قراءة لغة العيون

لغة العيون لها أهمية
و دور كبير في التعبير عن مافي داخلك
هي و سيلة في إيصال الرسالة للآخرين
فهي تواصل غير لفظي
نستطيع من خلاله معرفة الشخص الآخر

هناك العديد من الإيحاءات التي تظهر في العين و لها من الدلالات و المعاني التي تفسرها
يقول الشاعر :
فالعين تنطق و الأفواه صامتة .....
حتى ترى من صميم القلب تبيانا
و قال العرب قديماً :
رب إشارة أبلغ من عبارة

فالعيون ليست وسيلة لرؤية الخارج فقط بل هي لغة بليغة للتعبير عما في داخل النفوس و القلوب و نقله للخارج و قد تكون من أدق و أصدق في التعبير من الكلام

يقول ابن القيم رحمه الله
إن العيون مغاريف القلوب بها يعرف مافي القلوب و إن لم يتكلم صاحبها

هناك عيون محبة
و عيون سارحة
و عيون ساخرة
و أخرى حاقدة و غيرها مستسلمة و مهزومة
و أيضاً هناك العيون المضطربة و القلقة
و المستغيثة
هكذا تتعدد النظرات المعبرة
و الإنسان في تعامله مع لغة العيون يعبر عما في نفسه للآخرين هل هو حزين أو يشعر بالفرح
و يتعامل معها كوسيلة لفهم مافي نفوس الآخرين
فالعين تطلعك على مدى صدق و زيف الابتسامة
فابتسامة السعادة تكون نابعة من القلب و تكون فيها العين ضيقة مع ارتسام بعض الخطوط رفيعة في تلك الزوايا بجانب العين

إذا أردت إيصال مرادك بعينيك احرص على الأمور التالية :
أن تكون عيناك مرتاحتين أثناء الكلام مما يشعر الطرف الآخر بالاطمئنان إليك و الثقة في سلامة أفكارك و موقفك
و صحة أفكارك

تحدث و رأسك إلى الامام
لأن طأطأة الرأس أثناء الحديث تدل على الهزيمة
و الضعف

لا تنظر بعيداً عن المتحدث أو تثبت نظرك في السماء أو الأرض أثناء الحديث
لأن ذلك يشعر الآخر بعدم الاهتمام بالموضوع الذي تتحدث فيه

لا تطيل التحديق بشكل محرج فيمن تتحدث معه

احذر من كثرة الرمش بعينيك أثناء الحديث
لأن هذا يشعر الطرف الآخر بالقلق و الاضطراب

ابتعد عن لبس النظارة القاتمة أثناء الحديث مع غيرك لأن ذلك يعيق الثقة بينك و بينه

احذر من النظرات الساخرة الباهتة إلى من تتحدث معه
لأن ذلك ينسف جسور التفاهم و الثقة بينك و بينه
و لا يشجعه على الاستمرار في التواصل معك

كيف تفهم مافي نفوس الآخرين من خلال نظراتهم ؟

علماء النفس و البرمجة اللغوية العصبية و صلوا إلى تفسيرات معينة مثل :

النظر أثناء الكلام إلى جهة الأعلى لليسار يعني :
أن الإنسان يعبر عن صور داخلية في الذاكرة
و إذا كان يتكلم و عيناه تنظر جهة اليمين للأعلى فهو ينشئ صوراً داخلية و يركبها و لم يسبق له أن رآها
و إن كانت عيناه تتجهان لجهة اليسار مباشرة فهو ينشأ كلام لم يسبق أن سمعه
و إن نظر لجهة اليمين أسفل فهو يتحدث عن احساس داخلي و مشاعر داخلية
و إن نظر لجهة اليسار من الأسفل فهو يستمع إلى نفسه و يحدثها في داخله كمن يقرأ نفسه

و إذا كان الإنسان أعسر فهو عكس ماذكرنا تماماً

من لغة العيون تستطيع أن تحدد من أي الأنماط يتحدث الإنسان
حتى يمكنك عند قراءة قصيدة أو قطعة نثرية أن تحدد النمط الذي كان يعيشه صاحبها عند إعداده لها
هل هو من النمط السمعي أو البصري أو مما يخبئه من الأحاسيس الداخلية من خلال كلامه و تصنفيه حسب الأنماط الشخصية

علينا أن نعرف أن لغة العيون لغة صادقة و مهمة في معرفة مايفكر فيه الطرف الآخر و هي من أقوى عناصر الاتصال الجسدي الغير مباشر
ويمكن معرفة فيما يفكر عن طريق النظر مباشرة في عينيه و رؤية كيف يحركهما و معرفة هل يخفي شيء أو يكذب أو لا يستطيع البوح و الاعتراف بشيء ما

ندى فنري
مدربة / مستشارة