فتح امريكا قبل كولومبوس بثلاثه قرون ابو بكر سطان مملكه مالي السلطان المسلم
و تبعه بعد ذلك الصيني المسلم تشنغ خه او حجي محمود شمس
و لا تزال اثار كل منهما تشهد على الوجود الاسلامي و الافريقي و الصيني في امريكا قبل حضور المرتزقه البرتغال
...............
ولد زينغ هي ، الذي حمل اسم" ما سانباو "، وعُرف فيما بعد باسم زينغ هي ، ولد عام 1371 لأسرة مسلمة من قومية الـهوي ( الذين يرجعون الى أصل فارسي و عربي )من اقليم يونان ذو الغالبية المسلمة و تعود جذوره الى " اجل شمس الدين عمر " ذو الأصول العربية المسلم الذي حكم منطقة يونان في عهد أسرة يوان احدى الأسر التي حكمت الصين .

عندما بلغ الـ 12 من عمره ذهب الى بكين او ما كان يعرف بمنطقة يان بسبب فقر أسرته وذلك للعمل في "إدارة الشؤون الداخلية" للبلاط الإمبراطوري، و عمل في قصر الأمير " تشو دي "، أحد أفراد أسرة مينغ التي حكمت الضين بين عامي (1368-1644) .

(حسب الجزيرة الوثائقية أغار جيش الامبراطور على قرية زينغ هي و قتل أهلها و أسر صبيانها و كان منهم ثم حمل ليكون خادما مخصيا في بلاط أحد امرائها الطموحين-الذي ذكرناه في الموضوع- ) .

وقد خضع هذا الصبي المسلم لنظام العبيد الذي كان معمولا به في قصور البلاط، حيث تم خصيه لينضم إلى فئة خصيان القصر ذوي المكانة الاجتماعية الوضيعة. غير أن أميره، الذي أصبح إمبراطورا للصين عام 1405، لاحظ ذكاء وكفاءة هذا الصبي ومواهبه الملاحية فقربه منه ومنحه اسما جديدا هو زينغ هي وجعله من أهم معاونيه .

عندما كبر الفتى و برزت كفاءته و اشتد عوده الإمبراطور الجديد الذي حمل اسم " تشنغ تسو " أصدر مرسوما بتكليف زينغ هي بإعداد أسطول بحري يقوم بجولة في البحار الغربية الواقعة غرب الصين في المحيط الهندي .
لم يكن هدف الإمبراطور من الرحلة هو إبراز قوة جيشه وعظمة بلاده فحسب بل البحث عن الإمبراطور هوي الهارب إلى خارج الصين وتصفية القوى الموالية للإمبراطور الهارب ومحاربة القرصنة والقوة اليابانية في البحر و اقامة علاقات مع الشعوب و الدول القريبة من الصين .

بعد أن أصدر الإمبراطور أوامره بدأ الشاب المسلم ذو الـ 34 عام على الفور إجراءات تنفيذ المرسوم الإمبراطوري بأن بعث عددا من مساعديه إلى مدينة " نانزينج " و بقية المدن و المقاطعات الساحلية و ذلك لمعاينة السفن وكانت الصين في ذلك الزمان تمتلك اكبر ناقلة جنود بحرية في العالم. تقول السجلات التاريخية إن طول هذه السفينة كان مائة وخمسين مترا وعرضها ستين مترا وتبلغ حمولتها ألف طن واستدعى "زينغ هي " المتخصصين في الملاحة من أنحاء الصين لمرافقته في رحلته التي بدأت في الحادي عشر من يوليو عام 1405. وبلغ عدد البحارة على متن سفن الأسطول الضخم 27800 ، منهم عسكريون ومترجمون وأدباء وعلماء وأطباء وغيرهم. كان أسطولا مهيبا تكون من 62 سفينة بضائع ومجوهرات و700 سفينة خيول و300 سفينة جنود و100 سفينة حربية. وحملت السفن بكميات هائلة من المنسوجات الحريرية والعقاقير التقليدية الصينية .

