منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 1 من 1
  1. #1

    موضوع الوصاية للنقاش1

    موضوع للنقاش:
    كيف نرفع كل الوصايات عن قضية الأمة المركزية، فلسطين، ونجعل كل الأمة وصية عليها؟!
    لنكن واقعيين ولدينا الشجاعة الأدبية للاعتراف: بفشل الأنظمة والأحزاب والفصائل بأيديولوجياتها المختلفة والمتناقضة، ومشاريعها المتعددة والمكررة، ليس في توحيد الأمة وتحقيق نهضتها وتحرير فلسطيننا، ولا في الحفاظ على ما تبقَ من فلسطيننا بعد نكبتنا الأولى، بل حتى في الحفاظ على الحد الأدنى لحضور القضية في سلم أولويات القضايا العالمية! بعد ذلك وغيره من هزائم حقيقية وانتصارات زائفة، أما آن لنا أن نًفكر كيف نحرر الوصايا على فلسطين كقضية مركزية للأمة من كل أولئك وغيرهم ونجعلها مسئولية الأمة بكاملها؟!
    بعد النكبة الأولى عام 1948 انشغلت الأنظمة، كما زعم البعض منها، بمعركة البناء الداخلي بعد الاستقلال الشكلي، ورفع القوميون شعاراً: الوحدة هي الطريق إلى فلسطين! واختلفت اﻷحزاب القومية في ما بينها فكراً وممارسة، ودخلت في صراعات متنوعة انعكست سلباً على قضية الأمة، وفي الوقت نفسه غاب الإسلاميون عن الساحة لأسباب متعددة!
    رأى الوطنيون الفلسطينيون أن اختلاف اﻷحزاب القومية واليسارية وغيرهما وبرامجهما، والصراع فيما بينهما يؤثر على المسيرة النضالية لتحرير فلسطين، وصححوا شعار القوميين إلى: فلسطين طريق الوحدة! وفي الوقت نفسه عدلوا ميثاق منظمة التحرير القومي إلى ميثاق وطني، وقية الأمة إلى قضية وطنية، وجعلوا مسئولية تحرير فلسطين تقع على عاتق الشعب الفلسطيني، ولا يمنع ذلك القومي والمسلم والإنساني وكل أحرار العالم من دعم الشعب الفلسطيني والمشاركة في التحرير! وقد غفلوا عن أن الأحزاب الوطنية أيضا تعاني المشكلة نفسها في اختلاف برامجها ورؤاها للتحرير!
    ولأن الأنظمة تريد التخلص من عبء مسئوليتها نحو فلسطين، فقد شجعوا الفصائل الفلسطينية المتناقضة فكراً وأيديولوجيا وولاء، الوطني والقومي والأممي الفلسطيني، على اعتصار أفكارهم وأيديولوجياتهم المتناقضة والمتصارعة واختزال قضية دين وأمة في فكرة وطنية! وكانت النتيجة ما بين تعديل الميثاق القومي ل م. ت. ف عام 1968 إلى الميثاق الوطني، مروراً بأن أصبحت م. ت. ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني عام 1974، إلى ما نحن عليه، اقتتال فلسطيني - فلسطيني، وفلسطيني - عربي، ودماء وضحايا ... وفشلت التجربة الوطنية وانتهت إلى اتفاق أوسلو!
    أما الفشل الذي حدث بعد اتفاق أوسلو؛ فقد كان فشلاً للفكر والأحزاب الإسلامية وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد، اللتان رفعتا شعار فلسطين القضية المركزية للحركة الإسلامية، وفشلتا في ممارستهما في الارتقاء إلى مستوى الشعار! وإن كانت حركة فتح و م. ت. ف أجهضتا الانتفاضة الأولى ظننا منهما أن العدو الصهيوني سيمنحهم دولة فلسطينية في حدودها الدنيا في الضفة وغزة، فإن حركتا حماس والجهاد أجهضتنا انتفاضة الأقصى التي وحدت الفصائل ميدانياً، والأمة كلها من خلف فلسطين قضية مركزية، بكل اتجاهاتها الفكرية والأيدولوجية، ومسلميها ونصاراها ... ووقعتا في شرك لعبة الديمقراطية طمعاً في القيادة والمناصب والمكاسب الحزبية والشخصية، ووافقوا على:
