[ هنا يكمن السر من حملة تدمير بلاد الشام ]

_كان الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله تعالى يقول لطلابه دائما:
نريد الطبيب الفقيه... والتاجر الفقيه ... والمهندس الفقيه... وهكذا..
قليلا ما ترى في الدنيا مثل دمشق الشام ...

_مرض رجل يوماً فسأل عن طبيب متخصص فدلوه على طبيب اسمه الدكتور سامر النص الحائز على شهادة البورد في أمراض القلب وجراحتها، وعندما دخل العيادة قبل الموعد بمدة سمع تلاوة للقرآن الكريم، وكأنها تلاوة حية وليست مسجلة، فنظر إلى مرافقه متسائلا؟
فأجابه بالنفي ..أي لا يعلم ..
علم فيما بعد أن الصوت هو لطالب يجمع القراآت العشر على الدكتور في فترة الاستراحة، وعلم أيضا أن هذا الطبيب يؤم الناس في صلاة التراويح في جامع المرابط ويقرأ ختمة كاملة، وهو صهر العلامة المقرئ شيخ مشايخ القراء العلامة المقرئ المتقن محمد طه سكر ..
أرسله الطبيب بعد الفحص لإجراء بعض التحاليل وكان قدرا أن يجريها في مخبر "علبي وبزرة" دخل يومها ليرى صاحب المخبر الشيخ الدكتور خالد العلبي المقرئ الحافظ الجامع إمام مسجد التوبة وهو الاستاذ الفقيه يقوم بإجراء التحاليل للمرضى.

_ وقال أحدهم صدف أن حضرت مرة حفلا في جامع الإيمان يكرمون فيه الطلاب الذين جمعوا القراءات، وإذا ثلاثة منهم في نفس السنة هم الأوائل الثلاثة في كلية الطب بلا منازع ..
وقبل أن تقول وأين العجب ؟
أبادر فأقول :
لاعجب إن كانت هذه نوادر في الناس لكن العجب أن تكون هي السنة المضطردة فيهم والكثرة الكاثرة .

_قد تشاهد المستحيلات الستة، لكن لايمكن أن تشاهد عائلة شامية أصيلة إلا وفيها أكثر من حافظ للقرآن الكريم، أو عالم أو داعية ..

_كثيرا ما ترى حافظا وجامع للقراءات العشر أو إماما وخطيبا وداعية وهو طبيب أو صيدلي او مهندس أو محام أو قاض أو بائع لحم وخضار أو نجار أو بائع يأكل من كسب يده ويتقوت من عمله وعرق جبينه أو ..

_كان ابن أبي أصيبعة طبيبا مؤرخا عالما، وكان الشيخ علي الطنطاوي الأديب الفقيه قاضيا ورئيس محكمة،
وكان الشيخ العلامة أبو اليسر عابدين طبيبا ومفتيا لسوريا
وكان أبو عثمان الدمشقي طبيبا عالما ،
وكان الشيخ صالح فرفور نجارا، يأكل من كسب يده
وكان تلميذه الشيخ عبد الرزاق الحلبي المقرئ الجامع والعالم العامل شيخ الشام عاملا في معمل سجاد عند أخواله
وكان ابنه الشيخ العالم الدكتور سالم الحلبي الحاصل على البورد من أمريكا أهم طبيب جراح للأعصاب في سوريا بل والعالم العربي ..
وكان العلامة أديب الكلاس طيانا وابنه العالم الفاضل والمهندس الكهربائي الفقيه الداعية أحمد الكلاس،
وكان إمام المسجد الاموي الكبير الشيخ نزار الخطيب بائع قماش في سوق الحرير بجوار المسجد الجامع يخرج من الدكان ليؤم ويخطب الناس في أعظم مساجد الأرض مسجد بني أمية الكبير، ثم يعود الى دكانه ..
كذا كان الشيخ محمد سكر بائع قماش، وكان من طلابه الدكتور سامر النص والدكتور أحمد تقي والدكتور عادل أبو شعر والدكتور خالد العلبي وكثيرون، وكان الشيخ خليل هبة كذلك،
والشيخ أحمد هبة، أعظم شيوخ الإقراء في دمشق وكثرة كاثرة رحمهم الله ..

_كان الشيخ أبو الحسن الكردي رحمه الله تعالى "جزار بقر" وكان مع ذلك حافظا جامعا أخذ عنه أكابر القراء اليوم منهم الدكتور أيمن رشدي سويد والدكتور أيمن دعدع والدكتور حمامي والزعبي وكرزون والطباع وبركات وغيرهم ..

_كان معظم طلابهم وتلاميذهم أصحاب شهادات علمية واختصاصات دنيوية وأعمال تجارية، لذلك كانو أعزة ..
كلمتهم من رأسهم، لهم منزلة عند الناس ومحبة وإجلال لتعظيمهم ما بينهم وبين الله ..

_هؤلاء كلهم ليسوا عبق التاريخ بل ممن عاصرناهم وقرأنا عليهم ورشفتا من علمهم ...
كانوا كما كان أئمة التاريخ الغابر ..

_أما عن التاريخ فهذه دمشق الشام التي خرجت الإمام النووي والإمام ابن عساكر والإمام الذهبي والإمام ابن تيمية وابن كثير وابن سينا والفارابي والبيقوني وابن قيم الجوزية والحافظ المزي والغزي والسبكي وغيرهم الكثير الكثير من أئمة الدين الدنيا ..

_تلكم هي الشام التي خرجت عشرات آلاف العلماء والدعاة وأرسلتهم إلى الدنيا شرقا وغربا فلا تكاد تزور بلدا إلا وفيه عالم أو داعية أو إمام تخرج من دمشق ..

_تلكم الشام الضاربة الجذور في تاريخ البشرية علماً وفقهاً وعقيدة رسوخ الجبال رغم ما مر عليها من صنوف البلاء والمستعمرين من تتار ومغول وحملات صليبية واحتلال فرنسي،
نعم دحروا جميعاً وذهبوا وبقيت دمشق عامرة بدينها ومنهجها القويم ...

المجتمع الدولي عرف قيمة دمشق ومكانتها من حاضر العالم الاسلامي وادرك أنها معادلة صعبة ورقم مستحيل لا بد من ضربها لأن ضرب أطراف العالم الاسلامي لايؤثر تأثيره كما لو ضرب قلبه أي
دمشق
_تلكم الشام عاصمة بني أمية التي خرجت منها فتوح المغرب العربي ابتداء من مصر وانتهاء بالأندلس.
{ هذه هي دمشق وليست باب الحارة }
( منقول )