كان الشيخ علي الطنطاوي أكثر تدينا والتزاما بالقيود الإسلامية من الرافعي رحمه الله، وذلك ما دفع كثيرا من المتدينين لتقديم الأول على الثاني من ناحية دينية لا نقدية ولا تذوقية.
لكن من عرف الأدب حقا، وتعمق فيه، وخبر النظريات الأدبية والمذاهب النقدية، وسكنت نفسه رحابة الخيال وفضائية اللغة، لا يمكن أن يرى هذا الرأي.
هذا فيما يتعلق بأدبي الرجلين لا بشخصيهما، فلقد سبق لي أن قلت إن الشيخ الطنطاوي فيما تبدى لي يملك إمكانات فنية عظيمة، لكنه آثر أن يخاطب العامة على أن يعلو بأدبه فلا يتذوقه إلا خاصة أهل الأدب.
رحم الله الرجلين، فلكل سمته ومنهجه، وكلاهما من أدباء العربية الذين تركوا بصمة خالدة