منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    القدس والأقصى في فلسطين رغم أنف أصحاب النظريات العبثية

    القدس والأقصى في فلسطين رغم أنف أصحاب النظريات العبثية! (1)
    مصطفى إنشاصي
    نشرت شبكة راية الإعلامية تحت عنوان: "الربيعي يفجر قنبلة نووية في التاريخ اليهودي ....؟" بتاريخ الثلاثاء، ٧ فبراير/شباط ٢٠٢٣! لا أعلم هي مقالة أو تقرير المهم يتحدث عن قنبلة الربيعي النووية بمنتهى الاستخفاف بالعقول، موضوع لا يستحق لا القراءة ولا الرد عليه، رددت فقط على أعظم وأخطر كذبة واستخفاف لا يليق بعقل جاهل وهو التالي:
    الكاتب لم يحترم عقولنا نهائياً وذلك أمر غير إيجابي، بل استخف بعقولنا بشكل سافر، في حديثه عن تزوير بريطانيا وأمريكا للتوراة وأن الربيعي حصل على النسخة الأصلية من الأرشيف البريطاني وترجمها وكشف مؤامرتهم التي استغلت فيها اليهود ضد العرب لأجل نهب نفطهم!
    لا أعلم أي نسخة أصلية من التوراة التي حصل عليها الربيعي من الأرشيف البريطاني؟!
    لا يوجد نسخة أصلية للتوراة التي أعطيت لنبي الله موسى عليه السلام إلا الألواح، فهل جمعتها بريطانيا يوم كسرها موسى عليه السلام عندما عاد من مقيات ربه ووجد قومه عبدو العجل قبل 3500 سنة وأخفتها وزورتها ونشرت التوراة التي بين أيدينا التي استغلت بها هي وأمريكا اليهود لخدمة مصالحهما؟!
    يكفي هذا الاستخفاف بالعقول ليثبت التزوير والتزييف وأن تلك النظريات والله أعلم تشرف عليها المنظمة الصهيونية العالمية وتوابعها من المنظمات الغربية لصالح أهدافها التوسعية المستقبلية!

    هذه مقالة سبق نشرها رداً على تلك النظريات العبثية! ونصها:
    دعوني أصارحكم من البداية: أن مصيبتنا ليست في زيدان ومن قبله كمال صليبي وفاضل الربيعي وغيرهم؛ لكن مصيبتنا أننا اُبتلينا بقادة فصائل فلسطينية جهلة وإعلاميين في وسائل إعلامهم أجهل! لا تغضب أيها القارئ وأهدأ قليلاً! واصل القراءة .. كانت صدمتي الأولى بمقالة في موقع أحد الأصدقاء كنت أنشر فيه مقالاتي، وفي يوم من عام 2009 تقريباً استرعى انتباهي عنوان مقالة عن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، فتحتها وما أن قرأت أول سطرين حتى أغلقتها وتواصلت بصديقي وسألته: عن توجه كاتبة تلك المقالة؟ فصدمني رده أكثر؛ فكاتبتها من تنظيم إسلامي فلسطيني يدعي الطليعية والوعي! ناقشته حول مضمونها دون أن أتم قراءتها وأن تلك الآراء تدمر القضية وتقدم خدمة مجانية للعدو الصهيوني للتوسع في مناطق أخرى من وطننا بعد أن ثبت أقدامه في قلب الأمة والوطن، فلسطيننا، فما كان منه مشكوراً إلا أن رفعها مباشرة من الموقع!
    وقبل شهور للأسف وأنا أقلب في القنوات الفضائية، استوقفني حديث في القناة الفضائية للتنظيم الذي تنتمي له تلك الكاتبة والحديث عن القدس والأقصى، علماً أني لا أشاهد فضائيات تلك التنظيمات لأن جهلهم أوقات يكون مستفز! وإذا مقدمة البرنامج (لا أعلم إن كانت نفسها الكاتبة أو لا؟!) مستضيفة مفكراً فلسطينياً وموضوع الحلقة دعاية لأفكار فاضل الربيعي التي سبق أيضاً أن رددت عليها وأضفت الرد إلى المقالة السابقة!
    لذلك ردي ليس موجهاً لأصحاب تلك النظريات الذين يستغلون عدم معرفة المسلمين خارج اليمن بجغرافية اليمن ومواقع مدنها وقراها وتاريخها و... ويصنعون تاريخاً مزيفاً لتوسيع أطماع اليهود في تلك البلاد وأدلتهم جاهزة، ولكن رداً على جهل بعض الإسلاميين بخطأ تلك الآراء وخطورتها:

    النظريات العبثية عن موطن اليهود واليهودية! توسيع لأطماع اليهود في وطننا!
