عيد الفطر فرحة و صلة
و عبادة

ينتهي شهر رمضان بكل مافيه من إيمان و روحانية و يأتي عيد الفطر المبارك بعد أداء ركن الصيام و ما يرافقه من صلوات و أدعية و إقامة ليلة القدر

أيام مباركة أدى فيها الإنسان عبادة عظيمة تزيد فيها حسناته و يغفر الله له سيئاته
و تستجاب فيها دعواته

يعتبر العيد هدية من الله سبحانه و جائزة على أداء العبادات على أكمل وجه
و فرصة ذهبية لتجديد الفرح

و في العيد يستعيد الإنسان طاقته و نشاطه و يبدأ من جديد مهما تبدلت الظروف
و الأحوال سواء على المستوى الشخصي أو العام

مهما اختلفت طريقة التعبير عن الفرح في يوم العيد ستظل بهجة العيد حاضرة في جميع الأوقات و سيظل يومه بمثابة يوم استثنائي عنوانه الفرح
و السرور و ستبقى ذكرياته الخاصة به تعبق برائحة الحب و العطف و الحنان الذي يغدقه الآباء و الأمهات و الأجداد و الجدات على الأطفال فترسخ طقوس العيد في ذاكرتهم دائماً

هنيئا لمن يصل رحمه
و يهنئ أقاربه و أهله
و أصدقاءه

و مهما تقدم العمر بالإنسان سيظل العيد بالنسبة له فرصة رائعة ليستعيد طفولته وذكرياته و يعيش أجواءه التي يحبها بكل امتنان و فرح
و سرور

في العيد يمتلئ القلب بالطاقة الايجابية و تشحن الروح بالأمل
خاصة إن كان يعرف معنى العيد في الدين و كيف أن الله سبحانه و تعالى جعل هذا اليوم مخصصاً للفرح

أيام العيد هي أيام أكل و شرب و فرح و ارتداء أجمل ما لدينا من ثياب لذلك احرص في العيد على زيارة الأقارب
و الجيران و احرص على صلة الرحم و تبادل العيديات التي ستقدم للأطفال
فالعيدية النقدية و العينية تعبير عن الفرح
و السرور

عموماً في العيد يجد الناس فرصة عظيمة للترويح عن أنفسهم والذهاب في رحلات عائلية جماعية والاستمتاع بأجواء العيد وسط بهجة الكبار والصغار ففي العيد متسع للفرح مهما كانت الظروف لأنه يزيد من الترابط الأسري خاصة عند اجتماع العائلة الممتدة و الصغيرة
و الخروج في نزهات جماعية لكسر الروتين
و تعميق معاني الحب

في صباح يوم العيد أهم طقس فيه هو صلاة العيد
و الاستماع لخطبة العيد
و تختلف شعائر العيد من بلد لآخر لكن يحرص المسلمون على أن يكسروا صيامهم قبل ذهابهم إلى صلاة العيد بشربة ماء أو شق تمرة
و هذا من السنة النبوية الشريفة

العيد ليس مجرد يوم عادي مثل باقي الأيام
و ليس بالتأكيد لبس الجديد من الثياب فقط
إنه من السنة تعظيم شعيرة العيد وتعظيم الفرح في يوم العيد وإظهار الطقوس الرائعة المميزة حيث يبدأ الناس بتهيئة أنفسهم و بيوتهم لاستقبال الاهل و الأحبة من أقارب و أصدقاء للتهنئة بالعيد مما يعزز من سمو الروح و يجعل للعيد معنى أكبر و أعمق
و يجعل لتبادل التهنئة فيه ما يشعل في النفس الفرح الغامر

للعيد أبعاد نفسية ودينية
و اقتصادية و من أبعاده النفسية الجميلة نسيان الهموم
و الأحزان و تجاوز ما يعكر صفو الحياة
و لو لفترة قصيرة لأن لإظهار الفرح في العيد أجر و ثواب عظيم من الله
أما أبعاده الاقتصادية فتتمثل بما يقدمه المقتدرون للمحتاجين كعيدية و زكاة للفرح في نهار العيد

كي يحتفظ العيد بكامل فرحته يجب التخلص من أي شيء يفسد فرحة العيد ويجب وضع الخلافات التي تكون بين الجيران والأقارب والسلام عليهم ومسامحةالمسيئين
ونبذ الحقد والعنف والكراهية فالعيد لا يكون إلا بالحب ولا يكتمل إلا بصفاء النفوس.

ندى فنري
مدربة / مستشارة