منتهى الصفاقة أن يأتيك شخص غريب أو ربما قريب فيقول لك: لم لم تتزوج؟ أو يجب أن تتزوج.
يا حمار ويا بهيمة -وآسف للتعبيرات التي أضطر إليها- ما أدراك بظروفه وأحواله ودخيلة أمره، وكيف تحمل هذه الجرأة الشنيعة لتتدخل في شأن هو من أشد شؤون الإنسان خصوصية، وأكثر قراراته مصيرية، ولا يمكن أن يقدم عليه الإنسان دون أن يهيء له ظروفا كثيرة باتت في غاية الصعوبة في أيامنا.
وكل واحد منا يرغب أن يتزوج، لكن هل من السهولة مقابلة الفتاة الملائمة، وكلنا نعرف فشو الفساد في أيامنا، وكيف أن فتاة قد تظنها وأهلها في غاية الصلاح، ثم يفجؤك من أمرها ما يهولك.
ثم يأتيك تيس بقرنين أو من دون قرنين يحسب نفسه خطأ على بني البشر فيتشدق عليك ويقول: لم لم تتزوج؟ ويجب أن تتزوج، وأسرع بالزواج، فيدفعك وأشباهه دفعا إلى أن تقع في هاوية فظيعة بالدخول في علاقة زواج غير مناسبة قد تشقى بها عمرك كله