    وبعدها بسنوات وصلني من أحد المنتديات بريد بعنوان "مقالة تستحق القراءة" فتحتها وإذا بها حديث عن نظرية الكاتب العراقي (فاضل الربيعي) التي سبق أن طرحها منذ سنوات ويزعم فيها ما سبق أن زعمه (كمال صليبا) في نظريته، لكنه وسع هذه المرة المساحة الجغرافية لمسرح أحداث خرافات وأساطير التوراة من عسير لتشمل اليمن! وفي عام 2015 قرأت مقالة للكاتب أ. د/ عبد الله بن أحمد الفيفي، عنوانها: "العابثون بالتاريخ، شَرُّ التاريخ ما يُضحِك!" المصدر: (صحيفة "الرأي" الكويتية، الثلاثاء 24 فبراير 2015، ص41)، ينتقد فيها نظرية (كمال صليبا) التي أطلقها في كتابه "جغرافية التوراة" عام 1984! ومثلهم كتاب اللبناني (فرج الله صالح ديب) بعنوان "اليمن وأنبياء التوراة"!
    وكل تلك النظريات تزعم أن موطن اليهود واليهودية في اليمن ومهبط الرسالات السماوية ومسرح أحداث التوراة وبني إسرائيل الجزيرة العربية واليمن تحديداً وليس فلسطين وبلاد الهلال الخصيب! وكلهم يعتمدون المنهج الاستشرافي اليهودي – الغربي وأدواته ووسائله في التأصيل والتوثيق لتلك النظريات المزعومة، الذي يتخذ من التوراة وما ورد فيها من قصص وأسماء مواقع جغرافية وقبائل، ومن الأدلة اللغوية والجغرافية لمناطق وأسماء في الجزيرة العربية المصدر الرئيس لإثبات أن جغرافية تلك الأحداث كان مسرحها الجزيرة العربية وليس فلسطين وبلاد الهلال الخصيب!
    ذلك المنهج بدأ العمل به في وطننا منذ قرون وتم وتزوير كثير من الحقائق التاريخية التي كشفتها الحفريات الآثارية لتتطابق كذباً مع الخرافات التوراتية، وبذلك شوهوا تاريخنا خدمة للمشروع اليهودي – الغربي ضد الأمة والوطن! ومن المعلوم أن مثل هذه الدراسات الموجهة التي تحدد غاياتها ونتائجها قبل البدء في البحث وجمع الأدلة لا تتوفر فيها شروط العلمية والموضوعية والحيادية ولا البراءة، خاصة وأن مصدرها الوحيد أو الرئيس كتاب التوراة المحرفة الذي يستحيل اعتباره بمعايير البحث العلمي مصدر تاريخي موثوق يمكن الاعتماد عليه في دراسات بحجم وخطورة تلك الدراسات!
    فاليهود قد تمكنوا من فلسطين والهلال الخصيب؛ وأصحاب تلك النظريات بزعمهم أن مواطن نشأة اليهود واليهودية وأحداثها في غرب الجزيرة العربية وليس في فلسطين يقدمون للصهاينة الدليل والمبرر ليطالبوا بحقوقهم فيها! ويزعمون أن ذلك سيدحض مزاعمهم ويكشفوا زيف الدعاوى الصهيونية واليهودية في فلسطين والقدس، ويبطل مبررات اغتصاب الأرض وتهويد القدس والحفريات تحت المسجد الأقصى، لأن القدس التوراتية والمسجد الأقصى ليسا في فلسطين ولكنهما في اليمن!
    ما يدحض زعمهم ذاك؛ أن الحفريات اليهودية – الغربية التي بدأت منذ عام 1838 في القدس وفلسطين وكلفت عشرات المليارات من الدولارات لم تعثر على دليل واحد يثبت صحة حرف واحد من خرافات توراتهم، وأن علماء الآثار الصهاينة أنفسهم الذين بدءوا حفرياتهم تحت المسجد الأقصى منذ احتلال العدو الصهيوني لشرق القدس عام 1967 بدءوا منذ عام 1990 الإعلان من حين لآخر أنهم لم يعثروا على دليل أثري واحد يثبت أن داود أو سليمان أو الهيكل كانا في القدس، لدرجة أن بعضهم شكك في صحة روايات التوراة، والذي حدث أنهم كثفوا سياسات التهويد والحفريات في القدس وتحت المسجد الأقصى أكثر مما كانت عليه قبل عام 1990!