    * وقف الانتفاضة لينفذ العدو الصهيوني خطته فك الارتباط مع غزة من طرف واخد، من موقف المنتصر! ويعيد نشر جيشه حول غزة وحصارها من الخارج!
    * الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية!
    * مشاركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006، وبناء على نتائج الانتخابات ستكون نسبة تمثيلها في م.ت.ف!
    وسرعان ما حدث الانقسام، وتوقف الزمن الفلسطيني منذ عام 2007 عند نتائج! وأخيراً انتكست حماس عن الشعار وسارت على خطى حركة فتح، وتم تعديل الميثاق، ولم تعد فلسطين أرض وقف إسلامي ... وغيره كثير، وأصبحت ترى ليس ما سبق أن رأته الحركة الوطنية أن مهمة تحرير فلسطين تقع على الشعب الفلسطيني، بل انتهت بعد معركة سيف القدس في أيار/مايو 2021، وعقد مؤتمر (وعد الآخر)، إلى أنها هي التي ستحرر فلسطين بجهودها الذاتية، أو بمساعدات مالية ومادية من المسلمين فقط، وحددت تاريخ بعينه للتحرير، وها هي تهدد وتتوعد العدو بحرب ساحقة ستنتهي بدخولهم المسجد الأقصى خلال شهر وبضعة أيام، وفرضت نفسها رسمياً الوصية على الشعب والقضية والتحرير!
    أما حركة الجهاد فقد بقيت جامدة على الشعار ولا هي طورت الشعار، ولا طورت من نفسها وحققت الشعار واقعاً فعلياً في فلسطين والوطن الإسلامي!
    لذلك آن أوان الاتفاق على رؤية ﻻ تسمح ﻻ لشخص وﻻ جماعة وﻻ دولة فرض رؤيتها وزعمها أنها ستحرر فلسطين! رؤية ترفض كل التبريرات سوا كانت وطنية أو قومية أو إسلامية لاختزال قضية بحجم العالم أجمع، في دولة أو حزب أو محور، أو تفرض وصايا عليها بأي شكل من الأشكال!
    نريد رؤية لا ينفي فيها البعد الإسلامي صفة الإسلام عن الوطني والقومي و...! لأن الفكر الحزبي إنتاج البشر، والبشر عندما يتحزبوا يختلفوا، ويغلبهم الهوى ولا يصبح هناك دور أو قيمة للفكر أياً كان تجاهه!
    القول أن: فلسطين القضية المركزية للأمة وليس للحركة اﻹسلامية فقط، تصبح دعوة لكل اﻷمة، ليست دعوة حزبية يمكن أن يحتكرها، أو يزعم احتكارها حزب أو دولة أو محور أو فكر أو ..، بل هي مسئولية مفتوحة لا قيود عليه، بدء من الفرد إلى الحزب إلى الدولة، كل عليه العمل لنفسه ولحزبه ولدولته على أن تكون غايته تحقيق النهضة والوحدة و... لأجل تحرير فلسطين من العدو المركزي لهم جميعا، وأي عمل يخالف ذلك من فرد أو حزب أو دولة تحت أي مبرر، يعتبر عمل ضد الأمة وضد تحرير فلسطين ويخدم اﻷعداء!
    والأمة بمفهومها الشمولي الواسع لا الضيق، تشمل أشقاءنا النصارى في الوطن، ما داموا ﻻ يجاهرون بالعداوة أو الارتباط والتبعية بأي شكل لأعداء اﻷمة، وأرواحهم وأملاكهم ومقدساتهم مهددة مثلنا، ﻻ يمنعهم شيء من المشاركة في التحرير و... فاﻷمة تتسع لكل التوجهات الفكرية والأيديولوجية والانتماءات الدينية، لأنهم جميعهم في المخططات اليهودية - الغربية سواء، كلهم أعداء!

    التاريخ: 1/6/2022
    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى إنشاصي ; 06-06-2022 الساعة 03:15 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •