منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 1 من 1
  1. #1

    موضوع الوصاية للنقاش 2نجعل كل الأمة وصية على قضيتها المركزية فلسطين؟

    موضوع للنقاش:
    كيف نجعل كل الأمة وصية على قضيتها المركزية، فلسطين؟! (2)
    مصطفى إنشاصي
    لماذا فلسطين قضية مركزية للأمة؟!
    لتكن البداية الحروب الصليبية علماً أن البدايات أقدم من ذلك، يقول الدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور: لقد كانت الحروب الصليبية تجربة مهمة في تاريخ الأمة مليئة بالدروس والعبر، والدراسة المتأنية الواعية للحروب الصليبية، تجعلنا نقف أمام مقارنة واضحة المعالم بين واقع الوطن الإسلامي زمنها، وبين واقعة اليوم. ولم تكن من التجارب المحدودة الأثر والنتائج، وترجع أهمية الحروب الصليبية بالنسبة لنا على أنها تشكل تجربة مهمة في تاريخ العروبة والإسلام جميعاً، وهذه التجربة ليست من التجارب العابرة والمحدودة الأثر والنتائج، وإنما هي تجربة كبرى وخطيرة مليئة بالدروس والعظات.
    تلك الأهمية لتجربة الحروب الصليبية في الوقت الذي أهملنا فيه دراستها واستحضار العبر منها لم يغفل عنها لا الغرب ولا العدو الصهيوني، وللعلم أن العدو الصهيوني دائم الدراسة لتلك التجربة ليحاول قدر استطاعته عدم تكرار هزيمة الغرب الصليبي فيها والقضاء على مملكة بيت المقدس، وبإذن الله لن ينفعه لا هو لا الغرب دراساتهم لأن وعد الله حق وأنهم إلى زوال!
    وقد كانت أهم الدروس والعبر خاصة التي لها علاقة بواقع وحاضر الأمة اليوم:
    * قوة العقيدة الإسلامية وحضارتها وقدرتها على احتواء الغزاة!
    * الوحدة الإسلامية هي الطريق إلى النصر!
    * أهمية فلسطين لكسر الهيمنة الحضارية للإسلام!
    * تحالف قوى الشر ضد قوى الخير، التحالف الصليبي المغولي ضد أمتنا!
    ولذلك كان لا بد لهم من وضع الخطط للقضاء على عوامل القوة في العقيدة الإسلامية والأمة. وقد كان من أشهر وأخطر الوثائق التي وضعت في ذلك؛ وثيقة لويس التاسع بعد خروجه من الأسر في دار ابن لقمان بالمنصورة، وضع فيها خلاصة تجارب الغرب في حروبه الصليبية مع المسلمين، في نقاط دقيقة وخطيرة طبقها الغرب بعد قرون طويلة، وقد جاء فيها:
    إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال الحرب، وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة بإتباع ما يلي:
    * إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين وإذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملاً في إضعاف المسلمين.
    * عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح.
    * إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تنفصل القاعدة عن القمة.
    * الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه يضحي في سبيل مبادئه.
    * العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة.
    * العمل على قيام دولة غربية في المنطقة العربية تمتد حتى تصل إلى الغرب.
    وقد بدأ الإعداد والعمل لتحقيق ذلك من خلال استحداث أساليب ووسائل قتال وصراع جديدة، إلى جانب الاستمرار في الوسائل العسكرية السابقة، وقد كان من أشهر تلك الوسائل:
    تأسيس علم الاستشراق والتنصير تنفيذاً لصيحة لويس التاسع: "لنبدأ حرب الكلمة فهي وحدها القادرة على تمكيننا من هزيمة المسلمين".
    ويرى إدوارد سعيد في كتابه الاستشراق "أن الاستشراق الرسمي بدأ بصدور قرار مجمع فينا الكنسي عام 1312م حيث صادق على إنشاء عدد من كراسي اللغة العربية في الجامعات الأوروبية وكان السبب الذي دفع إلى اهتمامه بالشرق ولغاته وخاصة الإسلامي منه هو ذلك الصراع الحضاري الذي دار بين العالم الإسلامي والنصراني في الأندلس وصقلية، والسبب الأكثر أهمية هو هزيمة العالم النصراني في حروبه الصليبية ضد المسلمين، ما دفع إلى دراسة تعاليم الإسلام وعاداته لمعرفة مواطن القوة والضعف لدى المسلمين وبهدف تنصيرهم أو على الأقل إضعافهم، وهكذا كان الدافع الديني هو السبب الأول في نشأة الاستشراق خاصة إذا عرفنا أن أول عالم نصراني اهتم بدراسة الإسلام من أجل حفظ إخوانه في الدين من خطر الإسلام هو يوحنا الدمشقي سنة 676-479".