    وقبل الرد على نظرية (الربيعي) حول القدس تحديداً، أذكر بحقيقة تاريخية مهمة للرد على تلك الدراسات المزعوم أنها علمية:
    أن القبائل العربية التي هاجرت قديماً من الجزيرة العربية (اليمن وحضرموت وعُمان وغيرها من المناطق) تبين في كثير من الدراسات الحديثة ومنها رسالة دكتوراه لأحد الطلبة المصريين اطلعت عليها في ثمانينات القرن الماضي، والأمر نفسه لاحظته بنفسي في كثير من الأقطار العربية التي عشت فيها بدءً من فلسطين مروراً بمصر والأردن وسوريا والعراق ولبنان والجزائر وليبيا والسودان واليمن وغيرها أن هناك نفس اسماء مدن وقرى والأماكن تتكرر فيها جميعاً، فقد تتبع فيها صاحبها أصول أسماء القرى والبلدات والمدن التي تحمل نفس الاسم على مساحة الوطن من ساحل الخليج العربي إلى ساحل المحيط الأطلسي؛ وقد تبين له أن القبيلة العربية أثناء هجرتها وقبل أن تصل إلى موطنها الجديد الأخير كانت تنزل منها بطون أثناء سيرها وتستقر في مناطق على طول طريق هجرتها، وكان من عادة العرب بل كل شعوب العالم القديم أن يطلقوا على مواطنهم الجديدة نفس أسماء مواطنهم القديمة أو أسماء جدهم الأعلى، لذلك نجد اسم مدينة أو قرية أو بلدة ما يتكرر في أكثر من قطر، وفلسطين ليست استثناء عندما نجد كثير أو معظم أسماء مناطقها أصولها من اليمن أو عُمان أو غيرها!

  2. #2
    النظريات العبثية جعلت قدس فلسطين قدسان في اليمن! (2)
    للعلم توجد في فلسطين أكثر من قرية أو بلدة تحمل اسم "قدس" أو "قدش"، الأولى تُدعى حالياً "عين قدّيس" في أقصى جنوب فلسطين على بعد حوالي 80 كم جنوب مدينة بئر السبع، والثانية كانت مملكة كنعانية تقع في الجليل واسمها حالياً "قدَس" وتقع على بعد 16 كم إلى الشمال من مدينة صفد، والثالثة تقع بالقرب من مدينة مجدّو شمال فلسطين، وهنا نشير إلى أن المؤرخ اليوناني هيرودوت (القرن5 ق.م) قد ذكر وجود مدينة في فلسطين تحمل اسم "قاديتس". لكن القدس التي تعني بيت المقدس، ومركز الصراع العالمي، ليس لدينا في فلسطين مدينة تاريخية عريقة تحمل هذا الاسم إلا واحدة!
    فاضل الربيعي في نظريته جعل قدس فلسطين قدسان في اليمن! كيف: أوضح لكم:
    ادعى أن (بيت بوس) أحد ضواحي مدينة صنعاء، بل هي ضمن حدود صنعاء العاصمة وتبعد عن مكان سكني خمسة دقائق بالباص أنها هي مدينة (يبوس الكنعانية)، أول اسم أطلق على مدينة القدس الحالية!
    وليت الأمر وقف عند ذلك؛ بل وجعل (قَدس، بفتح القاف وليس ضمها كما في قُدس فلسطين) وجبلها الذي يعود إدارياً إلى محافظة تعز التي تبتعد عن صنعاء لجهة الجنوب ما يزيد عن 200 كم القدس، علماً أن مدينة (يبوس الكنعانية) لم تحمل اسم (بيت المقدس أو القدس) إلا بعد الفتح الإسلامي لها، تكريماً وتشريفاً لقداستها وطهارتها في عقيدتنا الإسلامية!
    أصحاب تلك النظريات وأنصارها لم يفطنوا إلى أن (يبوس) أو (أورو سالم) اللفظ الكنعاني لها، أو (يورو شالم) اللفظ الآكادي لها، التي غلب عليها اسم (بيت المقدس) أو (القدس)، لم يكن ضمن أسماء المدينة قبل الإسلام! وعليه هم أخطئوا عندما حاولوا لي عنق الحقيقة التاريخية وتجاهلوا أن الاسم حديث وليس قديم، وهناك فارق كبير بين قُدس بمعنى التقديس والتشريف وبين قَدس كاسم مكان!
    أما من ناحية تاريخ التأسيس والنشأة لمدينة يبوس في فلسطين التي هي القدس الحالية؛ أصحاب تلك النظرية اعتبروا أن (بيت بوس) اليمن هي (يبوس) الكنعانية التي ذكرتها التوراة اليهودية المحرفة وأنها الموطن الأصلي لليهود واليهودية، وأحد أدلتهم على ذلك أنها يسكن فيها بعض يهود اليمن الآن! بعض يهود اليمن وليس كلهم، لأن أكثرهم قبل هجرتهم إلى كيان العدو الصهيوني كانوا يسكنون في ريدا، وهي بعيدة مئات الكيلو مترات عن بيت بوس التي هي إحدى ضواحي صنعاء!
