*يقول المخرج محمد بدرخان:*

درست سيرة الشهيد يوسف العظمة فوجدت أنه كان قائدا عسكريا متميزا في الجيش العثماني تلقى أرقى دراسة عسكرية في عصره وخاض الحروب على جبهات متعددة فعجبت لخسارته لمعركة #ميسلون بالشكل الذي يُروى في كتب التاريخ وأيقنت أنه اغتيل غدرا قبل المعركة بحسب اﻷدلة الظرفية حيث أن أي ملازم في الجيش العثماني كان قادرا على القضاء على جيش الفرنسيين الصغير المهلهل فكيف بضابط كبير مجرب!

'ففي ثمانينيات القرن الفائت كُلفت بصناعة فيلم وثائقي عن شهيد سوريا و رمز نضالها يوسف العظمة ، فرحت كثيرا ، قلت لنفسي هي فرصة حقيقية لأصنع شيئا مهما عن تاريخ بلدي ، ورحت أبحث عن مصادر موثوقة حقيقية ، قادني البحث إلى منزل أنيق في حي المهاجرين ، استقبلني رجل دمشقي أنيق وأصيل تجاوز الثمانين من عمره ، كان واحدا من أقرباء يوسف العظمة و عرفه شخصيا ، و بعد أن شرحت له ما أنا عازم عليه، احمرَّ وجهه و قال : سأتعاون معك إلى أبعد الحدود، شريطة أن تقول الحقيقة !
قلت له من دون تردد وهذا ما أبغيه .. دمعت عيناه ... و ساد صمت طويل
شعرت بالرهبة، و ربما بشيء من الخوف، فأنا أمام شهادة قد تكون فريدة من نوعها، و مخالفة تماما لكل ما سمعته في بيت المجاهدين في الجسر الأبيض . سألني..
هل سمعت بأبو شاكر الطباع ؟
أجبتُ أعرف أنه كان قائدا لفصيل من فصائل المتطوعين في معركة ميسلون.
هو من قتل يوسف العظمة.. و أجهش في البكاء.
تلك هي الحقيقة يا بُني.. كان خائنا وهو من قام مع فصيله بإبطال الألغام التي زرعها المجاهدون في طريق تقدم الجيش الفرنسي، وعندما حلقت الطائرة و ألقت بقنابلها، انقضوا على يوسف العظمة و أطلقوا عليه الرصاص، ثم اختطفوه و حملوه إلى ( منطقة في ريف دمشق، لا أريد تسميتها الآن ) و دفنوه هناك ، وهم من استقبلوا غورو على مشارف دمشق بالأهازيج، وهم من حلوا وثاق الخيل عن عربته و جروها في شوارع دمشق ، و ذكر لي اسم عائلتين اثنتين من أشهر العائلات الذين شاركوا في " شرف جر عربة غورو
كانت صدمتي كبيرة ، اعتذرت عن صناعة الفيلم .


*أيها السوري الأصيل والجليل ، اعتذر منك ، لم أستطع فعل ما عزمت
عليه .*
منقول