منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    إنذار إلى الاله

    إنذار إلى الإله

    بقلم : يوسف لبيد
    الوزير الأسبق للِ"عدل" في الكيان الصهيوني
    ترجمة : محمود عواد

    عندما كان يسألني الناس عما إذا كنت أومن بالإله، كنت جيب بأنني لا اؤمن بالله ( المطلق القدرة)، ولكني أومن بإله اسرائيل. اما الآن فإنني لست متأكدا تماما من ذلك.
    أنا لا أومن بالإله الذي أعتبره تخيلا اختلقه الإنسان ليستعين به على مواجهة كوارثه الوجودية ولخشيته من المجهول، أومن بإله اسرائيل لكن ليس بالطريقة التي يؤمن بها اليهود المتدينون وإنما كفكرة، كرمز يوحد التراث الهائل للشعب اليهودي.
    إله اسرائيل هو الحكمة اليهودية المتراكمة على مرّالأجيال، إنه تلك الشحنة من العبقرية التي أومضت بالوحدانية في دماغ موسى و بنظرية النسبية في عقل انشتاين.
    رب اسرائيل هو المصير المرير لليهود الذي يربطنا بعضنا إلى بعض بأغلال المعاناة، معبود اسرائيل هو ذاكرتنا الجماعية، إنه يجلس في القمرة الخلفية من طائرة (الفانتوم) القاذفة المقاتلة و يختبئ في نبتة الطماطم ( البندورة) التي تنمو في وادي عربة.
    إله اسرائيل هو القوة الخفية التي تجمع حول طاولة (عيد السيدر) – (خروج اسرائيل من عبودية الفرعون) تجمع ملايين اليهود في تل ابيب و نيويورك، تورنتو و بيونس ايرس، الرباط و باريس، لندن و موسكو، سيدني و جوهانسبرج.. جميعهم يشخصون بأبصارهم نحو القدس. هذا الإله، هذا النوع من الآلهة هو اعظم اختراع من اختراعات العبقرية اليهودية.. ان المزحة التي رووها في أكسفورد لم تأت عبثا والتي تقول: كم هو غريب أمر هذا الرب في اختياره اليهود.. لكن الأمر ليس بهذا القدر من الغرابة، فاليهود هم الذين اختاروا الإله.. الانسان هو الذي خلق على صورة (هيئة) الرب – لا بل إن الرب هو صورة الانسان؛ لم تكن أنت الذي اخترتنا بل نحن الذين اخترناك انت، ولقد كان اختيارا صعبا.
    إله اليهود الذي أومن به لا يَسأل إذا ما كنت قد أكلت شيئا بعينه في عيد الفصح، بل يسأل اذا ما كنت معنياً بمصير يهود سارايييفو..هو يسمح لى بالسفر والتنقل أيام السبت، لكنه يصر على أن أقبل بأذرع مفتوحة كل يهودي يهاجر الى "إسرائيل"، يصل إليَّ دون أن اؤدي صلاتي إليه، غيرانه يتوقع مني أن أتذكر القدس ، كما أنه يعلم أن حدثين إثنين فقط وقعا منذ تدمير "الهيكل" : " الهولوكوست" (مذابح اليهود خلال الحرب العالمية الثانية) و"دولة إسرائيل". إنّ إلهاً كهذا موجود.
    إله "إسرائيل" لا يقلق إلّا بشأن اليهود. هو يعلم أن هناك أطفالاً يعانون من المجاعة حتى الموت في الصومال، و لكنهم ليسوا ضمن نظره (ورعايته). وهو لم يقم بزيارة الصين قط ولا تورط في حرب البوسنة.. إنه ليس عالمياً أو على مستوى الكون، كما انه ليس روحاً رقيقة غضة، هو معبود خاص بمنطقة واحدة و لشعب واحد شعب متفرد لا نظير له.. بيد انه إله إنساني، و تلك هي صفته الأعظم بروزاً.. وطالما تمت المحافظة على تلك الخاصية فإنني أعيش بسلام معه. لقد صبغ شعبه بحكمة متسامحة تعود بصورة عاطفية الى الضعف الإنساني، ولديه من الحصافة ما يمكّنه من أن يزن الشيء المرغوب فيه مقابل الشيء الواقعي. إله يؤمن بالاقتناع ومستعد للحل الوسط، حذر ضد التطرف وينكص عن العنف، يفهم أن الحياة هي فن الممكن.
    يهود هذا الاله بالذات يمكنهم أن يحاججوا وأن يحاربوا بل وحتى أن يكرهوا؛ و لكنهم لا يوجهون الضربات أو يطلقون النار، ولا يقومون بتحطيم رؤوس الأطفال على الجدران أو يدفنون خصومهم أحياءً أو يقتلون قادتهم.. هناك كتالوج طويل عريض من الأفعال التي يقترفها (الأميّون) "الجويم" من غير اليهود، ولكن ليس اليهود.
    هذا هو العقد بيني وبين إله اليهود. طالما تصرف شعبه بصورة إنسانية وطالما تصرف اليهود كيهود فإنني على استعداد للإيمان به.
    غير أنه هنا في هذا الموضع (المكان) بالضبط ابتدأ الانشقاق، والسبب أنه ولسنوات عديدة خلت قبل الآن بدأ يبرز نشء من اليهود في الأرض المقدسة لم نعرف له نظيراً قط في أيّ مكان.. يهود لا يعرفون الرحمة يهاجمون الآخرين، يهود مدمرون قتلة ومجرمون، يهود يعتقدون بأن كل شيء أصبح ارتكابه مباحاً باسم الرب، ليس مسموحاً به وحسب بل هو في الحقيقة إلزامي، كما أنه ليس إلزاميا و حسب بل و مقدس أيضاً.
    هؤلاء اليهود يرتكبون أعمالاً فظيعة وهم على استعداد لأن يقترفوا أفعالاً أكثر فظاعة، هؤلاء ليسوا إنسانيين: من أمثال المتدينين الذين لا تهمّ عبادتهم الغريبة لآلهتهم أيّ شخص.. إنهم يتّسمون بالبرود: يطلقون الرصاص وهم يبتسمون، وهم مقتنعون ـ "كما المسلمون الذين يقتلون أنفسهم كي يذبحوا غيرهم باسم الله" ـ وبأن كل ما يقومون به هو تقديس وتعظيم لله القدير.
    في كتابه (الكلمات) كتب جان بول سارتريقول: لبضع سنوات كنت أحافظ على علاقات علنية مع إله الكون، ولكني توقفت عن الاتصال به حينما كنت في خلوتي.
    وهكذا، فإنني اقدم بموجب هذا، إنذاراً لإله إسرائيل: إما أن تتخلى عن هؤلاء اليهود الذين يأتون أفعالاً رهيبة، متكئين عليك و يُعِدّون باسمك جرائم أكثر بشاعة، أو أقطع كل اتصال لي معك. وفي كلمات هنريك هانييه: يجب عليك أن تصفح عني لأن هذه هي مهنتي.

