سبحان من أودع في كل قلب ما أشغله
سبحان من أسر العيون بروعة الملاعب
وأسعد الظافرين بروعة الانتصار
وقهر الخائبين بطعم الهزيمة
وأمتع الناظرين بفجأة الدهشة

سبحانك يا من جمعهم من كل فج عميق
من أمم شتى
وشعوب شتى
وألوان شتى
وأديان شتى
يرقصون للنجاح
ويبكون للخيبة
تشرق روحك في بسالتهم
ويظهر إعجازك في عجائبهم
ويجري ذكرك في نشيدهم
ويرتسم اسمك في مدامعهم
ظافرين وخائبين
كلهم يهتفون لك
ويسبحون بمجدك

سبحانك
سبحانك كم ينادونك ويهتفون باسمك
الله – god – ديفو- ديوس - خودي – إيل - يهوه – كامي – كارما- براهما- زن - يانغ
ولله أسماء بعدد نجوم السماء
ولله طرائق بعدد أنفاس الخلائق
كلهم يناديك ويسبح بمجدك
وكلهم يقول أنا من عيالك

سبحانك
يلوذ بك الهدّاف... ويستغيثك الحارس... وكلاهما يصرخان يا الله
يستغيث بك المدربان .. وكلاهما يصرخ يا الله أنجز لي ما وعدتني
سبحانك يا من يجري حمده بلسان الغالب والمغلوب
ويجأر إليه القاهر والمقهور
يلوذون بك حين تنفجر المدرجات بالغضب
ويسجدون لك حين ترقص المدرجات بالفرح
(حذفنا........... أسماء اللاعبين)
ملايين يرجونك مع الأصفر وملايين يرجونك مع الأخضر
كلهم يريد مجده من الله
سبحانك يا من لا يشغله سمع عن سمع
ولا تغلطه المسائل
ولا تلتبس عليه اللغات
ولا يعجزه الوفاء

سبحانك
لقد أدركت على بساط الملاعب الأخضر أننا عيالك
أسرة واحدة تحت الله
نتشابه في الرضا والغضب، والخيبة والأمل، والحب والانتقام
نتسابق – نتماكر - نتكايد – نستهزئ – نعشق - نحب... نصدر في كل شيء عنك
نرسم صورة الإنسان بجشعه وهلعه، وخيره وشره
هنا يتجلى مشروعك الأبدي الذي سجدت له الملائكة: الإنسان

أيها الله
أيها القوة الغامضة
أيها الحكمة العميقة
أيها الكارما المهيمنة
أيها القيم العليا
أيها السر الخالد
أيها الأفق البعيد
أيها الهمس القريب
أيها اليمين الحانية
أيها النور البعيد
أيها الظاهر والباطن
أيها الأول والآخر
أيها القهار الودود
أيها الجبار الرحيم
أيها الكامي يا روح العالم
يا قانون العدل
يا روح الكون العظيم

أيها الله
هانحن في مونديالك... بيضاً وسوداً.. عرباً وعجماً.. مؤمنون وماديون
كلهم صدروا عنك
وخلقوا على صورتك
وانبثقوا من روحك
كما يصدر الكلام من المتكلم
والنفس من المتنفس
والظل من الذات

روحك التي نفختها في ابن آدم
لا زالت هنا طاهرة ندية تتفجر بالحياة
أراها في كل بسمة ظافر
وفي كل دمعة خائب
وفي كل صرخة إحباط
وفي كل زفرة جنون
ألوانهم – أديانهم – أوطانهم –
نغمات تذوب في جلالك
وتغيب في حنانك
ويغمرها نورك
فتنشأ خلقاً آخر
اسمه الإنسان
ولن نبلغ من الدين شيئاً حتى نقدس الإنسان

الكون جميعاً قبضتك
والسموات مطويات بيمينك
إذا كان هذا المونديال العظيم يقول شيئاً... فهو يقول: كلهم عيال الله