رأي شخصي:
أحد كبرى مصائب العالم الإسلامي التي تجعل المسلمين مذمومين عند الناس و قبل ذلك عند الله إعتبار قضية التفكُّر، تحديداً التفكُّر في الملكوت (عالم الحياة، فيزياء الكون.. إلخ) بمثابة "تفكُّه" و في أحسن الظروف "سنّة" أو "واجب" بدل إعتباره فرضاً، بل أصلاً من أصول الدين كلّ حسب طاقاته و مؤهلاته. النتائج كارثية و لا تحصى و لا مجال لتعدادها، على سبيل المثال لا الحصر انعدام "المعاصرة" (رغم كثرة التظاهر بها من باب مخادعة النفس و الناس و إيهامهم "بالعصرية") و الإقتصار على "الشرائع" ظناً أنها هي "الحقائق" بدل إعتبارها "السبيل" إليها. ثم تحجّر الفكر وغياب المرونة، الأمرالذي ينتهي بضعف الإستنباط و تنامي التعصّب المذهبي و التنافر مع الآخرين حتى من هم من نفس الملّة و تلاشي الود بسبب الخلاف. حتى التصالح مع الذات يتلاشى بمرور الوقت، فتجد المرء سيئ المزاج لا يدري لماذا..
رمضان فرصة لا تعوّض للتفكّر في الملكوت.
سلِ الواحـةَ الخضراءَ والماءَ جاريـا*** وهذي الصحاري والجبالَ الرواسيا
سلِ الروضَ مزداناً سلِ الزهرَ والندى *** سلِ الليلَ والإصباحَ والطيرَ شاديا
و سَلْ هذه الأنسـامَ والأرضَ والسمــا*** و سَلْ كلَّ شيءٍ تسمعِ الحمدَ ساريا
فلو جمَّ هذا الليــلُ وامتدَّ سرمـــداً*** فمَنْ غيرُ اللهِ يُرجِعُ الصبـحَ ثانيا.....
د.مراد محمد الخاني