المقاوmة بين اتفاق أوسلو واتفاق تهدئة حماس عام 2008!
فقدنا الإحساس بقيمة الماضي لسوء الحاضر، ولتكرار العبر نفسها! ذكرني أمس باتفاق أوسلو اتصال من إحدى الفضائيات هنا الساعة 7.25 مساءا، كانت تواصلت معي في الجولة الأخيرة بين الجهاد والعدو واعتذرت عن الحديث، ﻷنني لست غاوى شهرة، ولا أحب التحليلات السياسية الآنية، وﻻ الحديث العاطفي، وتجنبا لمجاملة القناة لأني أحسن ذلك، وقد تطرح عليك أسئلة لتهاجم بإجابتك جهة ما، وإن كنت على صفحتي وفي مقالاتي أنتقدها، إلا أن نفسي تأنف ذلك في المقابﻻت، وذلك ما تجنبته في عدة أسئلة!
من وحي المقابلة الهاتفية التي استمرت 45 دقيقة تقريبا، لنقل شيء في هذه الذكرى:
من يعرفني يعرف حجم اختﻻفي وعمق معارضتي لأبي عمار سابقا، وموقفي الرافض لسياساته ليس عفوي أو معارضة لأجل المعارضة، وإنما لأنني أظن أنني أمتلك رؤية وفهم عميق للعدو الصهيوني، ولا أساوم على موقفي، ولا أقبل بأنصأف الحلول، ولا تخدعني وعود الغرب والعدو، وذلك ما أدركه أبو عمار بعد أول مواجهة عاصفة لي معه عام 1985، وتعددت المواجهات معه بعدها، ونصحته نهايته:
ﻻ تضيع مزيدا من الوقت، لا أمريكا وأ (إسرائيل) سيعطوك دولة!
لذلك لا طلبني وﻻ أغراني وأنا مقاتل في الثورة كما حدث مع غيري، ولم يؤذني لأنه كما علمت بعد 25 سنة من تلك المواجهة أنه كان يحترمني جدا لأن أدرك أني صادق، ورفض طلبات لسنوات لتخليص مني!
والصادق هو الذي يدرك صدق الصادق ولا يساومه، لذلك أقول:
أن أبو عمار تخلى عن الثورة بتوقيعه اتفاق أوسلو، خلافا لنصيحتي، ظنا منه أن العدو سيعطيه دولة في الضفة وغزة، ظنا منه أن إصراره على أن يكون شرق القدس عاصمة الدولة، وحق عودة الﻻجئين إلى ديار اﻵباء واﻷجداد، ذلك ستتغير المعادلة لصالح القضية وشعبنا!
أما حماs وهم أيضا نصحتهم وحذرتهم من كل ما أقدموا عليه بعد قتل الراحل عرفات مسموما لرفضه التخلي عن القدس وحق العودة، فإن تخليهم عن المقاوmة بتوقيع اتفاق التهدئة عام 2008، وما تلاه من تنازلات مازالت لم تنتهي، ولم يعد لنا قضية ولا لدينا مقاوmة، لم تكن تعمل بصدق ولا بوعي وﻻ بحنكة أبو عمار السياسية ولا وجه مقارنة بينهم وبينه في شيء، وإنما يستغلهم عرابو المشروع الصهيوني في تحقيقه، مستغلين تنيمهم، مقابل مكتسبات مالية ﻷشخاصهم ...
وفي كلتا الحالتان الأمر مؤسف والقضية في ضياع، ويبقى الرجاء في حسن الاختيار الإلهي لأن يكون شعبنا طليعة الأمة ورأس حريتها ضد أشد الناس عداوة للذين آمنوا ...