    كما أنه عندما تأسست مدينة يبوس (القدس الحالية) على أوسط التقديرات عام 3100 قبل الميلاد، أي قبل أن يولد نبي الله إبراهيم عليه السلام الجد الأول لبني إسرائيل بأكثر من ألف عام، لم يكن يوجد في ذلك الوقت يهود أو ديانة تُعرف باليهودية، كما أن اسم اليهود لم يُعرف إلا زمن نبيي الله داود وسليمان عليهما السلام، والديانة اليهودية لم تُعرف وتأخذ شكلها الحالي إلا من عهد قريب بعد السبي البابلي، ولو كلف أولئك البُحاثة وأصحاب تلك النظريات خاطرهم ورجعوا إلى القرآن الكريم الذي هو أصدق الكتب السماوية وأوثقها لدراساتهم فسيجدون أن مصدر كلمة يهود جاء على لسان موسى عليه السلام في قوله تعال: (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـَذِهِ الدّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الاَخِرَةِ إِنّا هُدْنَـآ إِلَيْكَ) (الأعراف: 156) أي تبنا إليك، وموسى عليه السلام ولد بعد بناء مدينة يبوس (القدس الحالية) بما يقارب ألفي عام!
    ومن المفارقات العجيبة أن أكثر تسمية لمدينة القدس الحالية في التوراة هي (يبوس)، ونظريات أولئك الحاذقين الذين يريدون إبطال مبررات العدو الصهيوني في الحفر تحت المسجد الأقصى وتهويد القدس كما يزعم أنصارها، من خلال إثبات أن مسرح احداث الخرافات التوراتية اليمن وليس مصر وفلسطين وبلاد الهلال الخصيب، وأن أصل اليهود واليهودية من اليمن (بيت بوس) قرب صنعاء، وأن القدس التوراتية ليست في فلسطين ولكنه (جبل قَدس) في اليمن، وأن الهيكل في ضواحي مدينة الجوف ... فإن كانت التوراة نفسها تعتبر يبوس مدينة غير يهودية، أن اليهود كانوا غرباء عن مدينة (يبوس) القدس الحالية، كيف أصبح أصل اليهود واليهودية من بيت بوس؟!
    وذلك ثابت في مواضع كثيرة أشهرها قصة الرجل اللاوي (من سبط لاوي بن يعقوب) وامرأته وخادمه التي حدثت نحو عام 1150ق.م، وهو عائد من بيت لحم إلى جبل أفرايم، فقد ورد في (سِفر القضاة 19): (9ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ لِلذَّهَابِ هُوَ وَسُرِّيَّتُهُ وَغُلاَمُهُ، فَقَالَ لَهُ حَمُوهُ أَبُو الْفَتَاةِ: «إِنَّ النَّهَارَ قَدْ مَالَ إِلَى الْغُرُوبِ. بِيتُوا الآنَ. هُوَذَا آخِرُ النَّهَارِ. بِتْ هُنَا وَلْيَطِبْ قَلْبُكَ، وَغَدًا تُبَكِّرُونَ فِي طَرِيقِكُمْ وَتَذْهَبُ إِلَى خَيْمَتِكَ». 10فَلَمْ يُرِدِ الرَّجُلُ أَنْ يَبِيتَ، بَلْ قَامَ وَذَهَبَ وَجَاءَ إِلَى مُقَابِلِ يَبُوسَ، هِيَ أُورُشَلِيمُ، وَمَعَهُ حِمَارَانِ مَشْدُودَانِ وَسُرِّيَّتُهُ مَعَهُ. 11وَفِيمَا هُمْ عِنْدَ يَبُوسَ وَالنَّهَارُ قَدِ انْحَدَرَ جِدًّا، قَالَ الْغُلاَمُ لِسَيِّدِهِ: «تَعَالَ نَمِيلُ إِلَى مَدِينَةِ الْيَبُوسِيِّينَ هذِهِ وَنَبِيتُ فِيهَا». 12فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: «لاَ نَمِيلُ إِلَى مَدِينَةٍ غَرِيبَةٍ حَيْثُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هُنَا. نَعْبُرُ إِلَى جِبْعَةَ")!

  3. #3
    النظريات العبثية: صلاتنا منذ 1450 عام باطلة؟! (3)
    . قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء:1).
    ليلة أن أُسري برسول الله صلَ الله عليه وعلى آله وسلم من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في إيلياء (يبوس)، ومنه عُرج به إلى السماوات العلا، وفرض الله تعالى عليه الصلاة وفيه صلى أماماً بجميع الأنبياء والرُسُل عليهم الصلاة والسلام، توجه المسلمون في صلاتهم إلى إيلياء (يبوس) بيت المقدس الحالية المعروفة، والذي وصفه الرسول صلَ الله عليه وعلى آله وسلم لكفار قريش الذين شككوا في صدق رحلة الإسراء والمعراج، وقد صَدَّق وصفه حقيقته التي كان يعرفها تجار قريش من خلال مرورهم به أثناء رحلاتهم إلى الشام، ولم نعلم طوال تاريخنا الإسلامي للأمة مسجداً أقصى غير المسجد الأقصى القائم عليه الصراع اليوم في فلسطين ومهدد بالهدم والإزالة بين لحظة وأخرى ليقيموا (هيكلهم المزعوم) مكانه.