    (الكاتب كان وزيراً للِ"عدل" في حكومة أرئيل شارون ورئيساً لحزب "شينوي" التغيير.. كتب المقال أثناء عمله كصحفي في جريدة معاريف الإسرائيلية، ثم نشرته جريدة جروسلم بوست باللغة الانجليزية في 5/4/1996، وعنه تمت الترجمة عام 2004.
    وهو والد وزير الخارجية الحالي (يائير لبيد رئيس حزب "يش عتيد" يوجد مستقبل ـ والمفترض انه سيتناوب على رئاسة الوزارة مع نفتالي بينت رئيس الوزراء).

  2. #2
    يسعد أوقاتك أخي ناجي
    يوسي بليد من القلة الذين صدقوا في القول: أن اليهود هم الذين اختاروا إلههم ولم يخترهم هم!، أي أن توراتهم ليست كما يزعم النصل الأول في سفر التكوين، أنها كلام الله! لكن الوقت أزف، فلن يعود (يهوه) إليه اليهود إلى أصله (أولاهيم) إله الكنعانيين المحب والمسالم!
    كما أن الإله الذي هو يفهمه ليس إله اليهود، ولن يكون، ولا يؤمن به إن وجد غيره إلا ما ندر، فهو يتحدث عن إله آخر غير (يهوه)، إن كان صادقاً في كلماته وليست دعائية وإعلامية تضليلية، وإن كان شبه مرة وهو وزير للعدل أثناء الانتفاضة القصف الصهيوني وهدم البيوت وبحث الأطفال عن كتبهم والكبار عن بعض ما ينفهم من بقايا سليمة من أثاثاهم ... بحدته في معسكر النازيين وهي تبحث عن دواءها ...
    المقالة لا تعني شيء ولن تغير حقيقة الواقع ولا أخلاق اليهود التي وضعوها على لسان الرب المخيف والمرعب لأتباعه إن لم ينفذوا تعاليمه باقتل والسهل والاستئصال وتدمير كل ما إنساني ...
    أرجو أن تكون بخير
    وتقبل خالص تحياتي ومودتي

  3. #3
    السؤال أيها الأساتذة الكرام: ماذا يقصدون بنشر بعض الحقائق كل حين؟
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •