مجرد رأي:
د. مراد الخاني
يعني الأخبار الواردة عن التمادي في قطع الأرحام في رمضان في وسط دمشق تقشعر لها الأبدان. قد يستغرب حتى المؤمن تأخر عقوبة قاطع الرحم و الساكت عن قطع الرحم. لكن تجدر الإشارة أن "عذاب الرحمن" كثيراً ما يتأخر إلى أن يخرج من صدر "مستحق العقاب الإلهي" كل الحقد و الحسد المخفي. فقط عندما يهدأ ثوران بركان تلك النفوس "الجهنمية" و تشعر أنها " بلغت منتهاها" يأتي العقاب عند "نهاية حافة جرف ذلك الفرح و الإطمئنان الوهمي" ليكون السقوط بعدها مدويّاً.
لكي لا يستغرب المرء تأخر العقوبة، التأخر مؤشر ليس على عدم وجود الإله بل هو مؤشر "كثرة ضغائن مستحق العقوبة".
العقاب الإلهي له قوانينه..
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾
[ محمد: 29].
عذراً للإسهاب..


تعليق: من هشام الخاني:
صلة الرحم من أجمل ما يمكن أن يسعد به الإنسان في الحياة الدنيا قبل الآخرة. وإننا لم نكن أحوج إلى الاستقواء بأرحامنا، بعد رضى الله، أكثر من حاجتنا إلى ذلك في هذه الأيام القاسية. وأية أوصال أوجب أن توصل قبل صلة الأهل والأحباب بعد أن أضحى الأمل خافتا وقد ضاعت الأوطان وأضحت في غياهب المصير المجهول.

يقول الله (تعالى): "إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا"-(النساء). أوليس الله قد وعظنا بصلة الأرحام وجعل الإحسان إلى ذوي القربى في أعلى مراتب الإحسان؟ أوليس الذي يقطعه الله قد ضاع في الدنيا والآخرة، والله ربنا وعد بوصل الواصل وقطع القاطع ؟

وأية أمانات تؤدى إلى أهلها أعظم من أمانة الإحسان إلى الإخوة والأخوات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات وفروعهم ؟!! وأية أمانة تؤدى إلى أهلها أعظم من أن تنفس كربة عن ذي رحم، أو تشعره أنه في قلبك وعقلك ؟!!
افعلوا ما شئتم أيها الناس فإن كل فعل تفعلونه مدون بأمر من إله عظيم سميع بصير.
...