الحمد لله على نعمة الإسلام و كفى بها من نعمة إكرامُ الميِّتِ دفنُه ،،،هذه حكمةٌ مِنْ ثمار الفهم الإسلامي لتعاليم سيّد الخلق محمد صلى الله عليه وسلّم ،،، هي ليست حديثاً نبوياً ، فالحديث النبوي يقول عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم بما معناه : يا عليّ ثلاثةٌ لا تؤخرهنَّ ، الصلاةُ إذا أتَتْ والجنازةُ إذا حضَرَتْ ، والأيْمُ إذا وجَدَتْ كفؤاً عشرةُ أيّام نَفخوا قلبنا بختيارة الجن !!! وهم يتراكضون بها من مكان لمكان !!!والله لو كانت هذه الطقوسُ إسلاميّةً ، أو كانت عند المسلمين لوجَدْنا الإعلام الغربي يتحدّر كالسيل الجارفُ ساخراً من ديننا ومن طقوسنا ومن عاداتنا ، ولوجَدْنا أقلام العلمانيين تتفنّن في الشتائم والاستهزاء بنا ووصْفِنا بالتخلُّف ، ولَما تركوا جانباً من جوانب استخراجِ العيوب الإنسانيّة والاجتماعيّة والعرقيّة والنفسيّة والدينيّة والسلوكيّة إلّا ووضعوه على طاولةِ نظرتهم العلميّة العادلة لمفهوم الحياةِ والموت !!!أحدُ المواطنين الإنكليز الذين مرَّ بهم الملك تشارلز في جولته التي كان يتقرّب بها من شعبه خلال العشرة أيام الماضيّة قال للملك تشارلز : نحنُ لا نجد المال للتدفئة والأكل وأنتم تنفقون الأموال الطائلة على جنازة الملكة ؟! فتجاهله الملك تشارلز على عادة الساسة الغربيين عندما يواجههم أحدٌ بالحقيقة المُحرجةحاولتُ أن أجِدَ في مهرجان الطقوس التي دامت على مدى عشرة أيّام قيمةً ما ، فلم أجد معنىً روحيّاً ينفع ساكنةَ التابوت المُحنّطة !!!والسؤال يلي طَوَشْني هو : مين يلّي فكّر بكلّ هذه التفاصيل السخيفة للتشييع ؟! أنا على يقين أنَّ لجاناً من كبار الشخصيات الحكوميّة والملكيّة ومسؤولي الخزانة الماليّة والحرس الملكي والداخلية والجيش وووووو ،،، هؤلاء جميعاً اجتمعوا وفكّروا وقرّروا ما يلي :غطاء النعش عليه رسمٌ لأنثى عارية !!!تيسٌ برتبة عقيد يشارك في التشييع ويقوم على خدمته ضابط إنكليزي برتبة مقدّم !!!كلبان جميلان من ملاك القصر الملكي أخذا نصيبهما من التكريم في حضرة مقام الموت المهيب !!!حتى الكلمات التي قيلت في وداعها كانت مِتِلْ أرْط النَمِل !!! وأظنُّ لو طلّاباً في المرحلة الإبتدائية أرادوا أن يقيموا مهرجاناً احتفالياً لأمرٍ ما لما كانوا على هذه الدرجة من التفاهة والافتعال الممجوج والكلام الفارغواحد عم يحمل طاسه من مكان إلى مكان آخر بحركةٍ مهيبةٍ وبحضور جحافل الجيش العظيمة ورجالات الدولة الأفذاذ ، وما حدا فهمان شو هالطاسة !!! وواحد عم يكسر عصاية أمام النعش !!! وواحد عم يمشي بشكل مَهيب ولابس مزركش لا معروف مين هاد ولا نحنا عرفانين شو بدّو ولا وين رايح ولا منين جاية !!! جنودٌ كالعبيد يتحرّكون بمشهدٍ يُجَسّد الرِقَّ بأجلى صوره وفق تعليمات عائلةٍ تُهلْوِسُ كما يحلو لها على ضوء عقدٍ نفسيّةٍ موروثة !!!مصالحُ شعبٍ ودولةٍ تتعطّلُ في ظروف اقتصاديّةٍ كارثيّة !!! يعني تصرّفات أشبه ما تكون بتصرّفات المجانين في مستشفى أمراض عقلية مفتوحه ،،، والعجيب أنو ما حدا مستغرب ولا حدا معترض بل على العكس فالجميع مُتفاعل ومُقدّر لهذه الطقوس الملكيّة العظيمة !!!الأَحْوَلُ الثريُّ يُقالُ عَن حَوَلِهِ : مَيْلَةُ الحُسْنِيقول المَثَلْ : كلُّ شيءٍ زاد عن حَدِّه نقصَ وصار ضِدّه فراغٌ روحيٌ وسقوطٌ ماديٌّ وضياعٌ إنسانيٌّ وعجرَفةٌ عرقيّةٌ هي العناوين الحقيقية لما شهدناه والخلاصة أنّني أحسستُ وكأن بريطانيا العظمى تشعر بانحسار مكانتها العالميّة وأرادت بهذه المناسبة أن تُثْبتَ للعالم بأنّها ما تزال عظمى من خلال الخُزعبلات الشكليّة التي لم يسبقها إليها أحدمَنْ تَسْتُرُهُ القُوّةُ تفْضحه الحماقةُ ويفضحه العُجْبُ والغرور ، وشتان بين مَنْ قُوّتُه مِنَ الأرضِ وبين مَنْ قُوّتُه مِنَ السماء والحقيقة أن مقالي طويل ولكن ما شهدناه على مدى عشرةُ أيّام من سخافة وسفَه تحت رعايةٍ عالميّةٍ يحتاج إلى مقالاتٍ ومقالاتٍ ومقالاتنسأل الله حُسن الخاتمة الدكتور وائل عبد الرحمن حبنّكة الميداني