    وإذا قال متذاكي من أنصار تلك النظريات: أنه لا يقصد بذلك قدس المسلمين التي هي في فلسطين؛ لكنه يقصد تلك القدس التي يتحدث عنها اليهود، وتلك القصص التاريخية التي حدثت لأجدادهم على أرضها، ولم يُعثر في القدس وفلسطين على أي اكتشاف أثري يؤكد صحة روايات التوراة، وتلك القدس ليست في فلسطين لكنها في اليمن! نقول: هذا كلام مضلل وبلا معنى!
    لأن المسلمون توجهوا في صلاتهم عندما فُرضت إلى بيت المقدس الحالية مدة سبعة عشرة شهراً تقريباً، والتي كانت قبلة يهود الجزيرة العربية أـيضاً، ومازالت قبلة كل يهود العالم لليوم، وما أعقبها من حديث عن العلو والإفساد الإسرائيلي في الأرض (المباركة - المقدسة)، في قوله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا. فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً) (الإسراء:4-5) ...
    كل ذلك يؤكد عدم صحة تلك النظريات، وعدم براءتها، ويجعلنا نفترض بل نؤكد على سوء النية والقصد من ورائها، فالحدثان مرتبطان ارتباطاً وثيق الصلة ببعض، التوجه في الصلاة إليها والعلو والإفساد! فإن كانت بيت المقدس هي التي في فلسطين؛ فالصراع في مكانه الصحيح. وإن لم تكن هي القدس نفسها فإننا بعد أن نجد القدس التي يحدثنا عنها (صليبيا والربيعي وغيرهم) ونحدد موقعها ونعيد لها قداستها وأهميتها ومكانتها الدينية؛ سيأتي اليهود ومَنْ خلفهم ليزعموا أنها ملكهم، ونكون نحن مَنْ قدم لهم المزاعم الدينية ليطالبونا بها!
    وما يزيد من التأكيد على أنها هي نفسها تغير موقف يهود المدينة من النبي صلَ الله عليه وعلى آله وسلم عندما تحولت القبلة إلى المسجد الحرام! قال تعالى: (قدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ. وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ) (البقرة: 145-144).
    قال ابن عباس: كان أول ما نُسخ من القرآن القبلة، وذلك أن رسول الله صلَ الله عليه وسلّم، لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود فأمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود فاستقبلها رسول الله صلَ الله عليه وسلّم بضعة عشر شهراً، وكان يحب قبلة إبراهيم فكان يدعو إلى الله وينظر إلى السماء فأنزل الله (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَآءِ) إلى قوله (فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) فارتابت من ذلك اليهود وقالوا (مَا وَلَّـاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِى كَانُوا عَلَيْهَا قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ والْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) وقال تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِى كُنتَ عَلَيْهَآ إِلا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْه).
    وروى عن ابن عباس قال: كان النبي صلَ الله عليه وسلّم إذا سلم من صلاته إلى بيت المقدس رفع رأسه إلى السماء، فأنزل الله (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَـهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الْحَرَامِ) إلى الكعبة إلى الميزاب يؤم به جبرائيل عليه السلام.
    تُرى أكان رسول الله صلَ الله عليه وعلى آله وسلم ومن قبله يهود الجزيرة العربية يجهلوا موقع بيت المقدس جغرافياً؟! ولنفترض جدلاً أن الرسول الكريم صلَ الله عليه وعلى آله وسلم أخطأ في الجغرافيا حاشاه من ذلك! فلماذا لم يرسل الله تعالى إليه جبريل عليه السلام ليصحح له ذلك الخطأ الجغرافي، ويُصوب له اتجاه قبلته في الصلاة ونحن نعلم أن من شروط صحة الصلاة أن يستقبل المسلم القبلة في صلاته؟!
    أم أن الرسول الكريم صلَ الله عليه وعلى آله وسلم واليهود لم يخطئوا في توجههم للقبلة تلك الفترة وكانوا يصلون إلى بيت المقدس التي كانت في جنوب الجزيرة العربية التي يزعمها أصحاب تلك النظريات؛ لكن الأمر التبس على صحابته رضوان الله عليهم والمسلمون من بعده وعلى اليهود أيضاً واختلطت عليهم جغرافية الوطن فلم يعودوا يعرفون شمالها من جنوبها، فاتجهوا صوب بيت المقدس الحالية وتحرفت عقيدتنا طوال أربعة عشر قرناً من الزمن، وجاءنا أنصار تلك النظريات الآن ليصححوا لنا ذلك الانحراف، والخطأ الذي عاشت عليه أجيال الأمة طوال تلك القرون، وخاضت الحروب وسُفكت الدماء لأجله بالملايين في تلك الحروب؟!