اتجهه نحو بحر الصين الشرقي ثم إلى المحيط الهادي و المحيط الهندي. وصل الأسطول إلى فيتنام وسومطرا وسيلان وغيرها . وقد تعرض الأسطول في رحلته هذه لهجوم قراصنة البحر، ولكن " زينغ هي " أفلت منهم بل وأسر عددا من القراصنة .

في أكتوبر عام 1407عاد " زينغ هي " بأسطوله مظفرا إلى الصين ومعه مبعوثون من دولة جاوا ( تقع على الساحل الشرقي للهند ) وغيرها لتقديم احترامهم لإمبراطور أسرة مينغ وعشرات السفن محملة بالمنتجات النفيسة التي حصل عليها من الخارج عن طريق التبادل التجاري، فخلع عليه الإمبراطور العديد من الألقاب ومنحه الكثير من الهدايا .

في النصف الثاني من عام 1407 قام زينغ هي برحلته البحرية الثانية على خط مشابه لخط رحلته الأولى، لمدة سنتين. وفي صيف عام 1409، قام برحلته الثالثة. كان مركز الرحلة لا يزال في المحيط الهندي .
وفي رحلة عودته من كولكاتا ، وقعت معركة بينه وبين ملك سيلان، وعاد
زينغ هي منتصرا .

بأوامر من الإمبراطور تشنغ تسو قام " زينغ هي " بالرحلة الرابعة في نوفمبر 1412 حيث واصل أسطوله رحلته إلى الغرب حتى وصل إلى ساحل أفريقيا الشرقي وعاد تشنغ خه إلى بلاده عام 1415 .

في مايو 1417 قام " زينغ هي " برحلته الخامسة، وكانت مهمته الرئيسية هي حماية واصطحاب مبعوثي 19 دولة ليعودوا إلى بلدانهم . وصل أسطوله إلى أقصى جنوب ساحل أفريقيا الشرقي . وفي يوليو 1421 قام
برحلته البحرية السادسة لاصطحاب مبعوثي 16 دولة إل بلدانهم .
وصل أسطوله إلى ميناء ممباسي في غينيا وإلى الصومال .
وفي بداية عام 1431، أمر الإمبراطور "شيوان تسونغ" ، الذي ورث عن جده الإمبراطور "تشنغ تسو" الطموح بأن يقوم زينغ هي بالرحلة البحرية السابعة . استغرقت هذه الرحلة أكثر من ثلاث سنوات، زار أسطوله خلالها نحو عشرين بلدا ، و زار مكة المكرمة و أدى فريضة الحج .

على مدى ثماني وعشرين عاما، هي الفترة التي استغرقتها الرحلات البحرية السبع لـ "زينغ هي" وصل البحارة الصينيون إلى منطقة الخليج "والبحر الأحمر والسواحل الشرقية لأفريقيا بل وكما يقول "جافين منزيس وصلوا إلى الشواطئ الأمريكية .

أما عقيدته يقول كاتب المقال الموجود في المصادر حسين اسماعيل : " كما أن حقيقة صدق عقيدته ليست محل شك، برغم الكتابات التي ذهبت إلى أنه آمن بالبوذية والطاوية، فهو الذي بنى المساجد وهو الذي أدى والده وجده فريضة الحج إلى بيت الله في مكة، ولم يثبت أنه أقام معبدا بوذيا أو طاويا، ولكن من المؤكد أنه كان يحترم عقائد الآخرين ويقيم علاقات طيبة مع الجميع ولذا سادت مشاعر الود والاحترام والتقدير بينه وبين الذين تعاونوا معه في رحلته " .

في سنين عمره الأخيرة اختار أمير البحر المسلم مدينة نانجينغ وتحديدا في مكان يسمى جينغهاي بسفح جبل شيتسي، حيث أقام هناك حتى فاضت روحه عام 1435 عن عمر يناهز الـ 64 عاما .

الرابط لمزيد من المعلومات عن حجي محمود شمس
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA...A_%D8%AE%D9%87