في فيلم أبو لؤلؤة
والفيلم هنا ليس فيلماً شيعياً ضد فيلم سني، بل هو محض فتنة لئيمة ضد الشيعة وضد السنة، في تمجيد قاتل لا يحظى بأي احترام حقيقي لا في السنة ولا في الشيعة، وليس له سجل حياة إلا خنجر مسموم غمسه في جسد الخليفة الراشدي العادل وهو في قمة انتصاراته وعطائه.
ولعل بعضكم يستغرب من هذا، فقد كرس الطائفيون في أذهاننا أن أبا لؤلؤة من أئمة الشيعة وفقهائهم، وهذا بالضبط ما تريد أن تكرسه هذه القناة اللئيمة، ولكن الحقيقة هي غير ذلك تماماً، وسأستدل بموقف واحد أعتقد انه سيغنيك عن كل دليل.

في عام 2003 شاركت في المجلس العالمي للدعوة والإغاثة في القاهرة حيث كان شيخ الأزهر رئيس المؤتمر وكان الشيخ التسخيري نائبه، وفي صباح غاضب جمع عدد من المشايخ من أعضاء المؤتمر صوراً لمزار لئيم في كاشان بإيران يكرم أبا لؤلؤة المجوسي، حيث تم منحه لقب شجاع الدين قاتل عمر بن الخطاب، وفي الصور مقام وزوار ولوحات تمجد القاتل أبا لؤلؤة وتصفه باسم شجاع الدين!
وبالفعل كان مشهداً محرجاً للشيخ التسخيري وهو بالطبع من فقهاء الشيعة الكبار وهو ممثل إيران في المجلس، فكيف نتحدث عن إخاء سني شيعي ثم نمجد قاتلاً طعن وحدتنا الإسلامية في مقتل!!
طلب الشيخ التسخيري أربعة وعشرين ساعة ليجيب على السؤال الغاضب، واستؤنف المؤتمر، وبعد أقل من يوم واحد طلب الشيخ التسخيري الكلام وقال بالحرف:
إن فقهاء الشيعة ينظرون إلى أبي لؤلؤة بأنه قاتل مجرم، ولا يحترمه صاحب عقل، وقد قام بقتل الخليفة الثاني عمر غدراً ونذالة، وحكم عليه بالقصاص وقتل وقبر في المدينة، والقبر الكاشاني كذب مفترى، ولا يوجد أي مجنون سيحمل جثة قاتل غادر من المدينة المنورة إلى كاشان في إيران!!
وقال التسخيري: إن بلادي تشكركم على التنبيه وقد تم إغلاق هذا المزار المزعوم على الفور، وهو مزار قديم يعود لشيخ من كاشان اسمه أبو اللولو، وإن بعض الأشرار عدلوا بعض اللوحات فيه ليكون اسماً للمجرم أبو لؤلؤة!!! وقد استدعتهم الشرطة للتحقيق، ولن يفتح هذا المكان إلى الأبد وتفكر حكومتنا اليوم بهدمه بالكامل.

يمكنني أن أقول تماماً إن هذا بالضبط هو موقف الحوزات الرئيسية في قم والنجف، وقد صدر عن الخامنئي وعن السيستاني مواقف واضحة تحرم لعن الصحابة، وهو موقف كرره على الدوام أئمة الشيعة الحكماء مثل الشيخ فضل الله وآل الصدر الكرام، ولا يشذ عنه إلا موقف الحوزة الشيرازية المعروفة بالتعصب والطعن في الصحابة.
بعد سبع سنوات أتيح لي أن أزور إيران، في مؤتمر أقامته جامعة الصادق في طهران، وهناك قصدت التأكد من إغلاق المزار، وبالفعل استأجرت تكسي إلى كاشان ولم أخبر أحداً، وهناك على بعد 200كم من طهران سألت عن قبر أبي لؤلؤة، وكان الناس حين أسألهم يقولون هو مسدود مسدود، إشارة إلى أنه مغلق، وبالفعل وصلت إليه ووجدت عليه باباً من حديد عليه لوحة باسم فرع شرطة كاشان.
كان من الواضح أن المزار مغلق تماماً ويمنع الدخول إليه، ولا توجد أي إشارة أو علامة على الشخص المدفون فيه، وقد غمرتني الفرحة فذهبت أصور المشهد لأنشره للأصدقاء وأثبت لهم أن القوم يتبرؤون من هذا المجرم، ولأثبت لأهل الإخاء الإنساني أنه مستحيل أن يحترم 300 مليون إنسان فقيهاً قاتلاً مجرماً، وصورت بالفعل، ولكن خلال دقائق وجدت نفسي محاطاً بالموظفين وعلمت أنهم اتصلوا بالشرطة وبالفعل جاء شرطيان ووجدت نفسي مدعواً إلى فرع التحقيق للتصوير في منطقة أمنية!!!
ساعدني الله في اللحظة الأخيرة فنجحت في الاتصال بتسخيري الذي كان لا يعلم شيئاً عن رحلتي، ولولا لطف الله لكنا ضيوفاً في تلك المنازل الرهيبة إلى أجل غير مسمى...

هذا الفيلم الوقح مزار جديد للقاتل الغادر تقيمه قناة بلا أخلاق ولا ضمير تبث من وكر أسود في بريطانيا، وكلي أمل أن نتحد جيعاً ضده، فهو ضد الشيعة وضد السنة، وأن نطالب جميعاً بفيلم عظيم وكبير عن الإمام علي المرتضى عليه سلام الله ونوره، وكرم الله وجهه الشريف.


https://annasnews.com/%D9%85%D8%B3%D...8%D9%8A%D8%A9/