوامر الله ونواهيه، والإقبال على الآخرة، والإعداد لها .

إن النور الذي يقذفه الله فِي قلب العبد وهو نور الإيمان فإنه يشرح الصدر ويوسعه ويفرح القلب

فإذا فقد هذا النور من قلب العبد ضاق وصار فِي في أَضيق سجن وأصعبه.
.
فأعظم أسباب شرح الصدر:
توحيد الله، والإخلاص له، والتبصر في ذلك، وقبول ذلك عن محبة و عن رضا واقتناع ، ثم يزيد ذلك تمام العلم، وكمال العلم بأسماء الله وصفاته، وما أعد لأوليائه، وهذا هو النور الذي إذا دخل في القلب انشرح .

أعظم أسباب شرح الصدر :
التوحيد وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه.

قال الله تعالى:
أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ .
وقال تعالى:
فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ،
فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر و الشرك والضلال مِنْ أعظم أسباب ضيق الصدر .

ندى فنري ❤️