ومن أروع حكماء الإسلام الناصر العباسي..
ولا أعرف حكيماً عالج الجراح الأليمة بين السنة والشيعة كهذا الخليفة...

ورث الخليفة الناصر العباسي خلافة مهشمة محطمة (575-622هـ) حيث كانت بغداد قد سقطت مائة عام في يد متعصبين من الشيعة البويهيين مارسوا أشد الظلم ضد السنة، ثم مائة عام أخرى في يد السلاجقة الذين انتقموا من البويهيين ومن يشايعهم بذات الروح المتعصبة...
هل سنبدأ مائة عام أخرى من الكراهية؟ هكذا تساءل الخليفة الناصر... ولكنه قرر شيئاً آخر، لقد قرر ان يقضي على التعصب المذهبي مرة واحدة!! وأعلن نفسه سنشعياً جعنفياً.. واختار أجود ما في السنة والشيعة والجعفرية والحنفية، وقام ببناء مرقد هائل للإمام الكاظم في بغداد، وضم إليه الإمام أبا يوسف الحنفي، ووجعله مثابة للناس فمن أوى إلى مرقد الكاظم فقد لاذ بملاذ، وبين قبر ابي حنيفة وقبر الكاظم بني فيما بعد جسر الأئمة رمز إخاء وتواصل، وبنى القباب والمآذن على مرقد الإمام العسكري في سامراء، وفي الوقت نفسه بذل بسخاء في مساجد السنة والمدارس النظامية الشافعية، وكان يشهد الخميس في مرقد الكاظم والجمعة في مساجد الحنابلة!!
.
لأول مرة يشهد العراق وإيران هدوءاً فريداً بين السنة والشيعة ومرت 300 عام لم يشهد فيها العراق حرباً طائفية حتى قامت الدولة الصفوية 1501م