  4. #4
    النظريات العبثية: غزوات الرسول ونبوءة سِفر زكريا عن فاتح القدس خطأ؟! (4)
    وكما أن صلاتنا طوال تاريخنا خطأ فإن فهمنا لأحداث السيرة النبوية وتحركات الرسول صلَ الله عليه وعلى آله وسلم العسكرية العملية على الأرض، في خطواته لفتح بيت المقدس فتحاً مادياً بعد أن فُتحت ليلة الإسراء والمعراج فتحاً إيمانياً تبشيرياً ومعنوياً، تلك التحركات التي لم تكن وجهتها إلى الجنوب لكنها كانت كلها تتجه إلى الشمال، إلى بيت المقدس الحالية، بدء من غوة مؤتة مروراً بتبوك انتهاء بجيش أسامة بن حارثة، ذلك في حياته صلَ الله عليه وعلى آله وسلم، وما أكمله الصحابة من بعده معركة الجندل واليرموك ... إلى أن أتم الله تعالى نعمته عليهم بفتح بيت المقدس.
    وقصة اشتراط بطريركها آنذاك (صفرنيوس) ألا يُسلم مفاتيحها إلا لمن صفه عندهم في التوراة والأناجيل على تحريفها، تلك الصفة التي لم تنطبق على أحد من الصحابة (قادة الجند) الذين حاولوا أن يمثلوا دور خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وانطبقت على خليفتهم الراشد الذي لولا ورعه وتقواه ورفضه تغيير مظهره وارتداء جبة أنيقة جميلة تليق بخليفة المسلمين أمام أعدائهم، وأصر على أن يبقَ مرتدياً ملابسه المرقعة، ورفضه نزول مولاه وخادمه عن الدابة، التي كانا يتعاقبا على ركوبها ليركب هو بدل أن يراه أعداء المسلمين يقود الدابة وماشياً على قدميه وخادمه راكب، لولا ذلك ما انطبقت عليه صفات الفاتح الموجودة في كنبهم!
    وإن كان (سِفر إشعيا:26/1-2) تنبأ بفتح بيت المقدس على يد "الأُمة البارة" التي هي أمة المسلمين ودخولهم لها "1فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يُغَنَّى بِهذِهِ الأُغْنِيَّةِ فِي أَرْضِ يَهُوذَا: لَنَا مَدِينَةٌ قَوِيَّةٌ. يَجْعَلُ الْخَلاَصَ أَسْوَارًا وَمَتْرَسَةً. 2اِفْتَحُوا الأَبْوَابَ لِتَدْخُلَ الأُمَّةُ الْبَارَّةُ الْحَافِظَةُ الأَمَانَة"!
    فإن (سِفر زكريا:9/9) قد تنبأ بشخصية من سيتسلم مفاتيح بيت المقدس، وأنه الخليفة العادل عمر بن الخطاب، الذي يأتيها راكباً على حمار "9اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ. 10وَأَقْطَعُ الْمَرْكَبَةَ مِنْ أَفْرَايِمَ وَالْفَرَسَ مِنْ أُورُشَلِيمَ وَتُقْطَعُ قَوْسُ الْحَرْبِ. وَيَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ لِلأُمَمِ، وَسُلْطَانُهُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ، وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ".
    وتلك الصفات التي ذكرتها نبوءة سِفر زكريا هي صفات الأُمة البارة، التي انتصرت وحررت فلسطين وبيت المقدس، وجعلت بيت المقدس بيت عبادة لجميع الأُمم، وخليفتها المنتصر عمر بن الخطاب الذي أُشتهر بالخليفة العادل، هو الذي طلب بطريرك بيت المقدس صفرنيوس حضوره ليتسلم مفاتيحها بنفسه، وعندما رآه يدخل المدينة وبيده زمام حماره "أَتَان" ويركب عليه خادمه، تأكد من صفته التي جاءت في نبوءة زكريا!
