للمسكين الأول :

أمنْ حسدٍ يُقاسي الفذُّ جمرا
ومن أضغانِهِ يشكوكَ دهرا؟

ظننتُ الشيبَ موعظةً إلى أن
رأيتُ الشيبَ لم يُذكرْكَ قبرا

فلستَ بنافعٍ من رامَ نفعًا
ولستَ بضائرٍ من خافَ ضرّا

ستلقى مثلما لاقتْ ثمودٌ
وإن قاومتَ سوف تقادُ قسرا

كبيتِ العنكبوتِ لهُ قصيدٌ
ولي شعرٌ كما إيوان كسرى

أتاكَ كعالمٍ من أهل ( ناسا )
ولم نعرفْ له برّا وبحرا

أيا عبدَ التفاهة تبْ متابًا
فإنّك في هرائكَ جئتَ نكرا

إذا ما النقدُ من حسدٍ وحقدٍ
فلا تعجبْ إذا ما عُدّ صفرا

تُشخْصنُ كلّ رأيٍ مستميتًا
فلو نهجوكَ إنّ لنا لعذرا

سأهجمُ من أمامك والزوايا
فعشْ كمدافعٍ لتنالَ نصرا

فإن تخسرْ فإنّك من قديمٍ
لفي خسرٍ فصبرًا ثمّ صبرا

للمسكين الثاني:

إذا ما كان ( رو.....) فابتلعْهُ
ولستُ أريدُ إن تأكلْهُ أجرا

أذلّ الله مسكينا هجانا
إذا ما قال قافيةً تعرّى

أحسّ بأنها صعبتْ عليه
وكلّفَ نفسَهُ سخفا وهذرا

دع الأشعار يكتبها فحولٌ
ولا تضرط جزاك الله خيرا

للمسكين الأول :

حشوتُ اسْتَهُ بالذي يعبدُ
فليس يقومُ ولا يقعدُ

وروّعتهُ بالقوافي فما
يقارعُ فحلًا بما ينشدُ

شكا بنتَهُ لهبًا من وراءٍ
فهبّتْ على قلقٍ تُخمدُ

لها أجرُ برٍّ وصبرٍ فما
على والدٍ مثلهُ تُحسدُ

وتحنو عليه ومن ذلّها
تقولُ ألا ليتهُ يُفقدُ

أبينوا لهُ أيها الراشدون
فليسَ يثوبُ ولا يرشدُ

توضأ بالبول بول الهوانِ
وصلّى لأيرٍ لهُ يسجدُ

إذا أنا بشارُ في هجوهِ
فما هو في هجونا عجردُ (1)

هدمتُ عليهِ بأفيال شعري
بيوتَ خنى عندها يرقدُ

ألا سبّحوا الله ألفًا وألفًا
بما قد رأينا وما نشهدُ

يسلّطني اللهُ يومَ العذابِ
على الجاهلين ومن يفسدُ

1: حمّاد عجرد شاعر خامل الذكر هجاهُ الشاعر العباسي الكبير بشار بن برد ولولا هجاء بشار لما عُرِف الشاعر حماد عجرد.
للمسكين الثاني :

تورّطتَ في أمرِنا جاهلًا
فما أنتَ تُصدرُ أو توردُ

فليتكَ عن حربِنا قاعدٌ
ولستَ تُلامُ إذا تقعدُ

وليس غريبا إذا لم تصبْ
فأنتَ هو الأحول الأرمدُ

خذِ الوقتَ واجهدْ فما هذهِ
كتابة من جدّ أو يجهدُ

وأنتَ كفاصلِ إعلانهم
أمرّرهُ ما لهُ نحمدُ

نصيحة:
إذا حسدتَ أحدا فلا تظهر حسدك للملأ ذلك يسيء لك وقد تتعافى مع الوقت وتتأقلم وتنسى إن أراد الله أن يرحمك.

#ظميان_غدير