    دراسة واعية للتاريخ ومحاولة لفهم الواقع
    وما بين وثيقة لويس التاسع قرار مجمع فينا الكنسي وكراسي اللغة العربية في الجامعات الغربية إلى اليوم وغداً؛ معارك عسكرية طاحنة ودماء ودمار، مؤامرات وتحالفات، محاولات حصار الوطن من الخارج وأخرى لاختراقه من الداخل، وتحالفات لإعادة إقامة إمارة بيت المقدس في فلسطيننا، ومخططات ومعارك ثقافية، وجهود حثيثة لتنصير المسلمين أو تغريبهم وإفقادهم هويتهم وشخصيتهم الثقافية المميزة، وسعي حثيث للقضاء على النظام السياسي الإسلامي، وتمزيق وحدة الأمة، وتغريب عقول أبناءها، وتخريج أجيالاً عديدة مسلمون وما هم بمسلمين، وعقولهم مسلوبة ول إرادة ليهم او غيرة على دين وأمة ووطن ... وقد كان من أخطر تلك الجهود التي استمرت قرون:
    مؤتمر لندن وتقرير كامبل بنرمان ووعد بلفور
    لقد أقلقت نظرية كون الحضارات تمر بدورات متعاقبة تنمو وتزدهر، ثم تشيخ وتذبل وتندثر، بال زعماء الدول الأوروبية الصليبية التي كانت تحتل معظم أراضي العالم القديم والجديد. وقد كان أول من تنبأ تنبؤا قاطعا بانهيار الحضارة الأوروبية الحالية الفيلسوف الألماني (أوزوالد شبنجلر)، وقد آمن المؤرخ البريطاني (جيمس أرنولد توينبي) بنظرية شبنجلر ولكنه قال: "أن هذا لن يحدث للحضارة الراهنة، والسبب في رأيه أن الحضارة الراهنة تعلمت من التاريخ وعرفت الخطر فهي سوف تتمكن من أن تتجنب تكراره". فما هو هذا الخطر المحدق بالحضارة الأوروبية الذي عرفته وتعمل على تجنب تكراره؟. يجيب على هذا السؤال:
    مؤتمر لندن الذي الذي عقد عام 1905م ووضع وثيقة لويس التاسع موضع التنفيذ، فقد كان المؤتمر أخطر عمل قام به المستشرقين الغربيين ضد الأمة والوطن، فقد عقد المؤتمر بدعوى من حزب المحافظين البريطاني، وكان يهدف المؤتمر إلى تكوين جبهة من الدول الأوروبية ذات المصالح المتوافقة في العالم آنذاك، وهي: بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا والبرتغال وإيطاليا وأسبانيا. وقد اتفقت هذه الدول على التعاون الودي فيما بينها، وتأليف لجنة من خبرائها تتولى الدراسة والبحث في نمو مصالحها المشتركة التي كانت تتمتع بها. وقد اشترك في المؤتمر مجموعة من كبار علماء التاريخ والاجتماع والزراعة والبترول والجغرافيا والاقتصاد، وأضخم نخبة من المفكرين والسياسيين الأوروبيين ممثلين عن الدول الصليبية المشاركة فيه.
    وقد كان الموضوع الوحيد المطروح للدراسة والبحث في هذا المؤتمر، كما جاء في خطاب كامبل بنرمان رئيس وزراء بريطانيا عن حزب الأحرار آنذاك، هو: "... فهل لديكم أسباب أو وسائل يمكن أن تحول دون السقوط والانهيار، أو تؤخر الاستعمار الأوروبي وقد بلغ الآن الذروة وأصبحت أوروبا قارة قديمة استنفذت مواردها وشاخت معالمها بينما العالم الآخر لا يزال في شبابه يتطلع إلى مزيد من العلم والتنظيم والرفاهية". وقد حدد كامبل بنرمان الخطر الذي يهدد الحضارة الأوروبية في خطابه الافتتاحي عندما قال: "إن الحضارة الأوروبية مهددة بالانحلال والفناء والواجب يقضي علينا أن نبحث في هذا المؤتمر عن وسيلة فعالة تحول دون انهيار حضارتنا".
