من وحي الزلزال
الضم بديلا عن التبني

كان من أفظع ما نشر عن الزلزال وكل مانشر فظيع!!! مشهد الطفلة جنديرس التي ولدت تحت الانقاض فيما كانت أمها تلفظ أنفاسها الاخيرة وعلى الفور وصلت نداءات كثيرة لأسر ترغب بتبني هذه الطفلة في موقف إنساني يأخذ بالقلوب
ليست قصة المولودة جنديرس (كما أسميتها) الا واحدة من عشرات الآلاف من الأطفال الذين تركهم الزلزال بدون ابوين وعاد طرح السؤال من جديد هل التبني عمل إنساني نبيل ام عدوان على الشريعة؟؟
في الواقع فإن لفظة تبني لا وجود لها في القرآن ولا في السنة ولا في الفقه وهي كلمة اخترعها الحقوقيون للتعبير عن لفظة(adoption) الانكليزية، ولسوء الحظ فانها واجهت تنمرا شديدا من فقهائنا لسببين اثنين الاول لأنها اعتبرت عبثا بنظام الارث والثاني اختلاط الانساب وكلاهما منهي عنه شرعا،

ما تطرحه هذه الدراسة هو نظام الضم وهو بديل شرعي عن التبني يحقق كل أغراضه النبيلة التي دعا لها الرسول الكريم بقوله انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين.
ونظام الضم يعالج مسألة الإرث بالوصية، وهي اسلوب شرعي معروف وهو سار في الإرث بالصيغة التي يريدها المورث وهو ملزم للجميع اذا كان في حدود ثلث التركة، وهذا يغطي اكثر من تسعين بالمائة من حالات التوريث.
اما اختلاط الأنساب فإن نظام الضم يلزم بتسجيل الواقعة الحقيقية في وثائق التسجيل وبذلك لن يكون هناك أي ضياع للانساب ، وبالفعل فإن كثيرا من الدول المتحضرة أدخلت على نظام التبني إلزامية تسجيل الواقعة الحقيقية وهذا هو بالضبط مطلب الشرع.

نعم انني ادعو بحماس كل القادرين إلى تبني الأطفال المنكوبين في الزلزال وفق نظام الضم الشرعي وسيكون ذلك بكل تأكيد افضل عمل إنساني نتضامن به مع الطفولة المنكوبة