اعتذرت السيدة فيروز عن حضور معرضِ دمشق الدولي، والغناء على خشبة مسرحه يوم 23 أيلول 1958. وكان السبب كما قيل للجمهور السوري في حينِها مرضَ ابنِها الرضيعِ "هلي" الذي أُصِيبَ بمرضِ السحايا.

ثارَت إذاعة دمشق، وثارَت معها "دمشق المساء" و"الفيحاء" و"الأيام" و"الإنشاء،" غضب الفيروزيّون السوريّون من غيابِ نجمتِهم المُفضَّلة عن المعرض، وتجمْهروا أمام شُبّاك بيع التذاكر رافضين التعويضَ المادّي، مُطالبين بحضور فيروز، وإلّا…

وكتبَت مجلّةُ الصيّاد يومَها:

"قامت الدّنيا ولم تقعد بعد. دمشق كلُّها تريدُ أن ترى فيروز تغنّي. أهلُها سيَهُبّون جميعاً ليقولوا لها: إنّهم أنفسهم طفلها."

معظم من دفع ثمن تلك البطاقات لم يعُدْ معنا اليوم، فقد غيّبَهم الموت منذ سنوات طويلة، ومن بقي على قيد الحياة نسيَ القصّةَ تماماً…حتى ظهر "هلي الرحباني" يوم أمسِ برفقة أمِّه وشقيقِه زياد في إحدى كنائس بكفيّا في ذكرى رحيل والده الموسيقار الكبير عاصي الرحباني.

ظهرَ مُقعَداً وهو من أصحاب الهِمَم، ماسكاً بيدِ والدتِه، مُذكِّراً الجميعَ أن اعتذارها عن حفلة دمشقَ…قبل أربعةٍ وستّينَ عاماً…كانَ لسبب مُقنِع ونبيل.

تحيّة من دمشق لفيروز الأمّ، ولفيروز الأسطورة.

#سامي_مروان_مبيض #فيروز #لبنان #سورية