رسالة مهمة لمن يقول:

(ما عاد ينعاش بالشام)

تمر اليوم بالشام محنٌ كبرى، ويضيق الأمر على أهلها ويشتد، وهذا تصديقٌ لوعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأهل الشام، لأنها تحمل هم القضايا الكبرى للأمة، وتعيش همومها.
وأهل الشام اليوم صنفان:
الأول:
فَهِم سُنن الله تعالى، وفهم دروس الابتلاءات، والحكمة من امتحان الله للعباد ليصطفيهم ويمحصهم بين يدي نصرٍ وفرج كبير قادم إن شاء الله، وقام بواجبه تجاه ربه وخالقه فازداد عبادة وعلما وعملا صالحا...وقام بواجبه تجاه عباد الله فردّ الحقوق وأصلح ما بينه وما بين الناس، وأصبح يرى الدنيا حقا لا تساوي جناح بعوضة وإن حيزت له كلها.....
أما الصنف الثاني:
فإنه ينظر إلى تفاصيل ما نعيشه اليوم في الشام من ابتلاءات وشدائد، ونقصٍ في الغذاء والمواد الأولية، وحصارٍ تشتد قسوته، فيضجر، وييأس ، ويتكلم بعبارات كلها شكوى ، وملل ، ويأس ، ومن ذلك قول بعضهم : والله هذه البلد ما عاد ينعاش فيها !!
ونذكر هؤلاء بأن النصوص الكثيرة جاءت عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم، تؤكد أنّ الهجرة في آخر الزمان تكون إلى الشام لا منها!
وأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى أصحابه أن يهاجروا إليها، وذلك حين حدثهم عن علامات آخر الزمان، وفتن آخر الزمان.
وأنبأهم أن الشام ستحاصر بعد العراق، وأن من سيصبر من أهلها على شدتها سينال أجر الرباط في سبيل الله.
إلى أن يأذن الله بانتهاء الغمة، والنصر إن شاء الله.
وعد الله المرابطين في الشام بالغنى بعد الفقر، وبالعزة بعد الهوان.
من أراد أن يخرج من الشام يمكنه ذلك لكن عليه أن يعلم أنه يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ... وأنه يترك أرضاً مستقبلها قاتم في الظاهر ... لكنه زاهر في علم الله .... لينتقل إلى أماكن زاهرة في الظاهر لكن مستقبلها قاتم في علم الله ...

بارك الله في الشام ودعا لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ودفن فيها الصحابة الكرام، وآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأولياء الله الصالحون.

لا يضر الشام من يسافر ومن يبقى ...
إن للشام ربًا يحميها.. وينصرها ويرزقها ...
ومن يسخر من هذا الكلام نذكره بهذه الأحاديث النبوية الصحيحة، فاسمعوها بقلوبكم قبل آذانكم:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا»، قالوا: " يا رسول الله، وفي نجدنا؟" فأظنه قال في الثالثة: «هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان»
(أخرجه البخاري).

وعن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينا أنا نائم إذ رأيتُ عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننتُ أنه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام»
(أخرجه أحمد بإسناد صحيح).

قال ابن حَوَالة: "خِرْ لي يا رسول الله! إن أدركتُ ذلك؟" فقال: «عليك بالشام؛ فإنها خيرةُ الله مِنْ أرضه، يَجْتَبِي إليها خِيرتَهُ من عباده. فأما إن أبيتم؛ فعليكم بيَمنكم، واسقوا من غُدُركم؛ فإن الله توكل لي بالشام وأهله» (أخرجه أحمد، وأبو داود بإسناد صحيح).

🌷اللهم إنا نسألك فرجا قريبا ونصرا مؤزرا للشام وأهله وأن تكفهم شر الفتن ما ظهر منها و ما بطن🌷.

منقول