    كما أن زكريا يتنبأ في سِفره أيضاً (2/11)؛ أنه بفتح بيت المقدس ستتصل أمم كثيرة بـ(الرب)، فيقول: "10تَرَنَّمِي وَافْرَحِي يَا بِنْتَ صِهْيَوْنَ، لأَنِّي هأَنَذَا آتِي وَأَسْكُنُ فِي وَسَطِكِ، يَقُولُ الرَّبُّ. 11فَيَتَّصِلُ النظريات العبثية: غزوات الرسول ونبوءة سِفر زكريا عن فاتح القدس خطأ؟! (4)
    وكما أن صلاتنا طوال تاريخنا خطأ فإن فهمنا لأحداث السيرة النبوية وتحركات الرسول صلَ الله عليه وعلى آله وسلم العسكرية العملية على الأرض، في خطواته لفتح بيت المقدس فتحاً مادياً بعد أن فُتحت ليلة الإسراء والمعراج فتحاً إيمانياً تبشيرياً ومعنوياً، تلك التحركات التي لم تكن وجهتها إلى الجنوب لكنها كانت كلها تتجه إلى الشمال، إلى بيت المقدس الحالية، بدء من غوة مؤتة مروراً بتبوك انتهاء بجيش أسامة بن حارثة، ذلك في حياته صلَ الله عليه وعلى آله وسلم، وما أكمله الصحابة من بعده معركة الجندل واليرموك ... إلى أن أتم الله تعالى نعمته عليهم بفتح بيت المقدس.
    وقصة اشتراط بطريركها آنذاك (صفرنيوس) ألا يُسلم مفاتيحها إلا لمن صفه عندهم في التوراة والأناجيل على تحريفها، تلك الصفة التي لم تنطبق على أحد من الصحابة (قادة الجند) الذين حاولوا أن يمثلوا دور خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وانطبقت على خليفتهم الراشد الذي لولا ورعه وتقواه ورفضه تغيير مظهره وارتداء جبة أنيقة جميلة تليق بخليفة المسلمين أمام أعدائهم، وأصر على أن يبقَ مرتدياً ملابسه المرقعة، ورفضه نزول مولاه وخادمه عن الدابة، التي كانا يتعاقبا على ركوبها ليركب هو بدل أن يراه أعداء المسلمين يقود الدابة وماشياً على قدميه وخادمه راكب، لولا ذلك ما انطبقت عليه صفات الفاتح الموجودة في كنبهم!
    وإن كان (سِفر إشعيا:26/1-2) تنبأ بفتح بيت المقدس على يد "الأُمة البارة" التي هي أمة المسلمين ودخولهم لها "1فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يُغَنَّى بِهذِهِ الأُغْنِيَّةِ فِي أَرْضِ يَهُوذَا: لَنَا مَدِينَةٌ قَوِيَّةٌ. يَجْعَلُ الْخَلاَصَ أَسْوَارًا وَمَتْرَسَةً. 2اِفْتَحُوا الأَبْوَابَ لِتَدْخُلَ الأُمَّةُ الْبَارَّةُ الْحَافِظَةُ الأَمَانَة"!
    فإن (سِفر زكريا:9/9) قد تنبأ بشخصية من سيتسلم مفاتيح بيت المقدس، وأنه الخليفة العادل عمر بن الخطاب، الذي يأتيها راكباً على حمار "9اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ. 10وَأَقْطَعُ الْمَرْكَبَةَ مِنْ أَفْرَايِمَ وَالْفَرَسَ مِنْ أُورُشَلِيمَ وَتُقْطَعُ قَوْسُ الْحَرْبِ. وَيَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ لِلأُمَمِ، وَسُلْطَانُهُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ، وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ".
    وتلك الصفات التي ذكرتها نبوءة سِفر زكريا هي صفات الأُمة البارة، التي انتصرت وحررت فلسطين وبيت المقدس، وجعلت بيت المقدس بيت عبادة لجميع الأُمم، وخليفتها المنتصر عمر بن الخطاب الذي أُشتهر بالخليفة العادل، هو الذي طلب بطريرك بيت المقدس صفرنيوس حضوره ليتسلم مفاتيحها بنفسه، وعندما رآه يدخل المدينة وبيده زمام حماره "أَتَان" ويركب عليه خادمه، تأكد من صفته التي جاءت في نبوءة زكريا!
    كما أن زكريا يتنبأ في سِفره أيضاً (2/11)؛ أنه بفتح بيت المقدس ستتصل أمم كثيرة بـ(الرب)، فيقول: "10تَرَنَّمِي وَافْرَحِي يَا بِنْتَ صِهْيَوْنَ، لأَنِّي هأَنَذَا آتِي وَأَسْكُنُ فِي وَسَطِكِ، يَقُولُ الرَّبُّ. 11فَيَتَّصِلُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ بِالرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا". وهل هناك دين أو حكم غير الإسلام مَنْ حقق تلك النبوءة؟!
    والحديث يطول عن ذلك التزييف والتحريف للعقيدة والتاريخ خدمة للمشاريع الصهيونية وأطماعها في وطننا، وجردوا الصراع من بعده العقائدي الذي هو الأصل في التوراة والأناجيل والقرآن الكريم، وفي الواقع! كَثِيرَةٌ بِالرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا". وهل هناك دين أو حكم غير الإسلام مَنْ حقق تلك النبوءة؟!
