حول القرار الأوروبي باعتبار الحرس الثوري تنظيماً إرهابياً!!!!!

رسالة إلى الخامنئي........
أكتب هذه الرسالة متألماً، وأتمنى أن ينجح بعض النافذين بنقلها إلى الفارسية وتسليمها للمرشد السيد علي خامنئي...
الدين النصيحة أيها السيد.... لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم...

ربما كانت أهمية هذه الرسالة أنها صادرة من رجل لا يزال عظيم الإيمان بالإخاء السني الشيعي، ويحب بحرارة أصفهان ونيسابور وقاشان وتبريز وقزوين والري وغيرها من حواضر الإسلام العريقة في إيران، ولا زال يعتقد أنكم تريدون خدمة المسلمين، ولا يصدق أبداً أنكم تنسقون مع أمريكا أو داعش، ولا زال مقتنعاً بأنكم تحملون نية قديمة لتحرير فلسطين.....

ولكن أيها السيد.... ليست النوايا الطيبة هي من يصنع التاريخ.....

مع أن الهدف فلسطين ولكن بنادق الحرس الثوري توجهت صوب كل جيرانها وباتت تضرب في الشام والعراق واليمن، ولسبب أو آخر بات المحاربون الإيرانيون في مواجهة مع الشعوب الإسلامية من حولهم!!

الحروب البائسة وآخرها أوكرانيا لن تجلب لإيران أي خير، وستجعلها إلى الأبد في صراع مع جيرانها، وعمره الدم ما أنبت الورد بل أنبت النار...

لقد شعرت بالأسى وأنا أرى جيشكم الوطني يصنف إرهابياً في محفل الأمم، لقد ساءني ذلك، ولكن هذا أيها السيد هو النتيجة الطبيعية لسياستكم البائسة في استعداء العالم وإثارة مخاوفه وشكوكه وفزعه...

في العراق وسوريا ولبنان واليمن .. هناك خمسة جيوش إيرانية كاملة ينفق عليها المواطن الإيراني المسكين، تعمل بالسلاح والحرب لخدمة الهيمنة وستفشل بكل تأكيد في صناعة أي محبة... فالناس لن تحب إيران بفضل الكتائب المقاتلة وعصائب المحاربين وفاطميون وزينبيون وحزب الله وقاسم سليماني..

هؤلاء يا سيد يصنعون لكم الأعداء في كل مكان ولا يرفعون عن الشعوب المظلومة بغياً ولا عوزاً ولا حاجة.... وهؤلاء لن يجلبوا أي محبة لأبي عبد الله الحسين، ولا أي ثقة بعلم جعفر ولا بعرفانية الكاظم ولا نورانية علي الرضا.

توقفوا عن إتفاق المليارات فيما يهدم مجد إيران وسمعة إيران، وبدلاً من كتائب الموت أرسلوا للعالم حكمة إيران وشعر خيام وعطار وحالي وفردوسي وفلسفة رومي وجمال الدين فهؤلاء هم جسورك إلى قلوب المسلمين وليس خط المدفع والبندقية!!...

السلاح أعمى أيها السيد ... والرصاص الذي صدّرتموه للجيران يرتد اليوم إلى صدور أبناء الأمة الإيرانية المظلومة، مؤيدين ومعارضين...

ألا يحزنك أيها السيد أن ترى هتاف الشعب الإيراني وهو الشعب المؤمن ضد الحجاب وضد العمائم وضد ولاية الفقيه.. مع أنها أدوات محبة وطهر...
ألا يحزنك أن تكون أحكام الإعدام في إيران 2021 تزيد على ستين بالمائة من أحكام الإعدام التي نفذت في كوكب الأرض كله؟

مالذي يضير ايها السيد أن نقوم بمراجعة عميقة .. نعترف فيها بأخطائنا، ونخرج من الحروب كلها.. ونرد المال كله إلى الناس فشعبك اغنى من شعوب الخليج ومن حقه أن ينعم بحياة كريمة...

النبي نفسه كان يراجع سياساته ويغير خططه ويقول إني أحلف على يمين ثم أجد غيرها خيراً منها فأفعل الذي هو خير وأكفر عن يميني...

كم كنت أتمنى أن تتابع الثورة الإيرانية خطة الأحرار المؤسسين الذين كانوا ينثرون الورد في وجه الدبابات.... في أصدق ثورة عارمة لم يستخدموا فيها رصاصة!!!

العالم كبير أيها السيد والأمة الإيرانية أمة هائلة، ولكن مجدها لا تصنعه المدافع ... بل الإنسان