    بعد سنتين أنهى المؤتمر دراسته وقدم نتائج ما توصل إليه على شكل تقرير سري خاص إلى وزارة الخارجية البريطانية, التي عندما رأت خطورته أحالته إلى وزارة المستعمرات البريطانية، ثم اختفى التقرير من غير أن يعرف أحد به. إلى أن نشره صحفي بريطاني صهيوني في معرض الدفاع عن الوطن القومي اليهودي في فلسطين، واستشهادا بآراء الحكومة البريطانية وقراراتها وموافقة سادة الاستكبار العالمي على ذلك، وتبريراً لقيام الكيان الصهيوني كضرورة اقتصادية وسياسية واجتماعية لأوروبا ومصالحها وسيطرتها على الشرق.
    وقد حدد التقرير موطن الخطر الذي يهدد الحضارة الأوروبية، بأنه يكمن في الشعب الواحد الذي يعيش على الشواطئ الجنوبية والشرقية للشريان البحري الحيوي لتلك الدول وللتجارة العالمية - البحر المتوسط -، والتواصل بين تلك الدول ومناطق احتلالها. لذلك كانت توصياته العاجلة تتمثل في:
    "ضرورة فصل الجزء الإفريقي من المنطقة العربية عن جزئها الآسيوي وضرورة إقامة الدولة العازلة إذ أن إقامة حاجز بشري قوي على الجسر الذي يربط أوروبا بالعالم القديم ويربطهما معا بالبحر المتوسط بحيث يشكل من هذه المنطقة، وعلى مقربة من قناة السويس قوة عدوة لشعب المنطقة، وصديقة للدول الأوروبية ومصالحها هو التنفيذ العملي العاجل للوسائل والسبل المقترحة".
    وقد كان من الوسائل والسبل أيضا: "العمل على إيجاد التفكيك والتجزئة والانقسام وإنشاء دويلات مصطنعة تابعة لتلك الدول وخاضعة لسيطرتها وأوصى التقرير بشكل خاص على محاربة اتحاد هذه الجماهير العربية أو ارتباطها بأي نوع من أنواع الاتحاد الفكري أو الروحي أو التاريخي وبضرورة إيجاد الوسائل العلمية القوية لفصلها عن بعضها بعض ما استطاع الاستعمار إلى ذلك سبيلاً".
    وبناءاً عليه كانت اتفاقية سايكس – بيكو عقدت بينهما عام 1916م بين بريطانيا وفرنسا لتقطيع أوصال وطننا وتقاسم أراضيه. تلاها منح اليهود (وعد بلفور) في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917م، الذي تعهدت فيه بريطانيا نيابة عن الدول الأوروبية وأمريكا بإقامة الكيان الصهيوني في فلسطين. في رسالة وزير الخارجية البريطانية (آرثر بلفور) إلى اللورد (أدموند روتشيلد)!
    وهكذا اجتمعت الغايات الدينية والحضارية والمصالح الاقتصادية، والتقى الصالب والمصلوب، كما قال الشيخ البشير الإبراهيمي: "وهل يلام العرب بعد هذا – والمسلمون من ورائهم – إذا اعتقدوا أنها حرب صليبية بعض أسلحتها اليهود وأنها ممالأة مكشوفة من الدينين الصالب والمصلوب على الإسلام. وكلمة أللنبي في القدس رنينها مجلجلاً في الآذان وصداها متجاوباً في الأذهان"
    وهكذا تحقق قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51)
    وعادت الكَرَة ثانية للعلو والإفساد الإسرائيلي في قوله تعالى: (... ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) (الإسراء:6)
    وكانت فلسطيننا مركز الهجمة اليهودية الغربية ضد الأمة والوطن، وطليعتها: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ) (المائدة:82)

    التاريخ: 6/6/2022
    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى إنشاصي ; 06-06-2022 الساعة 03:16 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •