قادة مقاومة بلا ثقافة عسكرية ولا وعي ثوري؟!
خالد بن الوليد عندما قتل القائد الثالث لجيش المسلمين في غزوة مؤتة عبد الله بن رواحة والتقط الراية رفعها ونادى في الجيش:
اصطلحوا على أمير لكم .. فقال أحدهم؟ أنت! رد عليه خالد: أنت شهدت بدرا والله اطلع على ما في قلوب أهل بدر فغفر لهم، أنت القائد! قال له: ليست لمن سبق ولكنها لﻷكفأ ...!
أنتم لا أسبق ولا أكفأ ...!
قرر خالد بعد تولي القيادة الانسحاب لكن ليس هروبا وﻻ هزيمة بل منتصرا حافظا لهيبة جيش المسلمين!
فأجرى تعديل على التشكيل القتالي ليوهم العدو أنه أتاه مددا (حرب معنوية ونفسيه ضد العدو)، غير مواقع قواته واستبدلها ببعض، وجعل جزء منها يثير غبار خلف الجيش كأنه مدد قادم من بعيد ...
وقاتل يومه وبالليل انسحب بهدوء ولم يجروء جيش الروم على ملاحقتهم كما يحدث عند هزيمة أي جيش، فلم يكن انسحابه ﻻ هروبا ولا هزيمة .. بل انتصارا عسكريا ومعنويا عظيما ...
أم تظنون أن خالد بن الوليد أو غيره من قادة جيوش المسلمين؟! أو قادة جيوش العالم الكبار الذين حققوا انتصارات عظيمة متخشبين وليس لديهم إلا خطة وتشكيل قتالي واحد؟!
أو قد يكون قادة الثورات في وطننا الإسلامي الكبير، وغيرهم، الذين أذلوا في معاركهم أعظم القادة العسكريين للجيوش الغربية المحتلة ﻷقطارهم، كانوا يملكون صواريخ، أو ليس لديهم إلا خطة خشبية واحدة، إطلاق الصواريخ فقط؟!
عندما يبتلى شعب بقادة ثورة جهلة ومستعليين على شعبهم بغرورهم بجهلهم، ولا يتعلمون من أخطاءهم، وليس لديهم إلا الجعجعة والتصريحات العنترية الجوفاء ... ماذا ينتظرون منهم غير ما جرى لقضية الأمة المركزية وغزة ...؟!