كيف خدرتني الكرة؟!
مازلت أذكر كيف كنت مدمنا لكرة القدم لعبا ومشاهدة في بعض مراحل شبابي!
أغضب لخسارة فريقي وأفرح لفرحه..
أنام مفكرا بها وأستيقظ متحدثا عنها..
بل أنفر ممن يعادي ناديي المفضل!
و أتضايق ممن يكره نجمي المفضل!
وإذا انتصر فريق دولتي..فهو الفتح المبين وأمجاد صلاح الدين!
حسنا..كيف حصل ذلك؟
1) خلط المفاهيم! ..مثلا:كرة القدم رياضة،والرياضة محمودة،إذن لا مشكلة في عشقها والتعلق بها!..وفرق كبير بين الرياضة وومارستها وبين جعلها قضية حياة ومقياس ولاء وبراء!
2)تعليقات الصحفيين والمعلقين أثناء المبارة كانت مضللة ومخدرة بامتياز!
"الانتصار التاريخي"
"معركة التأهل"
"المواجهة الحاسمة"
مع تعظيم لنجوم الكرة وتصويرهم كأنهم أبطال فتح مبين أو طليعة مجددين!
تلك التعليقات والتوصيفات جعلت أمثالي ينظرون إلى الكرة كمعركة مصيرية..ولنجومها كقدوات عظام!
وهي في الحقيقة مجرد لعبة..لن يدخل الخاسر بسببها النار ولا الفائز الجنة.. ولن ترتقي الأمة بها دنيويا ولا أخرويا!
لم تعد تلك اللعبة الرياضية..بل أصبحت شيئا آخر يخدرني عن الاهتمام بغيرها من مهمات الآخرة من دعوة وإصلاح واهتمام بقضايا الإسلام والمسلمين..بل ألهتني حتى عن قضايا دنيوية مهمة!
3)غياب المقصد الأسمى لوجودنا في هذه الدنيا عن ذهني..ليس دائما..لكن كثيرا..مما أحدث عندي فراغا روحيا وفكريا..ملأته تلك الكرة!
حسنا..كيف نحفظ أنفسنا وأبناءنا من هذا المخدر؟!
ببساطة..حاورهم حول النقاط الثلاث التي ذكرتها..خاصة الأخيرة منها..
وأبشر يا طيب..

#مونديال_قطر_2022
د/ ايمن البلوي


انشر الوعي ولك الاجر👍🏻