أدب الطفل التفاعلي في المغرب..

أسعدني أن يكون أحد البحوث التي قدّمتُها ذات يوم أحد المراجع المحفِّزة لكتابة بحث أكثر عمقًا وأدقُّ تأصيلًا كرسالة دكتوراه.

فقد قدّمت الباحثة المغربية (الدكتورة) آسية بودرع رسالتها:
"أدب الطفل التفاعلي في المغرب– دراسة نصية لنصوص تفاعلية، ومشروع موقع إلكتروني لأدب الطفل المغربي"
بإشراف: الأستاذ الدكتور محمد الحافظ الروسي، والأستاذة الدكتورة سعاد الناصر.
1439 هـ - 2017م

وذكرت الباحثة أن أهم ما يُمكن أن يُشارَ إليْه في عتبات البَحث (بحثها) هو محاولة الجَواب عن سؤال الجَديد فيه، وهل عُنِيَ الباحثون المهتمون بأدب الطفل، بالكتابة في قضية “أدب الطفل التفاعليّ” التي هي قضية هذا البحث الرئيسة، أو اقتصروا على الكتابة في أدب الطفل عامة، وهو موضوعٌ تقليديٌّ مألوفٌ كتَبَ فيه من الأدباء والنقاد الخاصّ والعامّ، وتركوا للمتخصصين في الإعلاميات والحوسبة أن يكتبوا في قضية التفاعل الشَّبكيّ والتواصل الرقمي عبر الوسائط، بِغضِّ النظر عن محور التفاعل أهو أدبٌ أم موادُّ أخرى؟

... هذا البحث يُراد له أن يكون تركيباً بين مُتفرقَين اثنين، أحدهما البحث في أدب الأطفال، والثاني البحث في التفاعل الرقميِّ...

... عندما نَسْتَقْري ما كُتب في الموضوع أو في قريب منه نجد أن الكُتَّاب والنقاد لم يكادوا يخرجون عن اتجاهين:...

... أمّا هذا البحث فسيحاول أن يَشُقَّ طريقاً ثالثة، فيُفيدُ من الاتجاهين الأول والثاني ويُركِّبُ بينهما فيَجمعُ بين الموضوع والأداة، للخروج باتجاه تركيبي جديد وهو “اتجاه الكتابة في أدب الأطفال التفاعليّ”، وأحسِبُ أنّه لم يُؤلَّف فيه إلا النزرُ القليلُ جدا من البُحوث، ويغلبُ على الظن أن الاتجاه الجديد في التنظير والكتابة والتأليف في أدب الأطفال سيسيرُ نحو هذا النوع من الكتابة مُستقبلاً، ولم أكدْ أقفُ إلا على بعض الكتب أو المقالات، القليلة جدا، منها على سبيل المثال:

القراءةُ التفاعلية للأطفال، قراءة الأدبِ التفاعلي نموذجاً، دراسة في ضوء الوسائط الحديثة، إعداد العيد جلولي، جامعة قاصدي مرباح بورقلة، الجزائر.

قصصُ الأطفال الإلكترونية: اقترانُ الأدب بالتقنية، فرج بن دغيّم الظفيري، بحث منشور ضمن كتاب: الأدب السعوديّ والتقنية، مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع، السجل العلمي وبحوث المؤتمر، المدينة المنورة، شوال 1434- أغسطس 2013
......
وقد اطلعتُ على خبر مناقشة الرسالة مصادفة في أحد المواقع الإلكترونية.

ومن لطائف المصادفات أن التقيت بالدكتورة هند خليفة في مؤتمر أدب الطفل في معرض الشرقية للكتاب، وقالت لي: "بحثك عن قصص الأطفال الإلكترونية بحث مميّز". فقد ارتبط اسمي في ذهنها بذلك البحث، رغم مضي 10 سنوات.
...
أشكر الباحثة الكريمة الدكتورة آسية بودرع على تناولها لهذا الموضوع، الذي تتكشّف أهميته مع تتابع المستجدات التقنية، وصولًا إلى الذكاء الاصطناعي الذي بدأ مناوشاته لاقتحام الأدب.

وأرجو أن يكون البحث "أدب الطفل التفاعلي في المغرب" متاحًا بصورة رقمية في إحدى قواعد البيانات حتى يمكن الاطلاع عليه والاستفادة منه.