نساء مجاهدات
السيــدة الحـرّة
ألأميرة المجاهـدة حاكمـة تطـوان ... و حليفـة أسـد البحـار خيـر الديـن بربـروسـا في الجهـاد البحـري ...
"السيدة الحرة اسمها عائشة بنت الأمير المجاهد علي بن موسى بن راشد بن علي بن سعيد بن عبد الوهاب بن علال بن السلام بن مشيش «العلمي». من نسب شريف «علمية – إدريسية – حسنية» ، ولدت السيدة الحرة في شفشاون سنة 1493 ميلاديا، أي بعد سنة واحدة من سقوط غرناطة، سميت بهذا الاسم تيمنا بعائشة الحرة ، والدة أبو عبدالله الأحمر آخر ملوك غرناطة الذي كان صديقا لوالدها مؤسس مدينة شفشاون ، وأمها اسبانية من منطقة قادش اعتنقت الإسلام.
السيدة الحرة هي أميرة بلاد الريف (جبالة (المغرب)) وملكة تطوان ، وتعتبر أحد أهم نساء المغرب العربي في القرن السادس عشر.
نشأت في بيئة العلم و الجهاد ... تزوجت من حاكم مدينة تطوان .. ثم حكمـت المدينة بعد وفاة زوجها لمدة 30 عاماً ... و تزوجت لاحقـاً من سلطان المغـرب أحمـد الوطاسي ...
يقول صاحب كتاب (أسرة بني راشد بشمال المغرب) : ( تروي لنا الأخبار سواء البرتغالية أو الإسبانية أن هذه السيدة النبيلة كانت تتوفر على ذكاء نادر و أخلاق سامية هيأتها لتأخذ بيدها السلطة ... و ذلك بسبب التعليم الذي تلقته من أشهر العلماء و رجال الدين في عصرها ... )
لم تنسى هذه السيدة الحرة ثأرها مع عدوها الإسباني و الملكين الكاثوليكيين اللذان أخرجا المسلمين من الأندلس .. فعملت على تقوية الجهاد البحري و سارعت للتحالف مع أمير البحار العثمانـي خيـر الدين بربـروسا .. الذي كان صيته قد طبق الأفاق في بلاد المغـرب لما أنزله من هزائم مدوية بالقوى الأوربية و على رأسها إسبانيا .. فتقاسمت معه مسرح الجهاد .. لتصبح هي المشرفة على غرب المتوسط من جهة المغرب .. و يشرف هو على شرقه من جهة الجزائـر ..
سيـرة مضيئـة لواحدة من كثيـر من النسـاء المسلمـات اللواتي شاركن في صناعة التاريـخ.
المراجع:
1. محمد داود، " تاريخ تطوان"، الجزء الأول، مطبعة كريماديس، تطوان، 1959.
2. عبد العزيز بنعبد الله، "معجم أعلام النساء بالمغرب الأقصى"، المكتب الدائم لتنسيق التعريب في العالم العربي، مطبعة فضالة، المحمدية،1970.
3. "المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي": سلسلة مغربيات مواطنات الغد، عبد الهادي التازي، نشر الفنك، الطبعة الأولى، 1992.
4. عبد القادر العافية، "أميرة الجبل الحرة بنت علي ابن راشد"، الطبعة الأولى، مطبعة النور، تطوان، 1989.