القصيدة إهداء إلى الأديب الصديق (محسن الوهبي)

رغم أني لا أؤمن بالنشر الورقي هذه الأيام ولا أرى له جدوى ولا مغزى لكن الصديق الأديب (محسن الوهبي) أصرّ أن يطبع ديواني (تراتيل الغدير) على نفقته الخاصة في عام 2016 وهو رجل مشهود له بالجود والكرم
وكانت من بركة طباعته الديوان أن كان الديوان ضمن رسالة دكتوارة لأحد الدكاترة بجامعة الخرطوم.

وهذه القصيدة ما هي إلا محاولة شكر للصديق الأديب محسن الوهبي وصفاء أطباعه العربية الأصيلة وودّه الصادق وحبه لشعري.

القصيدة ( أعاده الشوق)

أعادهُ الشوقُ من أروى فما هجعا
وأصبح النوم مثلَ الوحيِ منقطعا

بانت فدعْ ذكرَها ما كنتَ أولَ منْ
تسفّهت لبّهُ الحوراء وانخدعا

اِجعلْ قصيدكَ فيمن كان ملتمسًا
إلى الندى سببا بالبذلِ مدّرعا

لمحسن الجود كم ضاءت شمائلهُ
يرمّمُ الجودُ منهُ كلُّ ما انصدعا

يُغشى وليس كمن سُدّتْ بيوتُهمُ
لو أنّ مسغبةً نفسٌ لها نزعا

يعيشُ عند اعترار الطارقين له
ولا قرار لهُ إلا إذا نفعا

فاز الوفودُ الألى جاؤوه من بلدٍ
من بعدما شبعَ الأضيافُ قد شبعا

يا آل وهبٍ وُهبتم كلّ مكرمةٍ
وضيّق الأمرِ لو نوديتمُ اتسعا

لمحسن الجود قد أعملتُ راحلةً
من البيانِ بها آتيهِ مندفعا

والشعرُ كالناسِ يعتامُ الكريمَ إذا
ينالُ من سيبِهِ المنتابِ أو طمعا

سلِ المكارم كم بزّتْ بمحسنِها
سلِ العفاة به لو شئتَ ما صنعا

تتبع الجودُ خطواتٍ له سبقتْ
فما تبرأ منها الجودُ إذ تبعا

الناحر المال لا يرجو الثناء به
لكنّما لذة يعطي إذا انتُجعا

محرنجمُ النفسِ لا شيءٌ يميّلُهُ
ويصرعُ البخلَ لا يُلفى كمن ضرعا

يبيتُ منشعبَ الأموال مفترقًا
ولن تعاينَ يومًا ماله اجتمعا

تنخّل الشعرُ سامي النفس ذا شرفٍ
قرمًا عن السوءِ والخذلانِ ممتنعا

يرمي الخطوبَ كما ترمي السما شهبا
وربّ مسترقٍ من رميهِ وقعا

يحالف المجدَ لا يرضى تخلّفَهُ
وسيفهُ الرأي كم أمرٍ بهِ قطعا

بهِ من الجشع المذؤوم واحدةٌ
إذا دعوه لردِّ البؤس قد جشعا

وباذل النفس أندى العالمين فما
أغلى من النفسِ في الميزان لو وضعا

sep-18-2022

وهناك قصيدة قديمة أخرى في مدحه ربّما أنشرها بعد فترة

#ظميان_غدير