وليس صحيحاً أن نابليون والإسكندر وغليوم وأمثالهم من القادة کانوا عظماء، بل كانوا مجرمين وكل ما نجحوا فيه أنهم اخترعوا أسماء شريفة لسرقاتهم: مثل توحيد العالم، ونشر الحضارة، وتحرير الإنسان.

ألم تخف الاشتراكية سوآتها وجرائمها تحت رايات الحرية والعدالة والديمقراطية وصدًق الجميع تلك الأكاذيب، مع أن الحرية والعدالة والديمقراطية كانت أول ما قضت عليه الاشتراكية، والعمال أول من بُخست حقوقهم؟

وكم من العظماء والقادة ماتوا في قمصان الشهداء وتغنى بهم الشعراء وطارت بشهرتهم الركبان وهم لصوص!
وهل كان جيفارا إلا لصًا آفاقًا وقاتلاً محترفا؟

ولا شيء يعزيني في وحدتي في زنزانتي الباردة إلا أني سوف ألتقى بهؤلاء الإخوة اللصوص العظام... وسوف نشترك معًا في مصير واحد. وستكون لنا في الآخرة منصة واحدة، نقف فيها أمام الديان. فلا أحد سوف يضحك على الله. والله لا يقرأ صحفنا ولا يأخذ أحكامه من نقادنا الأفاضل كتًاب الأعمدة ومعلقى الإذاعة...

ولن أدهش إذا وجدت معنا الكثير من المشايخ... وبعض سكان
الأضرحة وبعض الأولياء أصحاب صناديق النذور،وسوف
أسعد بصحبة النائب العام والقاضي الذي حكم على إن شاء الله .

وأجمل ما في الآخرة أنها ستكون مفاجأة مبهرة وستكون وقائعها أغرب من الخيال .

ولاشك أنها ستكون مفاجأة عجيبة أن يجد النائب العام نفسه إلى جواری في موقف الإدانة العظمى التي لا مهرب منها... ومعه القاضي والجلاد والسجين والسجان. ستكون لحظة مدهشة، وسوف نبكي جميعاً.

مقالة : حكاية مدير بنك.
من كتاب : الذين ضحكوا حتى البكاء.