كانت خيبة الأمل قد سيطرت على عامر وهو يستمع إلى كلام أمه بذهول، ففاجأه صوت قذيفة جديدة من أعلى الجبل، لتتابع والدته:
- أنا أعرف لمِ حقدت هذا الحقد على ريمة وأغيد، حقدت عليهما لأنهما كشفا لك حقائق تحرص على مداراتها، وتهرب منها، وفي الواقع فإن ما قالاه هو الصحيح وما كنت عليه هو المخالف للواقع، بصراحة هو الشذوذ.
تملّك الصمت عامرا، حتى ما عاد قادرا على قول شيء، فيما رفعت أمه ذراعها تشير إلى السماء:
- أترى إلى هذا الشمس؟!! إنها تسطع كل يوم على الأخيار وعلى الأشرار، أنت لم تطق أن تعترف أن في العالم أشرارا، فكنت تنكب في كل يوم، العالم يا بني إن شئت الحقيقة أقرب إلى الجحيم، لكن علينا أن نحيا فيه على نحو أو على آخر.

(من روايتي: على ضفة العدم، الفائزة بجائزة تقديرية في مسابقة دار توتول للإبداع الروائي ٢٠٢٢)