قالها قبل أن تأخذه الغيبوبة ويُدخَلَ العناية المركزة، قالها الشاعر #طه_الفندي قبل أن يلتحق بركب الراحلين إلى رحمات الله في الفردوس الأعلى من الجنة.. قال الشاعر الأردني طه الفندي سلطان الشعراء:

فيمَ التفاؤلُ وانتظارُ الآتي ..؟!
أنا في الطريق لهادم الّلذاتِ

أنا في الطريق إليه أسرعت الخطى
متسلّحًا بتصالحي مع ذاتي

لا صبر عندي لاقتراح نهايةٍ
أخرى بلونٍ آخرٍ لحياتي

تنتابُني من حُزنِ أمي رعشةٌ
وتَضمُّني بالدّمعِ والقُبلاتِ

من أُختي الكُبرى تُرتّل آيةً
طه ، وتمسحُ كفُّها قَسماتي

من مَشهد الخِلّان حولي
والسّماءُ تكادُ أنْ تنهالَ في لحظاتِ

مرّوا على قبري وقولوا :
كان صاحِبُنا قعيدًا واقفًا بثباتِ

يا غافرَ الزلّاتِ ذَكِّرْ صُحبَتي
أنْ يَستروا بحديثِهم زَلّاتي

والآن ماذا الآن أفقأُ عينَ مَن
لَمْ يختبرْ عيشًا بغير شتاتِ

قُلْ هَلْ يفيدُ الصّبرُ
إنْ لَمْ تُجزَ عنهُ ..؟!
كمَنْ يصومُ الشّهرَ دونَ صَلاةِ

والشِّعرُ ماذا عنهُ ..؟!
قلتُ سأكتفي ..
أنْ تقرؤوهُ عليَّ عند وَفاتي

وجهانِ لي وقد ارتَديتُهما معًا
وجهٌ يوزّع زورًا البَسماتِ

هذا الذي لم أُخْفِهِ يومًا ولم
تُفضَح بفضل بُروزِهِ عَبَراتي

ونقيضهُ وجهٌ صَدوقٌ عابسٌ
ذاك الذي يَطفو على صَفحاتي

أخفيهِ قدرَ المُستطاع عن الورى
لكنّني أبديهِ في أبياتي

وطني يساوِمُني لكَتمِ مواجعي
من ثمّ يقطعُ دابرَ الكلماتِ

الرأي "مُتّفقٌ عليهِ" مَراقبٌ
فعلامَ يَرقبُ دائمًا خطواتي ..؟!

لا أتركُ البصَماتِ خلفي إنّما
طُبِعَتْ مِ قبل ولادتي بصَماتي

والحرُّ مُبتذَلٌ بأرضي طالما
لَمْ يعترفْ ب"يَغوثَ أو باللّاتِ"

نَشراتُ أخبارِ البلاد سخيفةٌ
لِمَ يَكثُرُ التّطبيلُ في النَّشراتِ ..؟!

تلك النصيحةُ فاحفظوها جيّدًا
لا تنفعُ الحَسراتُ بعدَ فَواتِ

طه الفندي
#طه_الفندي قال لنا:
مرّوا على قبري وقولوا :
كان صاحِبُنا قعيدًا واقفًا بثباتِ

رحمه الله تعالى رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.