يقول هاني نقشبندي :
المثالية ليست إنساناً نجده ..
بل إنسان نُحبه بكل أخطائه بكل عيوبه

هل تشعر أنك شخصية مهووسة بالمثالية
و الكمال ؟

إذا كنت كذلك فإليك بعض الحلول لتصل للنجاح و تحقق أهدافك و تشعر بالرضا عن إنجازاتك حتى لو لم تكن مثالية :
_ اعترف بوجود مشكلة الهوس بالكمال
_ اسأل نفسك : ما الذي يغذي هذا الهوس بالكمال
هل السبب هو الخوف
من شيء معين أم شعورك بالتباهي
أو ربما قلة الثقة بالنفس
و عدم الاستقرار

الشخصية المثالية يسعى صاحبها للكمال و الخلو من العيوب و يهدف إلى تحقيق انجازات كاملة

عادة الشخص المثالي يضع معايير أداء عالية لا يستطيع الوصول إليها فيستسلم للتسويف
أو يضغط على نفسه بما لا يحتمل

الشخص الذي يبحث عن الوصول للكمال و المثالية يشعر بالقلق الدائم و التوتر
و يصل لمرحلة الاكتئاب

هل يوجد شخصية مثالية ؟

لا يوجد شخص مثالي كامل
البعض قد يرى نفسه مثالي
و هذا نوع من الشخصية النرجسية التي تشعر أنها مثالية و تكون متعالية
و مغرورة تجلب التعب لنفسها و للآخرين المحيطين بها

الفرق بين المثالية و الواقعية أن المثالية هي أن ترى الأشياء بطريقة مثالية و تضع أهداف صعبة المنال
أما الواقعية فهي شخصية تركز على الواقع و الظروف المتاحة

لا بد للإنسان أن يصلح نفسه
و يطور ذاته و يخدم مجتمعه و يعمل عمل الخير و يتحلى بالخلق
و الفضائل
و يخاف الله عز وجل
لكن ليس هناك شخصية كاملة أو مثالية فنحن في النهاية بشر نرتكب الأخطاء
و فينا بعض العيوب

عموما الشخصية المثالية التي تسعى للكمال تواجه صعوبة في الوصول الى نتائج مثالية
و لها سمات تتميز بها منها :
_ مبدأ الكل
أو لا شيء
_ ينتقدون أنفسهم ففي الوقت الذي يشعر به الشخص الطبيعي بالفخر تجاه انجازاته و يدعم الآخرين لتحقيق أهدافهم نجد المثالي يركز على الأخطاء والثغرات
و منشغل بمواطن النقص
و الضعف و لا يستطيع رؤية أي شيء أخر
_ الشعور الدائم بالخوف
من عدم تحقق الأهداف
_ يعتمد على معايير غير واقعية

عادة الشخص الطموح يضع أهداف و يحققها
و يستمتع بالمضي إلى أبعد منها
أما المثالي فيضع أهداف غير واقعية و غير قابلة للتحقق
التركيز على النتائج
_ الاشخاص الطبيعيون يستمتعون في الطريق نحو تحقيق أهدافهم
أما الشخص المثالي يتنظر النتيجة النهائية ويخاف من الفشل
الكسل و التأجيل
بسبب القلق الذي يشل قدرتهم على الإنجاز
_ اتخاذ موقف دفاعي على الدوام فالذي يوجه إليهم النقد البناء هو في نظرهم هجوماً لتدميرهم
_ هم أقل سعادة و تقديرهم لأنفسم متدني مما يبدعهم عن الآخرين

معالجة هذه المشكلة للتخلص من هوس الكمال :
_حدد معايير العمل قبل البدء به و قبل أن تغرق في دوامة الكمالية
_ انتبه لما تقوله لنفسك
وأبدأ بمراقبة ما تقوله لنفسك إذا كان يغذي الكمالية أم لا
وفي حال اكتشفت أنه يقودك لمزيد من الهوس بالكمال استبدله بعبارات و جمل اخرى
_ أي مشروع ضع لنفسك مواعيد للتسليم حتى لا يتاح لك الوقت الى التعديل
و التغيير سعياً للكمال

في النهاية تخلص من هوسك الغير منطقي لسعيك للكمال و حاول أن تصل الى النجاح الحقيقي بتحقيق اهدافك
و تشعر فيها بالرضا عن انجازاتك حتى لو لم تكن مثالية

يقول جون ستيوارت :
استخدم المثالية الخاصة بك لتعزيز أهدافك
لكن أدرك أنه لا يوجد شيء مثالي

ندى فنري
مدربة / مستشارة