البعض يستفزه التذكير بأن الإسلام هو البعد الرئيس في القضية ويبدأ يبرر لاختزاله قضية دين وأمة وتحويلها قضية وطنية، ويتحدث عن الفكر الإسلامي اختلاف أحزابه، ومثله عن الفكر القومي، ليبثت أن القول بإسﻻمية القضية أو قوميتها أمر خطأ!
والتبرير اﻷشد غرابة القول: أن البعد الإسلامي ينفي صفة الإسلام عن الوطني والقومي و...!
ذلك ذلك وغيره ليس صحيحا لكنه هروب من اﻻعتراف بحقيقة الصراع وبعده الرئيس، والتمترس والاحتماء خلف مبررات غير صحيحة بزعم:
أن القول بوطن القضية توحد الشعب الفلسطيني وتجعل واجب التحرير عليه، ولا يمنع ذلك القومي والمسلم والإنساني وكل أحرار العالم من دعمه والمشاركة في التحرير!
إن صح ذلك القول، لماذا نضالنا الوطني منذ تغيير الميثاق القومي ل م.ت.ف عام 1968 إلى الميثاق الوطني، وأصبحت م.ت.ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني عام 1974، الذي حدث أننا انتهينا إلى ما نحن عليه، وما بين تغيير الميثاق وما نحن عليه قتال واقتتال فلسطيني فلسطيني، وفلسطيني عربي، ودماء وضحايا ...؟!
التمترس خلف تجربة قدمت تضحيات وحققتة انجازات عظيمة لكنها فشلت في نهايتها، ذلك جمود وعجز عن التطور وتصحيح الخطأ، ذلك تقليد وعزة باﻹثم، وكل ما يعاد تكراره من مبررات صاحبت عمر التجربة ما يقارب سبعين عاما، يعني أننا مازلنا نهر لﻷمام، لم نقف ونقيم ونقوم تلك التجربة، وأستمرار الإصرار عليها خطيئة!
أما الزعم بأن القول بأن القضية إسلامية ينفي صفة الإسلام عن الوطني والقومي، وأن الفكر الإسلامي إنتاج البشر، وأن البشر مختلفين، وأي فكر ممكن أن نتبع و... ذلك أيضا خطأ وتبرير مصدره الهوى!
ومثله القول: أن لدينا الأشقاء النصارى في الوطن، وأن ذلك سيمنعهم من المشاركة في التحرير و... أيضا ذلك تبرير غير صحيح!
لأن القول أن: فلسطين القضية المركزية لﻷمة وليس للحركة اﻹسﻻمية، كما قال له الذين رفعوا الشعار، والأمة بمفهومها الشمولي الواسع لا الضيق، تعطي كل فرد فيها الحق للمشاركة في التحرير ما لم يكن مجاهرا بالعداوة أو الارتباط والتبعية بأي شكل لأعداء اﻷمة، تتسع لكل التوجهات الفكرية والأيديولوجية والانتماءات الدينية، لأنهم جميعهم في مخططات الغرب اليهودي الصليبي سواء، كلهم أعداء، ولا يغرنك محاباته هذا أو ذاك، ﻷن المحاباة ثبت أنها استغلإل له ضد نفسه وأمته!
كما أنها ليست دعوة حزبية يمكن أن يحتكرها، ءأ يزعم احتكارها حزب أو فكر أو محور أو .. مما يبرر به أنصار الوطنية حجتهم، بل هي مسئولية مفتوحة لا قيود عليه، بدء من الفرد إلى الحزب إلى الدولة، كل عليه العمل لنفسه ولحزبه ولدولته من خلال أن الهدف من عمله هو تحقيق النهضة والوحدة و... لأجل تحرير فلسطين من العدو المركزي لهم جميعا، وأي عمل يخالف ذلك من فرد ءو حزب أو دولة تحت أي مبرر، يعتبر ذلك عمل ضد الأمة وتحرير فلسطين ويخدم اﻷعداء!
والأمر نفسه ينطبق على أهل فلسطين، ويحدد دورهم، فما دامت القضية قضية الأمة إذن:
مسئولية التحرير تقع على عاتق الأمة وجيوشها الموحدة تحت قيادة واحدة
دور أهل فلسطين بالظائفة الظاهرة، بالثبات على الجهاد والرباط، والمناوشة على قدر جهدهم دون تكلفتها أكثر من طاقتها وإرهاقها، لأن معركة تحريك الأمة نحو نهوضها وتوحيدها من خلال التفافها حول فلسطين قضية مركزية لها، ولن تستطيع تثبيت وحدتها وتحقيق نهضتها وعودتها لأخذ دورها الرسالي العالمي وقيادة العالم، إلا بالقضاء المبرم على الكيان الصهيوني الذي زرعته اليهودية العالمية والغرب في قلبها، ليحفاظ على تجزءتها وتفتيتها، ومنع وحدتها ونهضتها!
دور فلسطين سواء كان عمل فردي أو حزبي أو جماعي، عليه أن يدرك أن محدودية ذلك الدور تفرض عليه:
أل يزعم حزب فيه كما حدث مع الثورة سابقا ومع حماس حاليا، أمه هو القادر على تحرير فلسطين، وأن على الأمة فقط أن تمده بالمال والسﻻح!
والأمر نفسه ألا يزعم ما هو الآن أنه هو وأحد محاور الأمة سيحرروا فلسطين، ذلك مخالف لطبيعة الصراع، وللرؤية الاستراتيجية للتحرير!
وليس من حق أي حزب تلقي تمويلا ودعما من جهات أو دول يؤدي إلى يرهن قراره لتلك الجهة، ويثير الفتنة والخلافات بين أهل فلسطين، أو يكون بابا للفساد والإفساد والنهب والسرقة بلا حدود و... كنا هو الحال اﻵن!
يجب على من سيتصدر للقيادة أو المقاومة أن يكون لديه رؤية تخدم الرؤية الاستراتيجية للتحرير:
فيحسن اختيار سﻻحه ونوع عملياته بما يناسب جغرافية أرض المعركة، ولا يعود على أهل فلسطين بما يرهقهم، ويبرر للعدو جرائمه الوحشية!
أن يختار من العمليات ما يفعل أهل فلسطين معه، ويحرك الأمة جميعا لتلتف حوله داعمة له، ضاغطة على أنظمتها للتغيير بما يخدم استراتيجية التحرير!
و.... كثير ممكن أن يضاف ويقال في خدمة استراتيجية التحرير ..
خلاصة القول:
رفض تكرار التجارب الفاشلة
رفض احتكار شخص أو جماعة أو دولة فرض رؤيتها وزعمها أنه هي التي ستحرر على الأمة وأهل فلسطين
رفض كل التبريرات الوطنية والقومية والإسلامية الحزبية، التي تؤدلج الصراع وتختزله في دولة أو حزب أو محور، وتقزم قضية بحجم العالم أجمع في نفسها
الحديث يطول ويتسع ولكن تلك ملاحظات مختصرة ردا على المزاعم التي ترفض أن تكون فلسطين قصة الأمة المركزية