    والحديث يطول عن ذلك التزييف والتحريف للعقيدة والتاريخ خدمة للمشاريع الصهيونية وأطماعها في وطننا، وجردوا الصراع من بعده العقائدي الذي هو الأصل في التوراة والأناجيل والقرآن الكريم، وفي الواقع!

  5. #5
    النظريات العبثية: علينا التحرر من أسر الرواية التوراتية! (5)
    فلسطين أرضاً وموطناً وإقليماً وتاريخاً وحضارة موجودة وقائمة ليس بحدود سايكس - بيكو أو الانتدابية، التي تسمى (فلسطين التاريخية) لتتوافق مع المزاعم الصهيونية بأنها أرض (الشعب اليهودي الدينية والتاريخية)، وتؤكد مطالبه الاعتراف منا بذلك، وسبق عام 2009 أن جعل نتنياهو الاعتراف بذلك شرطاً للعودة للمفاوضات، والآن القانون الذي يناقشه الكونجرس الأمريكي لتحديد من هو اللاجئ الفلسطيني يؤصل لذلك وكل مَن ينكر العلاقة بين (الشعب اليهودي وأرضه التاريخية) إرهابي ...!
    فلسطين موجودة قبل التاريخ وبعد التاريخ، فلسطين طوال تاريخها حدودها غير مقيدة بمساحة جغرافية محددة، هي حدود إدارية، تتسع وتضيق حسب التقسيم الإداري للدولة أو اﻹمبراطورية التي تحكمها، لذلك من الخطأ أن تكون الكتابة عن فلسطين منطلقة من الرواية التوراتية، ووجودها من عدمه مرتبط بثبوت صحة أو عدم صحة تلك الرواية، فإن ثبت صحتها تاريخيا أو أثرياً ففلسطين في مكانها الصحيح، وإن لم يثبت ففلسطين ليست هنا وابحثوا عنها في مكان آخر!
    ليس ذنب فلسطين أن الرواية التوراتية اختلقت فيها تاريخاً وهميهاً خيالياً لليهود لم يثبت صحته، ذلك لا يعني الشك في وجودنا وتاريخنا، إنما يعني أن مزاعم الصهيونية وأنصارها استنادا إلى الرواية التوراتية باطلة، وأن الكشوف الأثارية تؤكد سرقة الرواية التوراتية لتاريخنا ونسبته لليهود كذباً وزوراً، وأن ذلك تثبيتا لوجودنا وحقنا التاريخي الذي يجب ألا يتسلل الشك فيه طرفة عبن!
    أما أن كل من هب ودب مش عارف وين الله حاطه، حصل درجة علمية في زمن الجامعات الاستثمارية، أو قرأ له كتاب أو مقالة في زمن الفوضى الخلاقة (النت)، اعتبر نفسه يفهم ومن حقه أن يقول إن كان لنا تاريخ أو ﻻ؟! أو إن كانت يبوس الكنعانية، القدس الحالية، في فلسطين الحالية أو لا؟! لأن كل الحفريات والتنقيبات الأثرية لم تثبت صحة ما زعمه اليهود، وأن بعض علماء الآثار اليهود أصبحوا لا يؤمنون برواية توراتهم، لذلك فلسطين ليست هنا لكنها في الجزيرة العربية أو في غيرها ... هذا لا هو علماء ولا عقلاء!
    لذلك يجب التحرر من أسر الرواية التوراتية وكل ما يمت لها بصلة لأنها خرافة وأساطير وليست حقيقة ل تاريخاً ولا واقعا، إنما الحقيقة تاريخاً وواقعاً هي:
    أن فلسطين موجودة وقائمة قبل كتابة التاريخ وبعده، وأن تاريخ وطننا كله مكتوب سواء أثارياً أو كتابة، وتاريخ الدول والإمبراطوريات التي تعاقبت على فلسطين محفوظ أثارياً وكتابة، ولم ينقطع في مرحلة من المراحل، وكل مَن يقول بغير ذلك مشكوك في نواياه وله علاقة بخدمة مصالح أعداء الأمة، وتوسيع الدائرة الجغرافية للأطماع اليهودية في وطننا، وإيجاد المبررات التاريخية والدينية لها في وطننا كله!
    ليس فقط فلسطين التي يجب أن يقرأ ويكتب مستقلاً عن الرواية التوراتية؛ إنما تاريخ وطننا كله، من خلال رؤية تجمع ولا تفرق، تؤكد وحدة القبائل التي سكنته منذ قبل التاريخ أو بعده، جغرافياً وعرقياً وثقافياً ودينياً، وأنها الآن تتشارك المصير الواحد الذي يهدد وجودها من أعداءها، يهوداً كانوا أو نصارى أو غربيين أو غيرهم ...

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •