عش مع ربك بين الخوف
و الرجاء
ومع نفسك بين المنع
و العطاء
تكن من السعداء ....

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ما اجتمع الخوف والرجاء في قلب مؤمن الا ودخل الجنة

الخوف يحمل المسلم على ترك المعاصي
والرجاء يجعله يحسن الظن بالله
والجانبين يكملان بعضهما البعض

الجمع بين الخوف
والرجاء أمر من عند الله
واتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
فقد كان رسولنا الكريم
وانبياء الله تعالى يسارعون في فعل الخير ويرجون الله بأن يتقبل منهم

رجاء المؤمن رحمة الله جل وعلا يدفع قلبه إلى التعلق بالله تعالى ويبعده عن القنوط من رحمته

الجمع بين الخوف والرجاء يؤدي إلى زيادة الحسنات والأعمال الصالحة

الخوف من الله تعالى وخشيته تؤدي إلى عمل الخيرات والتصدق لوجه الله تعالى

والرجاء أن يتقبل الله
يؤدي الى التوبة
والابتعاد عن الشهوات

عدم الجمع بين الخوف والرجاء يؤدي إلى اليأس من رحمة الله تعالى والقنوط
فلا ييأس من رحمته الا العاصين فالله يقبل التائبين
والراجين رحمته
ويغفر الذنوب جميعا
إلا أن يُشرك به
وفي اليأس شرك بالله

يسأل أحدهم هل لابد أن يكون هناك توازنًا بين الخوف و الرجاء..
نعم لو رجحت كفة الرجاء يتجرأ الإنسان على المعاصي

الخوف من الله عز وجل طوال الوقت يعني أن يكون الله رقيبه كل الوقت في سره وعلانيته وبذلك يكتمل إيمانه بلاشك

الخوف والرجاء اثنان من شروط الايمان فعلى المسلم أن يجمع بينهم دائما في حدود المعقول حتى لا يغلب أحدهما على الإنسان فيكفر بأنعم ربه وكلامه جل وعلا

عندما نتأمل في الفرق بين الخوف والرجاء
نجد أن الرجاء هو انتظار نتيجة الأعمال الخيرة التي فعلها الإنسان وهو واجب على المسلم حيث أنه يكون بين
_ذنب يرجو أن يغفره الله له
_ومعصية يتمنى أن يبعده الله عنها
_وأعمال صالحة يتمنى أن يقبلها الله

يعد الرجاء أحد الأسباب التي تدفع المسلم للثبات على عبادة ربه والتقرب منه عز وجل بالأعمال الصالحة.

يعتبر الخوف من غضب
الله وعقابه واحدا من انواع العبادة لله سبحانه وتعالى
فيجب أن يخاف الإنسان ربه فلا يفعل ما حرم الله ويجب أن يحمله خوفه من ربه على أداء واجباته تجاه ربه ودينه

الخوف والرجاء كجناحي الطائر كما ذكر أهل العلم متعاضدان مقترنان

المسلم يرجوا ماعند الله ولكن يخافه ويخشاه .
قال تعالى { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }
قال سبحانه و تعالى ({نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
ثم ذكر في المقابل
{وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ }الحجر

.علاقتنا مع الله بين الخوف والرجاء.. كيف نوازن بين الأمرين؟
بالتوفيق بين الخوف والرجاء
"المؤمن كذي قلبين قلب يرجو به وقلب يخاف به فإنما هو إذا أحسن رجا وإذا أساء خاف مع التوبة والندم والإقلاع"

الرجاء هو أن ترجو قبول الأعمال وجزيل الثواب عليها
وتخاف مع ذلك أن يرد عليك عملك
أو يكون قد دخلته آفة أفسدته عليك
.
الفرار إلى الله :
الخوف من الله ليس كالخوف مما عداه فالخائف يهرب ممن يخافه
ولكن الخائف من الله يهرب إليه: (ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين)

في النهاية المؤمن يعيش حياته بين خوف ورجاء
لا ينظر إلى كبر الذنب وصغره فالصغيرة من الكبير كبيرة
والهفوة من العظيم عظيمة
وقد قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن يرى معصيته كجبل يوشك أن يقع عليه
والمنافق يرى معصيته كذباب وقع على أنفه)
فإذا زاد الإيمان في قلب المؤمن أحرق مواضع الشهوات

عذب الله سبحانه امرأة حبست هرة فلم تطعمها وتجاوز عن امرأة بغي سقت كلباً رحمة به

لا خير في خوف لا يمنع من المعصية

تذكر الرجاء منزلة عظيمة أصلها المعرفة بجود الله وكرمه وعفوه وحلمه
قال سبحانه وتعالى: (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم. وأن عذابي هو العذاب الأليم).

ندى فنري
مدربة / مستشارة